د/ عادل الصادق المكي

هذه قصورهم.. و.. هذه قبورهم


قالوا ـ الله يكفينا شر قالو وقلنا ـ وخصوصا في زمن الواتساب.. قالوا هارون الرشيد الخليفة العباسي جا ماشي في موكبه الأميري.. وحراس وخدم وحشم وهيصة.. وكان أظنو مارق للصيد.. لاقاهو واحد درويش إسمو بهلول لابس هدوم مقطعة وتايه في دنيا الله.. ناداهو وقال ليهو دايرك توصيني.. الدرويش بهلول قال لو وهو يأشر: “هذه قصورهم.. وهذه قبورهم”.. اختصر ليهو المضوع كلو.. يعني يبنوا للدنيا ويكابسوا فيها وفي النهاية يموتوا ويدفنوهم.. غايتو بيكون طيّر لهارون الصيد في راسو ومسخ عليهو.. لكن هارون غلطان القال ليهو أسألو منو؟.. ودا زول درويش بايع الدنيا وممكن يقول لأجعص زول أي حاجة في أي حاجة..
المهم هارون اتمحن شوية ومشى في مشيهو.. نحن حسي دايرين مليون بهلول في وسائل الإعلام وفي المحافل الرسمية والغير رسمية يجي ناطي ويقول النضم البيمسخ حياة الدنيا دا!!!!!.. لأنو في ناس ماسكين في الدنيا دي بإيديهم وكرعيهم.. ومتشعبطين فيها.. وطاري الموت دا ما دايرنو.. علا الموت ياهو الفي.. أها كيف الراي؟.
الذكرني الشيخ بهلول ونضمو دا.. قريت إنو في عضو في البرلمان قال انو في أزمة القبور في الخرتوم.. غايتو كملنا أزمات الدنيا كلها وقبلنا علي أزمات الموت.. يا كافي البلا حتى القبور بقت فيها أزمة!!!!!!.. وفعلا هناك أزمة قبور.. المقابر القديمة والمعروفة.. لو دايرين يدفنو زول إلا يضايروا ليهو الناس المدفونين.. يلقوا ليهو فجيجة يدفنوهو فيها.. وناس الأراضي الله يدهم العافية يوزعوا فيها وخطط سكنية وإسكانية ما فكروت في مقابر..!!!!.. الموت تب ما طارينو!!!.
لكن بيني وبينكم الموت ما بندار وما حبابو علا نسوي كيفن؟..!!!!
من الناس الماسكين في الدنيا وما دايرين يفارقوها باخوي واخوك.. بروفيسور ألماني اسمو “كلاوس ساس” عمرو خمسة وسبعين سنة.. السنة تحك السنة.. وبرضو متشعبط في الدنيا وما داير يفارقها.. وصى هذا البروفيسور اللايوق إنو يجمدوهو.. ويحفضوهو مجمد.. لمدة مئة وخمسين سنة.. قال قطع شك خلال المية وخمسين سنة دي العلماء يلقوا طريقة يعيدوا للناس البي يموتوا الحياة.. وهو ما داير يدفنوهو ويتحلل وتفضل عضام بعدين.. داير يقعد كدي.. لما خلاص يصلو.. يمرقوهو ويمصموهو في موية حارة.. ويرجعوا ليهو حياتو.. ويمرق يحوم مع الناس.. ويسوط معاهم.. مع إنو ممكن يقوم من موتو دي ويلقى الدنيا اتغيرت ويتلخبط ولحدي ما يفهم الحاصل يكون داير ليهو عشرين سنة.. لكن ما عارف عمرو حيحسبوهو كيف؟ حيبدو من الخمسة وسبعين؟ واللا حيضيفو ليها المية وخمسين ويبدو يحسبوا عمرو من متين خمسة وعشرين سنة؟ واللا حيبدو من واحد؟.. أها دي مشغولية تانية كمان!!!!..
في جلسة رومانسية نظر إليها نظرة حالمة تحنن.. قال ليها وهو عامل فيها شاعر:
سر هواكي ..
كتمتو جوا قلبي
سر هواكي..
أموت بيهو واندفن
ثم رفع راسو عاين ليها وهو متشكك وقال لها: “علا تمرقيهو إنتي.. عاملة قديديمك دا”!!!!!