مقالات متنوعة

محمد لطيف : الشمالية.. حين يكون الساسة جزءا من الحل 1


لولا إصرار الشيخة نور على أن نلتقي في الفردوس الأعلى لربما كان وفدنا حتى الآن يتجول في الولاية الشمالية.. حواضرها وأريافها.. الشيخة نور كما يحلو لأصحابها أن يسموها وهي السيدة نور عبدالله النائبة البرلمانية المخضرمة عن الولاية الشمالية.. مؤتمر وطني.. ورغم أنها الصديقة الشخصية لوزيرة الدولة بالصحة الاتحادية الأستاذة سمية إدريس أكد إلا أن المفارقة أنها كانت هناك بدعوة من السيد أبو القاسم برطم النائب البرلماني المستقل عن الولاية الشمالية.. هي ورفيقتاها النائبتان أميرة واعتدال.. أردت بهذا أن أقول لكم إن ذلك الوفد كان مختلفا.. وما أنجزه كذلك كان مختلفا.. بشهادة الآخرين.. قبل أولئك الذين تربطهم صلة ما بالوزيرة.. نجمة الرحلة.. قلت آخرين.. ولم أستخدم كلمة خصوم.. لأن الوفد وجولته.. لم يخلفا خصوما.. رغم محاولات مستميتة من قلة معزولة لإفساد المهمة العظيمة..!
كان رائعا والي الولاية المهندس علي العوض وهو يرحب بالنائب برطم وهو يقول.. له حقوق علينا كنائب يمثلنا.. نلتزم بها ونوفيه حقه.. ولنا عليه حقوق نرجوه.. ونحن واثقون أن يفي بها.. ثم لا يتردد الوالي أن يفصح باطمئنان.. برطم أقرب إليّ من بعض من حولي.. طالما كنا نسعى سويا لخدمة المنطقة ومواطنها.. بهذه الخلفية لم يكن مدهشا أن يلتئم في حاضرة الولاية اجتماع مطول امتد حتى صبيحة اليوم التالي.. وصبيحة اليوم التالي هنا حرفية وليست مجازا.. كانت خلاصته.. أن الماضي قد انتهى بخيره وشره وأن الجميع الآن في حزب واحد اسمه الولاية الشمالية.. الاجتماع بالطبع كان طرفاه السيد معتمد دنقلا السيد عصام على والسيد النائب قاسم برطم.. حتى في قريتنا الصغيرة أقدي سمعت من يردد ذات العبارة.. نحن حزب أقدي.. إذن هذه هي الروح التي يجتهد في بثها المهندس علي العوض والي الشمالية الجديد.. والذي يحلو للبعض أن يناديه بشيخ علي.. فقط.. كنت أردد في سري.. هذه هي الحسنة الوحيدة في تعديلات الدستور.. التي أتت للولايات بولاة من خارج الصراعات.. حتى يكونوا جزءا من الحل.. لا امتدادا للأزمة.. الوزيرة التي وجدت واليا متفرغا لسماع ملاحظاتها.. مستعدا للأخذ بتوجيهاتها.. في مجال الصحة طبعا.. عبرت عن سعادتها بقولها.. ليس أفضل من أن يتفرغ السياسي لمتابعة قضايا مواطنيه ويسعى في خدمتهم.. عوضا عن الانشغال بالصراعات..!
هل نسينا موضوع الرحلة..؟ كلا.. سعدت وأنا أقرأ للزميل الطاهر ساتي بالسوداني عرضا شيقا لبعض وقائع تلك الرحلة.. فرأس الوفد السيدة وزيرة الدولة.. نجحت في إدارة كل خطوة خطتها في الولاية.. إلماما بالقضايا.. وإحاطة بالمشاكل.. ثم قدرة على اتخاذ القرار الصحيح في الاتجاه الصحيح.. مهما كانت كلفة ذلك القرار.. فهي قد قررت توفير أجهزة.. وصيانة معدات.. وهي قرارات لها كلفتها المادية.. ثم في مواقع أخرى قررت أن يتحمل كل مخطئ مسؤوليته وفورا.. وهي أيضا قرارات مكلفة في بلد عرف بالتسيب.. والجودية.. والوساطات.. ولكن الوزيرة بدت صارمة في توجيهاتها.. ثم كان الوالي أكثر صرامة.. وهو يعلن قبول التحدي.. أن يبدأ الإصلاح من ولايته هو..!
النواب المرافقون.. والإعلاميون.. تحولوا كلهم إلى عناصر مساعدة للوزيرة في جولتها التفتيشية.. وظلت الشيخة نور بشخصيتها الطاغية تردد في كل موقع.. شاكليهم يا سمية وما تخليهم.. لا شك أن النتائج المذهلة التي حققتها الرحلة.. ثم خروجها عن مألوف الرتابة بالإثارة التي ظلت السمة الغالبة في كل موقع.. جعلت البعض يتمنى أن تمتد تلك الرحلة.. لكن إصرار الشيخة نور على رفع عقيرتها بالدعاء.. بين الفينة والأخرى.. أن يجمعها الله بأعضاء الوفد في الفردوس الأعلى قد قذف الرعب في قلوب البعض.. فضغطوا في اتجاه إنهاء الرحلة..!


تعليق واحد

  1. الولاية الشمالية من أقل الولايات حظاً في التنمية والخدمات ويلفها البؤس في كافة أرجائها مدنها وقراها ، تلاشت المشاريع الزراعية التعاونية التي كانت تغطي القرى الممتدة على ضفتي النهر بكل خيرات الأرض ، وبعد موت تلك المشاريع لم تنجح المشاريع التي قامت بعدها منذ السبعينات حيث ضعف الموارد المالية وسوء التخطيط ورداءة التنفيذ يعصف بكل المشاريع وبالأخص الزراعية ولم تنجو حتى النخيل من ذلك . أبرز معالم حظيت بها الشمالية هو سد مروي وطريق الأسفلت و الكباري على النيل ، ورغم عدم قيام المشاريع الزراعية المصاحبة للسد حتى الآن إلا أن إنتاج الكهرباء مد أصقاع كثيرة من البلاد بالطاقة ، ولو قامت المشاريع الزراعية لكانت أنفع للولاية وكانت ستعيدها سيرتها الأولى كما كان يحلوا لنائب الرئيس السابق أن يكرر ويعيد. نقول هذا وأبناء الشمالية يشغلون مناصب عليا في الدولة منذ سنوات طويلة من مدراء ووزراء وحتى رئيس البلاد لكن الحال يظل ينحدر من سيء إلى أسوأ حتى أصبحت الشمالية من الولايات الطاردة ، فالخدمات التي تتحدثون عنها هزيلة جداً وبالأمس شاهدنا في نشرة الأخبار أعمال تأهيل إستاد دنقلا لإقامة المباراة النهائية لكأس السودان ورغم أن المدة المتبقية قليلة جداً حيث تقام المباراة في التاسع من أكتوبر إلا أن الملعب عبارة عن حواشة ولاتوجد بها أي مظاهر لإنجاز يمكن أن يشرف المسئولين بالولاية ، لماذا لاتكون هناك صيانة وتطوير للمستمر للمعلب حتى لا يأتي التجهيز عشوائياً وينتج عنه مسخاً مشوهاً ؟ إذن أين هي الخدمات ؟؟؟