تحقيقات وتقارير

الوطني والأمة.. حرب المستندات والوثائق


تفاصيل بائنة لقضايا شائكة طفقت تتدلى من ملفات الخصومة السياسية التي جرت سطورها بين حزب الأمة القومي والمؤتمر الوطني اللذين ظلت العلاقة بينهما متأرجحة غير مستقرة فأحياناً تكون خصومة فاجرة وأخرى صداقة حميمة تفوق التوقعات.. فبالأمس القريب كانت كذلك لكن سرعان ما انحدرت للعمق واتجهت إلى الطريق الأول..

فكأنما يريد الإمام الصادق المهدي أن يرسل رسالة للوطني تحمل في طياتها شيئاً ما أو ربما أراد أن يتجه إلى خط المواجهة بعد أن قفل عليه الأخير الباب بعدم الاستجابة لشروطه للحوار التي تدعو لمؤتمر تحضيري بالخارج.. فضلاً عن رفضه لرئاسة رئيس الوطني للحوار لكنه مع ذلك أكد تمسكه بمشاركته فيه وخرج باتهاماته له بالفساد خاصة من أطلق عليهم «القطط السمان».. وأكد امتلاكه لمستندات ووثائق تثبت تورطهم.
وهذا التشابك الذي حدث في الخيوط السياسية بينهما سيصيب القاطرة المقلة لكليهما بالارتباك الذي يقود لشل حركة صفوف المبشرين بالحوار الوطني كوليد شرعي للوطني.. والمهدي بحديثه هذا يدق آخر مسمار في نعش مساعي تقريب الخلاف التي تجري رحاها بين حزبه والوطني كما يراها بذلك مراقبون

٭ مساومة سياسية
وذهب محللون سياسيون إلى أن واقع الخصومة السياسية التي تجذرت خلال الحقبة الماضية بين الإمام ونافذين بالوطني أصبحت حجوة «أم ضبيبينة».. متسائلين عن ضرورة مشاركة المهدي في كافة الأطروحات الحكومية كأنه صاحب حق أصيل كما يرى ذلك المهدي.. ولكن قيادات من الوطني ترى أن معدتها لا تميل إلى هضم أن المهدي سيعود بين عشية وضحاها لمصارعتها في السلطة من الداخل ولا تزال خيمته منصوبة بالخارج لعداوة الوطني جراء التضجر السياسي الذي حاق به.. الخطوة تطرح تساؤلاً في الساحة الآن هل سيساوم المهدي الوطني بما يملكه من وثائق لفساد نافذين به كما راج بذلك أم إلى ماذا يخطط؟

٭ رسالة
المحلل السياسي د.عبد الله آدم خاطر قال إن الصادق أراد أن يقول للوطني إن هنالك مفسدين آخرين بالوطني يعرفهم حزبه لم تطلهم يد الآلية المكونة لمحاربة الفساد وهم الذين يعرقلون كل المساعي السياسية التي من شأنها أن تزيل الحواجز بينهم والوطني.. ويتفق مع خاطر فيما رمى إليه المحلل السياسي بروفيسور حسن الساعوري الذي أضاف أنه حتى إذا عمد المهدي إلى الكشف عن أسماء المتورطين في الفساد وفقاً للوثائق الموجودة لديه.. كما ذكر أنه أمر لا يقدم ولا يضيف جديداً في ساحة العلاقة المتجاذبة أصلاً بين الطرفين.

٭ تغريد خارج السرب
ولكن نائب الصادق المهدي الفريق فضل الله برمة ناصر أبدى تحفظات حيال التعليق على وثائق الفساد يمتلكها حزبه وقال إن الأمر يرجع إلى من بيده هذه الوثائق.. وفي وقت استنكر فيه القيادي بالوطني د.ربيع عبد العاطي الخطوة قال لـ «آخر لحظة» إن المهدي بات هو الخصم والحكم في قضايا سياسية «لت وعجن» فيها حتى أفرغها من محتواها السياسي الذي صبت فيه إلى محتوى آخر وهي خطوة يمكنني القول حيالها إن المهدي قد فقد البوصلة السياسية تماماً والارتباك السياسي الذي يحدثه الآن بالساحة يؤكد ما ذهبت إليه وهي حالة أشبه بمن بات يغرد خارج السرب.

٭ كرت سياسي
بينما يرى أمين الحزب الناصري ساطع الحاج أن المهدي ومن خلال وجهة النظر القانونية.. عليه أن يقدم ما لديه من مستندات متعلقة بالفساد إلى الجهات العدلية ووسائل الرأي العام وأي محاولة منه إلى إخفائها عن القانون بهدف استخدامها ككرت ضغط سياسي.. يعتبر أمراً غير مبرر سياسياً وسوف يؤدي به إلى المحاسبة القانونية.. لأن القضية هنا هي ليست قضيته لوحده بقدر ما هي قضية فساد تهم البلد.

٭ القطط السمان
ويرى عبد الله آدم خاطر أن القطط السمان الذين أشار إليهم المهدي في حديثه للصحيفة يقصد بهم رجال الظل في الوطني والذين تتقاطع مصالحهم مع الحوار التحضيري الذي ينادي به الصادق.. بينما يرى ساطع الحاج أن القطط السمان مصطلح سياسي محض قصد به الإمام التمويه السياسي.. لا لشيء في نفسه.

٭ بين حجري رحى
ويذهب مراقبون إلى أن زعيم الأمة القومي الإمام الصادق قد رمى حجراً في بركة الوطني الساكنة بالحديث الذي يستلهب حماس قطاعات واسعة من الشعب عن فساد رؤسائه والحالة السياسية للبلاد التي باتت تترنح بين حجري رحى الاقتصاد.. ويبقى السؤال قائماً: إلى ماذا يرمي الصادق بهذه الخطوة وماذا ينتظر منها؟

تقرير : ايمن المدو
صحيفة آخر لحظة