يوسف عبد المنان

مشاهد وصور


منذ أسبوع تم تحويل مسار حركة المرور بشارع جسر شمبات المؤدي لجسر المك نمر قبالة دار أبو جلابية ، وذلك بسبب تركيب مواسير جديدة.. أسبوع والشارع يزدحم بحركة المرور منذ الصباح وحتى المساء.. ولا أثر لعمال يجتهدون في تركيب المواسير الجديدة.. ولا مسؤول يتفقد ما يجري.. وحينما يتم تركيب الماسورة يتركون الشارع على حاله بعد ردمه بالتراب في انتظار شركة لإعادة تشييده.. ربما ينتظر الشارع أسبوعين أو شهرين.. وفي قلب السوق العربي تم إغلاق الشارع المؤدي من فندق المريديان إلى صينية القندول لثلاثة أيام لتركيب مواسير جديدة.. أمس تم فتح الشارع جزئياً.. ولكن ظلت الحركة والزحام هي الأصل في تلك المنطقة وانسياب الحركة هو الاستثناء!!
قال والي شمال دارفور إن الدكتور “عوض الحسن النور” وزير العدل قد قرر المضي قدماً في محاكمة المتورطين في أحداث سوق المواسير بولاية شمال دارفور.. وكانت وزارة العدل نفسها قد لجأت إلى التسويات مع المتهمين والشاكين في بلاغات سوق المواسير عملاً بالإرث الشعبي في التعافي (المال تلتو ولا كتلتو) ولكن التسويات التي تم التوصل إليها بالقانون، هل يتم نقضها بالقانون؟؟ وتلغي وتفتح الحراسات للقبض على كل المتهمين وإعادة تقديم أكثر من (2) ألف بلاغ إلى المحاكمة وكم تستغرق من الوقت؟؟ وكم يبلغ عدد القضاة والمطلوبين للنظر في قضايا سوق المواسير؟؟ وهل مواسير الفاشر وحدها هي التي سيفتح الوزير “عوض النور” ملفها؟؟ أم تشمل عمليات فتح المواسير قضايا الأقطان والتاكسي التعاوني والصمغ العربي، وكمان أحداث بورتسودان وسبتمبر التي قال رئيس لجنة الأمن والدفاع إن المتهمين بإطلاق النار على المواطنين جهات غير نظامية تمتطي سيارات بدون لوحات.
تعرضت حركة العدل والمساواة لانشقاق جديد بعودة العقيد “بحر الدين عبد الله” ومجموعته للخرطوم وعقدهم مؤتمراً صحفياً أعلنوا من خلاله عزل د.”جبريل إبراهيم” من رئاسة الحركة، وذكر القادة العائدين إن معركة (قوز دنقو) التي قصمت ظهر حركة العدل والمساواة فقدت فيها قوات “جبريل” (986) عسكرياً لقوا مصرعهم في العملية التي نفذتها قوات الدعم السريع وإن (106) من قادة الحركة قتلوا في تلك المعركة، وفقدت الحركة (174) عربة لاندكروزر من جملة (197) عربة ولم يتبقى لـ”جبريل” إلا سبعة عشر عربة فقط تعمل على مساعدة “سلفاكير” في دولة جنوب السودان، ما كشفه العائدين من التمرد حقائق لا مجال لإنكارها.. وهي شهادات صادرة من قادة حقيقيين انتابهم اليأس من القتال وأيقنوا إن د.”جبريل إبراهيم” لا يمثل القائد الذي يحقق نصراً لحركة العدل والمساواة التي ابتعدت عنها قيادات مثل “سليمان صندل” و”هاون عبد الحميد” و”أبو بكر حامد”.. وأصبحت مجرد ظاهرة صوتية في أبواق الإعلام يرددها “جبريل آدم بلال” وآخرين.
التغيير سنة الحياة وإحالة ضباط من الشرطة للتقاعد يفتح الباب واسعاً لترقية آخرين، ولكن حُزني بصفة خاصة على اللواء مقدم “هبيلا أبو زيكو” القائد الذي فقدته الشرطة بذهابه إلى كرسي المعاش مقدم “هبيلا” خاض معركة ستة، ستة في كادقلي.. تبدت بسالته وشجاعته منذ اندلاع العمليات داخل المدينة.. ظل في مكتبه يدير العمليات الداخلية.. وفي خطوط النار حتى انقشعت سحابة الحرب عن كادقلي.. “أبو زيكو” واللواء “الباهي” قائد الفرقة الرابعة عشرة هم أبطال معركة كادقلي و”أبو زيكو” من أبناء النوبة القلائل رتبة قيادية بالشركة يستحق الآن التكريم لعطائه وإخلاصه وتفانيه في خدمة وطنه السودان.
قال البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” إن الولايات المتحدة الأمريكية رهنت تحسين علاقاتها بالسودان بملفين أولهما تحسين أوضاع حقوق الإنسان وثانيهما الحريات.. الأخيرة تتخذها واشنطون ذريعة فقط.. هناك بلدان تسيء لحقوق الإنسان والحيوان وعلاقاتها بأمريكا جيدة جداً. أما الحريات فالأمريكان على قناعة بأن السودان أفضل حالاً من كثير من أصدقائهم في المنطقة العربية ، ولكن إذا حاول السودان تنفيذ المشروطات الأمريكية فإن تحسين حقوق الإنسان على صلة وثيقة بوقف الحرب وكذلك الحريات.