اسحق احمد فضل الله

لا نحب ولا نكره.. نبيع .. ونشتري.. فقط


> والخرطوم تستقبل موسفيني.. الذي لا يعتبره السودانيون صديقاً.. وتحادثه
> والخرطوم تستقبل موسيفيني دون لافتة ترحيب واحدة
> والجملة الاولى والثانية كلاهما يصبح خطاباً شديد الذكاء.. والكبرياء
> الجملة المحسوبة تذهب يمينا لتحدث المواطن السوداني عن معادلة بين
> «ابقاء موسفيني عدوا..
> وبين دخول سوق البيع والشراء.. مع الرجل
> وطرقات الخرطوم التي تستقبل موسيفني دون لافتة ترحيب واحدة.. كانت تحدث الرجل عن ان الخرطوم تعرف ما هو»
> وبعض ما تعرفه الخرطوم هو ما يحمله موسيفني داخل عقله..
> وما يحمله داخل ملفاته..
> وما يحمله الرجل في عقله.. بعضه هو اعتقاد جازم قديم بغباء الخرطوم
> وما يحمله الرجل في مفاته بعضه هو
> موسيفني يطلب من السودان الموافقة على نشر جيشه.. جيش موسفيني.. على الحدود بين السودان وجنوب السودان
> واوراق الرجل ترسم خطا ما بين الميل «14» وحتى كوستي
> وما بين جودة وحتى الكرمك
> وموسيفني يعرض التعاون العسكري .. والاقتصادي
> وقادة الخرطوم لعلهم يستمعون إلى الكلمات
> والكلمات تعيد إلى اذهانهم سلسلة من الاحداث الرائعة وتقدم شرحاً لها
«2»
> فقبل شهور ثلاثة نحدث هنا عن عقار في باريس وهو يحدث عن انه سوف يطلق عملياته في نهاية الخريف «عقار يعلن أمس نوعاً من الهدنة»
> وعقار في باريس كان يحصل على دعم عسكري يحمل توقيع يوغندا
> وتمهيداً.. يعيد تشكيل اركان حربه
> والحلو يذهب.. وجقود يصبح قائداً
> ثم استيفن وآخر
> واعادة التشكيل تحمل توقيع موسيفيني .. فقبل شهور ثلاثة كنا نحدث عن اجتماعات يوغندا «عقار باقان.. موسيفيني و..»
> والاجتماعات التي تعيد باقان للجنوب «وباقان يطلب زيارة الخرطوم.. وهو يغطي ضحكته» تصنع مخطط عمليات الشرق القادمة.. وعمليات الغرب
> ففي الايام ذاتها كان الحديث يجري عن جمع تمرد الغرب بقيادة محمد نور
> وما لا يعلمه مناوي هو ان شراء «حفتر» لقواته كان جزءاً من المخطط.. لابعاد مناوي
> كل هذا تعرفه الخرطوم.. ثم الخرطوم تعرف الآن منطق.. المصلحة واين هي
«3»
> ومن خلف كاس «الكركدي» .. طبعاً.. موسيفيني يفحص وجوه قادة الخرطوم .. وعما اذا كانت السمكة قد ابتلعت شيئاً
> لكن
> «حياء» الخرطوم.. الذي يصبح طبعه منقحة من الغباء..يظل ينظر إلى موسيفيني وهو يعلم ان
> كتائب موسيفني على حدود السودان وجنوب السودان هي :
«ملجأ» تتراجع اليه قوات التمرد متى ما «عصرها» الجيش السوداني
> ثم هي قوات لمنع جيش مشار من المناورة متى ما ضربته قوات سلفاكير
> ثم هي قوة تصبح انبوب امداد للتمرد شرقاً من هنا..
> وغرباً من هناك
> و..و..
«4»
> و مشار يهبط الخرطوم اليوم وتخلفه امس يجعل موسيفني يبقى ليوم آخر في الخرطوم»
> وموسيفني الذي يوقن بغباء جهات كثيرة سوف يطلب من الخرطوم اليوم ان تتوسط بينه وبين مشار و«هذه هينة»
> ولكن موسيفني سوف يطلب من الخرطوم اقناع مشار بزيارة يوغندا..!!
> ..
> والخرطوم لعلها لا تفعل
> فالطلب هذا يجعل شريطاً سينمائياً طويلاً ينطلق في ذاكرة الخرطوم.. يعرض وجوها لا تنتهي لقادة دعاهم فلان وفلان للصلح..
> وذهبوا .. وقتلوا
> ومضحك ان مشار كان احد اطراف الجهة الأخرى
> ولا نزيد
> و..و..
> كل هذا يصبح شاهداً للاسلوب الجديد في الخرطوم
> اسلوب «ما وراء المعرفة».. الاسلوب الذي تلتفت اليه حكومة السودان ويجعلها تعمل باسلوب الجراح..
> واسلوب «المصلحة اولا»..
> والاسلوب الذي يقول للعدو المخادع ان الخرطوم تعرف ما تحت ثيابه
> وان الخرطوم تبيع وتشتري .. فقط.. لكنها لا تخدع
> وان ما يخبئه فلان تحت ثيابه تحمله صحف الخرطوم.. في الشارع
> يبقى ان زيارة موسيفيني وزيارة مشار وسلفا وطلب فتح حدود الجنوب والسودان لجنود موسيفني كلها جملة تعني ان موسيفني يرفع علمه على جوبا
> وانه هو الرئيس


تعليق واحد

  1. و لأن الخرطوم لا تملك صديقا” من حولها فلا تملك الا ان توافق عاجلا” ام اجلا” و سيعيد التاريخ نفسه و تكون كوستي تحت مرمي مدفعية مشار او موسيفيني او الحركة الشعبية قطاع الشمال !!.

    أرجع الى البيان الأول للعميد عمر حسن أحمد البشير في يونيو 1989 , حينها ستعلم اي جريمة ارتكبتم في حق الشعب السوداني ايها الكيزان , و لكنكم في غيكم تعمهون .