مصطفى أبو العزائم

ثروات وعائد سريع


الثلاثاء الأول من أمس بدأ فيها عملنا مبكراً, بدأ عقب صلاة الفجر مباشرة إذ توجهنا بعدها مباشرة الى مطار الخرطوم لنكون ضمن وفد السيد وزير المعادن أحمد محمد محمد صادق الكاروري, المرافق له الى ولاية البحر الأحمر, وقد ضم الوفد رئيس وأعضاء اللجنة البرلمانية المختصة بشأن المعادن والتعدين, اضافة الى فريق فني يتبع لوزارة المعادن وعدد من الزملاء الصحفيين من بينهم الأساتذة الصادق الرزيقي رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين ورحاب طه محمد أحمد رئيس تحرير صحيفة الوفاق الغراء ويوسف عبد المنان الكاتب والصحفي المعروف ومجموعة من شباب الصحافة والإعلام.
الرحلة الى ولاية البحر الأحمر لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة, إذ ان أراضي الولاية غنية بالمعادن والثروات رغم مظاهر الفقر البادية على السطح, والتجربة ثم الدراسات المستفيضة مع البحث العلمي المرتبط بالعمل الميداني, أثبتوا ان هذه الولاية من أغنى ولايات السودان في المعادن.. ليس الذهب وحده هناك الحديد والكروم ومعادن أشد ندرة وأغلى قيمة.
الرحلة الى ولاية البحر الأحمر ربما كانت هي الأولى في عهد واليها الجديد السيد علي أحمد حامد لكن الرجل ليس بجديد عهد على عالم المعادن, فخلال تقلده مسؤولياته السابقة كنائب لوالي ولاية نهر النيل كان مسؤولاً عن ملف التعدين بل كان متابعاً لأمر التعدين في الولايات من خلال المجلس الخاص بالتعدين داخل وزارة المعادن.
كان برنامج الرحلة التي بدأت فجراً لتنطلق بنا طائرة (نوفا) مع بدايات الشروق بقيادة قائدها كابتن (كوباني) , كان البرنامج حافلاً, حتى ان أكثرنا كان يشفق من أن يكتمل ويتم تنفيذه وفق ما هو مخطط له.. فاليوم يبدو قصيراً.. بل أقصر مما يجب أن يكون.. وقد بدأ باجتماع مع حكومة الولاية ثم انطلق الوفد بعد ذلك الى محلية (القنب والأوليب), تحديداً الى سوق (قبايديب) على بعد خمسة عشر كيلومترا من مدينة بورتسودان على جهة الغرب, ومنه الى موقع شركة (وديان) العاملة في مجال تصفية الذهب على بعد خمسة كيلومترات, ثم انطلق الوفد في رحلة طويلة الى موقع إحدى الشركات الأجنبية ( باكتور) على بعد خمسة وتسعين كيلومترا غرب بورتسودان, ووقفنا على مشاكل المواطنين وتطلعاتهم ومطالبهم ووقفنا على مراحل إنتاج الذهب منذ بداية التنقيب الى مرحلة صب السبائك في القوالب المخصصة لها.
كميات الذهب المكتشفة مهولة, وما راج حول اكتشاف الشركة الروسية (سيبرين) لم يكن ضرب خيال.. لكن كيف نبدأ البدايات الصحيحة.. وكيف ننجح في فك الاشتباكات بيننا بعيداً عن المصالح الذاتية بعيداً عن ميادين الانتصار للذات, وتصفية الحسابات .. كيف..؟.
إن نجحنا في ذلك فبلادنا موعودة بخير كثير ووفير.. وموعودة بعائد ضخم لهذه الثروات الطبيعية.. في أقرب وقت, فقط نسأل محاربي طواحين الهواء أن يتركوا الناس يعملون لأن هناك فئة لا تعمل ولا يسرها أن يعمل الآخرون.