عثمان ميرغني

لقاء غندور


ليلة أنس جلسنا مجموعة من الصحفيين إلى وزير الخارجية البروفيسور إبراهيم غندور.. قدم شرحا واسعا لعلاقاتنا الخارجية بصورة مفصلة.. خلاصة السرد أن السياسة الخارجية تعيش حالة (كلو تمام)..
ولأن المؤمن صديق ﻻ نريد أن نشكك في هذه الخلاصة.. لكننا نسأل بكل احترام.. (بأمارة ايه؟).. ما هي المؤشرات Indicators .. ما هي المقاييس التي تدل على انخفاض (حمى) علاقاتنا الخارجية؟.
البروفسير إبراهيم أحمد عمر رئيس المجلس الوطني (البرلمان) بعد عودته من أمريكا قال- بصورة سافرة: (ﻻ جديد) وليس في الأفق ما يدل على تغير في علاقاتنا مع أمريكا..
أزمة التحويلات البنكية والحصار المضروب اقتصاديا علينا.. ما الذي تغير فيه؟.. ما هو الدليل على أن سياساتنا الخارجية تتقدم؟.. وعلاقاتنا مع المجتمع الدولي تتحسن؟.
ما هو المتغير الذي حدث لتتغير علاقاتنا مع العالم؟..
الأستاذ علي كرتي وزير الخارجية السابق صرح أكثر من مرة أن سياساتنا الخارجية هي هبة سياساتنا الداخلية… نحن في حاجة ماسة إلى إحداث اختراق داخلي لنحصل على اختراق خارجي.. ولحسن الحظ أن المطلوب داخليا بسيط وسهل.. وﻻ يكلفنا غير نظرة حصيفة فيها نقد للذات ومراجعات موجعة لما نملكه بين أيدينا نحن هنا أهل السودان.
غياب النقد الذاتي الصادق يغرقنا في بحور الأزمات المكلفة بغير داع.. وبكل أسف الشعب السوداني هو الذي يدفع الثمن وحده.. وقد ظل يدفعه بسخاء طوال سنوات طويلة ماضية..
يجدر لإصلاح سياساتنا الخارجية أن تبدأ من هنا.. من داخل السودان.. نحتاج إلى إعادة النظر في المفاهيم التي تدير الشأن العام.. جربنا المضي في هذا الطريق ولم نقبض سوى الريح.. على كل حال المؤمن صديق.. لكن كيف؟.


تعليق واحد