سعد الدين إبراهيم

لا للانفصال


لعل الأخ الأستاذ “الهندي عز الدين” أول إعلامي من شمال وجنوب السودان يطرح بجرأة أمل عودة الوحدة بين الشعبين.. الشعب الواحد حقيقة.. أعادني ذلك إلى ما قبل الانفصال وكنت قريباً من الراحل المقيم خالد الذكر “محمد وردي” وكان ضد الانفصال.. فقال لي متهللاً: لا للانفصال.. اندهشت قال لي: هذا مطلع الأغنية التي شرعت في إعدادها.. أكملها سريعاً.. وأخذت أرددها حتى أنجزت القصيدة بعنوان “لا للانفصال” وفرح بها “وردي”.. وشرع في مواصلة اللحن.. لكني حضرت له ذات مساء وأنا يائس من النزوع الجنوبي للانفصال حسبما صور الإعلام.. فقلت له: لا تغني الأغنية إذا الجنوبيين دايرين الانفصال ليه تقول ليهم لا.. وسرح “وردي”- عليه رحمة الله- مردداً عبارة “ليه تقول ليهم لا”.. ولم تراوح القصيدة مكانها رغم إعجاب “وردي” بها.. إذا كنت أعرف أنه بعد ما يقارب العقد من الزمان سيقول “الهندي” ذلك بهذه الجرأة وهذا الأمل الخلاق.. لما تعجلت ولحرضت “وردي” على تقديم الأغنية حتى لو قام بتسجيلها للزمن.. وأذكر أن ابن “وردي” الأستاذ “مظفر” كان يتابع وقد قدم ملاحظة غيرنا بسببها أحد أبيات القصيدة.. لعله يحتفظ بتسجيل لها.. لعله.
ربما كانت أغنية العودة.. ربما.. القصيدة تقول:
لا للانفصال
لا للاحتمال
إنو جنوبنا يبقى من دون الشمال
والدم يبقى موية ونتفرق محال

من أيام بعانجي نتساقى الحضارة
ثقافة مع ثقافة تتلاقى بحرارة

سودان أصلو واحد.. ضد التجزئة
نتنفس سوياً من نفس الرئة

ثدي النيل سقانا كالأم الحنينة
حرية وعدالة بتقود السفينة
لا للحرب تاني والذكرى الحزينة
أفسحنا المجال
للخير والجمال
أهلاً باتحادنا لا للانفصال

متحدين بنبني سودان بكره يلا
متحدين نغني بكرة ح تبقى أحلى
بنسوي الكتير
البوش والنفير
وشباب هلاّ هلاّ
يتحدى المحال
يحلق كالنسور في أعلى الجبال
ويقول في جسارة: لا للانفصال

نور العلم يملا بالوعي البيوت
تتشابك أيادي والحب ما بموت
صوت الوحدة يبقى دايماً أعلى صوت
مهما ليلنا طال
نصطاد الشموس نسوان والرجال
أهلاً باتحادنا.. لا للانفصال


‫2 تعليقات

  1. يا أستاذ سعد، فال الله ولا فال الهندي عز الدين، بأعلى أصواتنا :- لا للوحدة مع الجنوب . يخلُونا في (وسخنا ) وتاني وحدة مافي ، نحن زعلنا للإنفصال ، وهم بالوهم فرحانين وأصواتهم فاقت ال 90 ، نحن ما لنا؟ غشّوهم كبارهم ، وإنقلب السحر على الساحرين، جاي يالهندي وليك للوحدة حُب و حنين؟ حتى إنت إنطلت عليك دموع المخدوعين، هم باروا الغريب وساستهم ، وجا وقت حصادهم ، يعد ما عاشوا آمنين ،إنفصلوا و حصدوا السراب ضايعين، دحين يالهندي خلِي رايك سِر في قليبك دفين، وأوعك تجاهر بو تاني ،يكفينا بعد الإنفصال مع الصُداع عايشين .