رأي ومقالات

في المواصلات العامة الكل واجمون صامتون، لا أحد يبادر بكلمة أو ابتسامة


بعد محاضرتين على غير عادتى فى يوم السبت إمتطيت المركبة العامة المتجهة الى بحرى من قبالة مسجد الجامعة و جلست فى منتصف المركبة تجاورنى شابتان على يسارى، و جلس على يمينى رجل قد أكمل هندامه الشعبى الأبيض و إستدارت عمامته.

و مع تناقص الركاب بوصولهم وجهتهم بدأت رحلة زحفى الى مؤخرة المركبة الى أن استقر بى المقام فى مقعدها الأخير إذ أذن “الكمسارى” بوصولنا لمرفئنا و أمرنا جميعا بمغادرة المركبة، ففعلنا فى أدب و إحترام.

و لم تكن رحلتى من بحرى الى شمبات أكثر إثارة غير ذلك الشاب الذى كان يهاتف أشخاصا كلما انتهى من مكالمة إلا و شرع فى اخرى. و كانت تبدو عليه نبوغ المدراء و حنكة المخططين و صوت جهور قد غزا مسامعنا بلا إستئذان.

الكل واجمون صامتون، لا أحد يبادر بكلمة أو ابتسامة، ربما للهيب الشمس التى إنتصفت السماء محدقة فوق رؤوس الأشهاد… و بعضعم قد رحل عن مركبتنا بعيدا عبر هواتفهم المحمولة يكلمون حبيبا بعيدا أو صديقا مقربا و تركونا فى حضرة أجساد خاوية لا تكاد تحس بوجودنا قربهم.

الخرطوم: بروفيسور.. شريف فضل بابكر
21 سبتمبر 2015


‫8 تعليقات

  1. يا بروف، مع كل ماعندك من علم لم تجد قريحتك علينا الا بهذا؟!

  2. خيار المواصلات العامة بالنسبة لك كان كسرا للروتين، أو حنينا لماض بعيد، و قد يكون (شمارا صرفا) .. أما الصامتون فالمشوار جزء من عذاب يوميّ .. وما يثقل كاهلهم لا يسمح لهم بالونسة (دقاقة كانت أم دراشة)… وأنت بالنسبة لهم من كوكب آخر أو بلغتك (ما دفعة) فهم (شايلين) هم هدوم العيد وخروفه .. و دي (مواد) انت ما (شايلها) ..exemption

  3. هل هذا موضوع يكون كتبوا بروف إلا إذا كان من بروفات الزمن دا

  4. عشان كدا يكون البروف ما شالوه فى جامعات الخليج اكيد يكون سقط فى المعاينه