منوعات

أسواق الملابس تفتح بلاغاً في المواشي!!


(الخروف) يسرق الأضواء من الجميع بالعلامة الكاملة

(شيل اللبسة وبطل جرسة).. الخروف يسحب البساط من تحت أقدام سوق الملابس هذا ما يحدث في أسواق العاصمة الآن من خلال تذمر أصحاب محلات الملبوسات بصفة عامة ويشتكون من ضعف قابلية الشراء بمعنى: (يا اللحمة يا الهدمة)، والسوق نائم في العسل والمواطنون على أعتاب المحلات ينظرون للرفوف وتصدمهم جيوبهم الخاوية، فشتان ما بين الأحلام والواقع (مد رجليك قدر لحافك).
إقتربت أعين كاميرا (السياسي) لترى ما يحدث داخل أسواق العاصمة للملبوسات والمصوغات الذهبية فكانت ضربة البداية مع:

* السوق نائم نوم العافية:
العم حاج الأمين عندما أدرك بأننا نتبع للصحافة صمت قليلاً ثم قال: (بصراحة السوق نايم نوم العافية) وحركة البيع ضعيفة جداً عند مقارنتها بالسنوات الماضية، نحن بقينا قاعدين على باب الكريم وأسرنا تطلب ونحن ما ملحقين وعايشين بالصبر والحمد لله أنا اليوم لم يدخل جيبي جنيه واحد ولكي أن تتخيلي حالتي كل يوم في ظل هذا الوضع.

* مالاقين البختلف معانا في السعر:
هكذا إبتدر حديثه ذلك الشاب العشريني الذي يدعى أسامة أمين السوق كعب شديد والسبب الرئيسي في ذلك (الخروف) الذي يسرق الأضواء نحوه ونحن نظل مكتوفي الأيدي، فمثلاً الموظف بطبيعة الحال عندنا في السودان (ده العيد الكبير) ويذهب الكثير إلى البيت الكبير فيضطر الموظف لحجب وحذف (حق اللبسة) عشان يقطع التذكرة وهكذا تصبح الأرفف مكتظة بالبضائع ونحن نلتمس لهم الأعذار ونسبة الشراء تصل 20% فقط علماً بأننا محكومين بالدولار ومجمل البضائع التي توجد داخل الأسواق نستوردها بالدولار أصبح حالنا مثل حال تجار الذهب والبورصة وبنهاية حديثه بنفتش للزول البختلف معانا ويفاوضنا في الأسعار.

* الزبون بجيك قنعان:
يوجد كساد جنوني.. هكذا إنطلقت هذه العبارة من تاجر يشكو من تردي الوضع الإقتصادي وقلة الإقبال على الشراء وأضاف ضاحكاً: (جوني من الصباح (15) منهم ثلاثة زبائن ولم نتفق، فماذا نفعل أصبحت الحالة الشرائية شبه معدومة والخروف هو المهدد الأول والأخير لنا، نضطر مرغمين في هذه الأيام أن نخفض حجم أرباحنا لتجنب الخسارة الكبرى.. أحسن ربح أقل من الخسارة الكبيرة).

* إنتو الشفع ديل بقو ما ببكوا؟!
أوقفنا أحدهم بتلك العبارة مسترسلاً: (زمان بنبكي عشان اللبسة، اليوم بضائعنا لم تزل تحتضن تلك المخازن وما حدث في هذا العام لم يحدث من قبل، البضائع متراكمة والدولار هو سبب آخر)، صمت لبرهة من الزمن وقال: (لو ما مسلمين الناس دي كان أكلت بعضها ومن الملاحظ أن الإقبال على الملبوسات بعيد الأضحى أقل بكثير من عيد الفطر.. يا اللحمة يا الهدمة).

* بنبيع برانا والربح خلانا:
خايفين ندخل قروشنا السوق ونطلع بخفي حنين.. هكذا حال سوق الملابس لعيد الأضحى على عكس عيد الفطر (الناس بقت ما مستطيعة تشتري خروف وتفضي الرفوف) لدرجة أننا كتجار قلصنا حجم المعاونين داخل المحلات وأصبح التاجر يبتاع بضاعته بنفسه نسبة لضعف الأرباح وقلة الحركة داخل السوق (الخروف عذبنا والبضاعة خذلتنا).

* هي الناس لاقية تاكل وتلبس عشان تظهر؟:
عند إقترابنا من أحد محلات الذهب حيث الصمت الذي يبعث بداخلنا التساؤلات: (معقولة ما في ناس بتشتري؟)، لمحنا أحدهم يرمقنا بنظراته التي تتمحور ما بين الأوراق التي نحملها وأقلامنا.. إتجهنا نحوه قائلاً: (إنتو صحفيين.. نحن ما شغالين).. عند سؤالنا عن السبب أجاب: (هي الناس لاقية تاكل وتلبس عشان تظهر؟).. وأضاف قائلاً: (عموماً عيد الأضحى -أي العيد الكبير – ما فيهو بيع، ونحن الحمد لله ننتظر أرزاقنا دون تضجر).

صحيفة السياسي


تعليق واحد

  1. قبل أيام من العيد ذهب رب عائلة متوسط الدخل للسوق لشراء أضحية العيد و بعدما اختار الأضحية و دفع ثمنها التقى بأحد أصدقائه و طلب منه ان يأخذ الأضحية الى منزله لأنه كان مشغول و كان صديقه متوجه الى ناحية بيته .
    الصديق لم يكن متأكد من موقع المنزل بالضبط فأخطأ و أخذ الأضحية الى جيران صديقه و أعطاهم اياها قائلا هذه الأضحية لكم دون ان يذكر مِن مَن الجيران فقراء لا يملكون المال لشراء الأضحية ففرحوا كثيرا ظنا منهم أنها من احد المحسنين الى درجة ان زوجة صديقنا انتبهت لهم من شدة الفرحة و تسائلت في نفسها من اين لهم بالمال لشراء الكبش .
    عندما عاد الى المنزل توقع ان يجد اولاده فرحين بالكبش لكن كل شيء عادي دخل المنزل و سأل زوجته فردت عليه ان لا أحد اتى بالأضحية و تذكرت جيرانها، و قالت له اعتقد ان صديقك اخطأ و أخذ الأضحية لجيراننا فاذهب و آت به.
    فرد عليها ان الله قد كتبها لهم و لا يحق لنا ان نسلب فرحة الأولاد الفقراء، وقرر ان يذهب لشراء أضحية أخرى عندما عاد إلى السوق وجد أحد البائعين يحط رحله فذهب اليه و قال في نفسه سأكون اول المشترين عليه عسى ان يساعدني في الثمن .
    فعندما وصل عنده قال له البائع في الطريق وقع لي حادث و نجوت انا وماشيتي بأعجوبة و نذرت نذرا أنه سأدع أول زبون يختار أفضل أضحية و يأخذها بدون ان يدفع شيء
    فسبحان الله قال تعالى ” ومن يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب ” .