هيثم كابو

ناعم العود


* ما سر تهيب عدد كبير من الفنانين السودانيين لتقديم أنفسهم ومنتوجهم الغنائي للآخر؟ والغريب حقاً أنه حتى في الرحلات المسماة الخارجية بالدول العربية تجد معظم المطربين يقومون بإحياء حفلات للجاليات السودانية بتلك الدول الأمر الذي يجعلهم يجسدون صورة قاتمة للانكفاء على الذات، والدوران في فلك الخطاب الغنائي السوداني (إنتاجاً وتلقياً)..!!
* كلما استمعت لأغنيات سودانية بصوت الفنان المصري محمد منير مثل (وسط الدائرة، مساكن شعبية، البعدو يجنن)، توقفت عند الطريقة (الخجِلة) التي يقدم بها الفنانون السودانيون أغنياتهم عبر قوالب عرض موسيقي تفتقد للجاذبية وتفتقر لأدنى عناصر المواكبة من حيث التنفيذ والتوزيع، لدرجة أنك تشعر بأن كثيرا من الأغنيات (الجديدة) ما هي إلا مجرد أعمال (قديمة بالية) تخاطب الأذن على استحياء!!
* سؤال يستحق أن يشغل بال المهتمين بالغناء الرصين: هل سيقدم الموسيقار محمد الأمين عملا جديداً في القريب العاجل أم أنه لا يزال يحجم عن تقديم جديد ويكتفي بترديد روائعه الخالدة رغم حاجة الساحة للإضافة والتجديد، مع العلم بأن (كسل) محمد الأمين يطرب الناس أكثر من (نشاط) كثير من الفنانين..!
* (الباشكاتب) فنان جميل طوق عنق الإبداع بكل ما هو استثنائي ومختلف وجميل.. قاوم عوامل التعرية ونسف المتاريس التي وضعت في طريقه عندما اختار الغناء مهنة.. هزم الصعاب وقفز فوق الأسلاك الشائكة بإرادة صلبة لفنان يعرف حجم موهبته ويراهن على موعد تميز قطعه مع المستقبل منذ أن أمسك بالمايكرفون للمرة الأولى صادحاً منشداً.. كل من يمنح أذنه لروائع أغنياته يعرف قدر وقيمة الباشكاتب الذي يمثل منارة شاهقة وقمة سامقة..!!
* من حقنا أن نطالب (ود اللمين) بأعمال (جديدة) رغم قناعتنا أن قديمه (أجدّ) من كل جديد يطرحه كثير من الفنانين ولا يشعر به أحد..!!
* كلما أعدت الاستماع لرائعة الفنان السعودي الدكتور عبد الرب إدريس (ناعم العود) بصوت محمد الأمين، تمنيت لو أنه غنى (ليلة عمر)، فتجربة (الباشكاتب) في أداء الأغنيات الخليجية فكرة متجاوزة تستحق الاحتفاء بها والوقوف عندها وأحسب أنها ظلمت بالمرور العابر عليها ولم تأخذ حقها من الدراسة والتأمل، فبغض النظر عن إجادة (ود اللمين) التي تعتبر أمراً اعتيادياً فإن التجربة فتحت المغاليق وطرقت على باب مسدود وإن تواصلت من قبل آخرين لأضحى حبل الوصل مدودا..!
أنفاس متقطعة
* كل شيء في السودان (مرتفع) عدا الغناء فهو الوحيد الذي (تنخفض) قيمته و(يهبط) كل يوم..!!
* كثير من البرامج التلفزيونية تساقطت أقنعتها مبكراً بينما حزمت أخرى أمتعتها ورحلت قبل أن يرحل المشاهدون عن متابعتها..!!
* من لم يمت بصفعات الغناء الهابط وفوضى الساحة الفنية مات برتابة برامج قنواتنا الفضائية.. و(تتعدد الأسباب والموت واحد)..!!
نفس أخير
* ولنردد خلف نزار:
كتبت على دفتر الشمس
أحلى خبر.. (أحبك جداً)
فليتك كنت قرأت الخبر.