منوعات

مندوبات الأضحية ومستحباتها


لما كانت الأضحية عبادة، فإنه يطلب من القائم بها أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في الإتيان بها؛ حتى يحصل له أجر الإجزاء وأجر اتباع السنة؛ وحتى تقع عبادته على صفة الكمال، وخلاصة هذه المندوبات كما ذكرها أهل العلم تتمثل في:
1ـ ربط الأضحية قبل ذبحها بأيام لما فيه من الاستعداد للقربة وإظهار الرغبة فيها؛ وهذا أولى من الانتظار إلى يوم العيد ليشتريها ثم يذبحها مباشرة، بل في ربطها قبل ذبحها بأيام إظهار لهذه الشعيرة العظيمة، وربط لقلوب الصغار والكبار بها
2ـ أن يقلِّدها ويجلِّلها كالهدي ليشعر بتعظيمها، وذلك بأن يربط في عنقها قلادة أو شريطاً أو غير ذلك عملاً بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من تقليده لهديه، وقد قال الله تعالى {لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد}(1)
3ـ أن يسوقها إلى الذبح سوقاً جميلاً لا عنيفا؛ لأنه ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وإن الله تعالى يحب الرفق في الأمر كله، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف
4ـ أن يذبحها بنفسه إن قدر عليه وإلا وكَّل مسلماً؛ وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يذبح أضحيته بنفسه في المصلى أمام الناس؛ كما ثبت من حديث أبي رافع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين فإذا صلى وخطب الناس أتي بأحدهما وهو قائم في مصلاه فذبحه بنفسه بالمدية ثم يقول: اللهم هذا عن أمتي جميعاً من شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ، ثم يؤتى بالآخر فيذبحه بنفسه ويقول: هذا عن محمد وآل محمد، فيطعمهما جميعاً المساكين ويأكل هو وأهله منهما. فمكثنا سنين ليس لرجل من بني هاشم يضحي قد كفاه الله المئونة برسول الله صلى الله عليه وسلم والغرم. (2)
5ـ في حال التوكيل يستحب أن يحضر الموكِّل الذبح؛ لما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها {قومي إلى أضحيتك فاشهديها؛ فإنه بأول قطرة من دمها يغفر لك ما سلف من ذنوبك}(3)
6ـ أن يدعو الذابح بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم {وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا}(4) اللهم هذا عن فلان وآل فلان
7ـ ألا يسلخ الذبيح قبل أن تبرد أعضاؤه
8ـ أن تكون آلة الذبح حادة من الحديد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم {إن الله كتب الإحسان في كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته}(5)
9ـ إذا دخل هلال ذي الحجة فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئاً؛ لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره} رواه الجماعة إلا البخاري. وفي لفظ مسلم {من كان له ذبح يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره وأظفاره حتى يضحي}
10ـ أن تُوجَّه إلى القبلة على جنبها الأيسر إذا كانت من البقر أو الغنم. وقد عدَّها بعضهم من مسائل الإجماع فقال: وأجمع المسلمون على مشروعية إضجاع المذبوح على شقه الأيسر(6)
ــــــــــــــــــــــــــــ

1 – سورة المائدة/2
2 -رواه أحمد
3 – قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: رواه الحاكم من حديث أبي سعيد الخدري، ومن حديث عمران بن حصين، وفي الأول عطية، وقد قال ابن أبي حاتم في “العلل” عن أبيه إنه حديث منكر، وفي حديث عمران، أبو حمزة الثمالي؛ وهو ضعيف جدا، ورواه الحاكم أيضاً والبيهقي من حديث علي3 وفيه عمرو بن خالد الواسطي، وهو متروك. انظر التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير 4/353
4 – سورة الأنعام/ 79
5 – رواه مسلم من حديث شداد بن أوس
6 – تشنيف الأسماع ببعض مسائل الإجماع 1/38

فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم


تعليق واحد

  1. لماذا يا ناس النيلين تريدون فرض هذا الوهابي في بلد كل اهلها متصوفة