منوعات

قصة أشهر بيت شعر في المديح السياسي: جمع فيه «أبو تمام» أعظم العرب وأصبح بسببه واليًا على الموصل


بالرغم من عدم انتشار كتابة الشعر العربي بغرض مديح الحكام في الألفية الجديدة، وقد نعتبر الشاعر الذي يقوم بذلك شاعر مُتملق ونوصم الشاعر الذي يكتب مدحًا في الحاكم بالنفاق السياسي للأبد، إلا أن أجدادنا العرب اعتادوا أن يكتبوا في غرض المديح بدون تحرُج، ومنهم «النابغة الذبياني» شاعر المعلقات في العصر الجاهلي الذي قال في «النعمان بن المنذر»: وإنك شمس والملوك كواكب.. إذا طلعت لم يبدُ منهن كوكب، غير أنه لم يكُن وحده من بين شعراء العرب من مدح الحاكم.

الشاعر السوري «أبو تمام» كان له أيضًا تجربة مشهورة في التراث العربي مع مديح الحاكم، وكان له حكاية من نوادر التراث عن بيت كتبه في مديح الخليفة العباسي «المُعتصم» عُرف في كُتب التراث ببيت «إقدام عمرو»، وتستعرض المصري لايت قصته في التقرير التالي.
تبدأ القصة عندما أرسل الخليفة العباسي إلى الشاعر غير المشهور تمامًا وقتها حتى يأتي إلى بلاط الحُكم في بغداد، عاصمة الدولة الإسلامية وقتها، «أبي تمام»، وقربه منه، وجعله مفضلاً على الشعراء المخضرمين في البلاط بعدما كان يعمل في السقاية بمصر، الأمر الذي أغضب ندماء الخليفة الذين اعتادوا أن تكون لهُم مكانة في بلاط المعتصم، وقد نازعهم «أبو تمام» هذه المكانة والمنح والهدايا الملكية.
ويحكى أن أبا تمام ألقى على مسامع الخليفة قصيدة في مدحه، كان من ضمنها بيت جمع فيه أعظم الصفات التي لابُد أن تتوافر في حاكم، وهي الشجاعة والكرم والحلم والذكاء، ووصفه أنه يتحلى بها، وبدرجة مماثلة للعرب الذين ضُرب بهم المثل في هذه الصفات.

المصري اليوم


‫14 تعليقات

  1. (ويحكى أن أبا تمام ألقى على مسامع الخليفة قصيدة في مدحه، كان من ضمنها بيت جمع فيه أعظم الصفات التي لابُد أن تتوافر في حاكم، وهي الشجاعة والكرم والحلم والذكاء، ووصفه أنه يتحلى بها، وبدرجة مماثلة للعرب الذين ضُرب بهم المثل في هذه الصفات.)
    وينو البيت طيب!!! !!! !!
    معقوله بس مقاله طويله عريضة عن بيت شعر وما ترفق معها البيت أو القصيده بأكملها!! ! حاجه غريبه.

  2. قصيدة أبي تمام في فتح عمورية،
    التي مدح فيها الخليفة المعتصم،

    السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَـاءً مِـنَ الكُتُبِ * * * في حَـدِّهِ الحَـدُّ بَيْـنَ الجِـد واللَّعِـبِ
    بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُودُ الصَّحَائِفِ في* * * مُتُونِهـنَّ جـلاءُ الـشَّـك والـريَـبِ
    والعِلْـمُ فـي شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَةً * * * بَيْنَ الخَمِيسَيْـنِ لا في السَّبْعَـةِ الشُّهُـبِ
    أَيْنَ الروايَـةُ بَلْ أَيْنَ النُّجُـومُ وَمَا * * * صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومـنْ كَـذِبِ
    تَخَرُّصَـاً وأَحَادِيثـاً مُلَفَّقَةً * * *لَيْسَتْ بِـنَـبْـعٍ إِذَا عُـدَّتْ ولا غَــرَبِ

    عَجَائِبـاً زَعَـمُـوا الأَيَّامَ مُجْفِلَةً * * * عَنْهُنَّ في صَفَـرِ الأَصْفَـار أَوْ رَجَـبِ
    وخَوَّفُوا النـاسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَةٍ * * * إذَا بَـدَا الكَوْكَـبُ الْغَرْبِـيُّ ذُو الذَّنَـبِ
    ِوَصَيَّـروا الأَبْـرجَ العُلْـيا مُرَتِّبَةً * * * مَـاكَـانَ مُنْقَلِبـاً أَوْ غيْـرَ مُنْقَـلِـبِ
    يقضون بالأمـرِ عنهـا وهْـيَ غافلةٌ * * *مادار فـي فلَـكٍ منهـا وفـي قُطُـبِ
    لـو بيَّنـتْ قـطّ أَمـراً قبْل مَوْقِعِه* * * لم تُخْـفِ ما حـلَّب الأوثـانِ والصُّلُـبِ

    فَتْـحُ الفُتـوحِ تَعَالَـى أَنْ يُحيطَ بِهِ* * * نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْـرٌ مِـنَ الخُطَـبِ
    فَتْـحٌ تفَتَّـحُ أَبْـوَابُ السَّـمَاءِ لَهُ* * *وتَبْـرزُ الأَرْضُ فـي أَثْوَابِهَـا القُشُـبِ
    ِيَـا يَـوْمَ وَقْعَـةِ عَمُّوريَّةَ انْصَرَفَتْ * * *مِنْـكَ المُنَـى حُفَّـلاً مَعْسُولَـةَ الحَلَـبِ
    أبقيْتَ جِدَّ بَنِـي الإِسـلامِ في صعَدٍ* * * والمُشْرِكينَ ودَارَ الشـرْكِ فـي صَبَـب
    ِأُمٌّ لَهُـمْ لَوْ رَجَوْا أَن تُفْتَدى جَعَلُوا * * * فـدَاءَهَـا كُــلَّ أُمٍّ مِنْـهُـمُ وَأَب

    وَبَرْزَةِ الوَجْهِ قَـدْ أعْيَـتْ رِيَاضَتُهَا* * *كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَـرِبِ
    بِكْـرٌ فَمـا افْتَرَعَتْهَـاكَفُّ حَادِثَةٍ* * *وَلاتَرَقَّـتْ إِلَيْـهَـا هِـمَّـةُ الـنُّـوَبِ
    مِنْ عَهْـدِ إِسْكَنْدَرٍ أَوْقَبل ذَلِكَ قَدْ * * *شَابَتْ نَواصِي اللَّيَالِي وهْـيَ لَـمْ تَشِـبِ
    حَتَّـى إذَا مَخَّضَ اللَّهُ السنين لَهَا * * * مَخْضَ البِخِيلَـةِ كانَـتْ زُبْـدَةَ الحِقَـبِ
    أَتَتْهُـمُ الكُـرْبَةُ السَّوْدَاءُ سَادِرَةً* * * مِنْهَـا وكـانَ اسْمُهَـا فَرَّاجَةَ الكُرَبِ

    َجرَى لَهَـا الفَألُ بَرْحَاً يَوْمَ أنْقِرَةٍ* * * إذْ غُودِرَتْ وَحْشَةَ السَّاحَاتِ والرِّحَبِ
    ِلمَّا رَأَتْ أُخْتَهـا بِالأَمْـسِ قَدْ خَرِبَتْ* * *كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْـدَى مـن الجَـرَبِ
    كَمْ بَيْنَ حِيطَانِهَـا مِنْ فَارسٍ بَطَلٍ* * *قَانِـي الذَّوائِـب مـن آنـي دَمٍ سَـربِ
    بسُنَّـةِ السَّيْـفِ والخطِّي مِنْ دَمِه* * * لا سُنَّـةِ الديـن وَالإِسْـلاَمِ مُخْتَـضِـبِ
    ِلَقَـدْ تَرَكـتَ أَميرَ الْمُؤْمنينَ بِها * * * لِلنَّارِ يَوْمـاً ذَليـلَ الصَّخْـرِ والخَشَـبِ

    غَادَرْتَ فيها بَهِيمَ اللَّيْلِ وَهْوَ ضُحًى* * *يَشُلُّـهُ وَسْطَهَـا صُبْـحٌ مِـنَ اللَّـهَـبِ
    حَتَّى كَأَنَّ جَلاَبيبَ الدُّجَى رَغِبَتْ* * * عَنْ لَوْنِهَـا وكَـأَنَّ الشَّمْـسَ لَـم تَغِـبِ
    ضَوْءٌ مِـنَ النَّـارِ والظَّلْمَاءُ عاكِفَةٌ * * * وَظُلْمَةٌ مِنَ دُخَانٍ فـي ضُحـىً شَحـبِ
    فالشَّمْسُ طَالِعَةٌ مِنْ ذَا وقدْ أَفَلَتْ * * * والشَّمْـسُ وَاجِبَـةٌ مِـنْ ذَا ولَـمْ تَجِـبِ
    تَصَرَّحَ الدَّهْـرُ تَصْريحَ الْغَمَامِ لَها* * * عَنْ يَوْمِ هَيْجَـاءَ مِنْهَـا طَاهِـرٍ جُنُـبِ

    لم تَطْلُعِ الشَّمْـسُ فيهِ يَومَ ذَاكَ على* * *بانٍ بأهلٍ وَلَـم تَغْـرُبْ علـى عَـزَبِ
    مَا رَبْـعُ مَيَّـةَ مَعْمُـوراً يُطِيـفُ بِـهِ* * *غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبىً مِـنْ رَبْعِهَـا الخَـرِبِ
    ولا الْخُـدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍ* * * أَشهى إلى ناظِري مِـنْ خَدهـا التَّـرِبِ
    سَماجَـةً غنِيَـتْ مِنَّـ االعُيون بِها* * * عَنْ كل حُسْـنٍ بَـدَا أَوْ مَنْظَـر عَجَـبِ
    وحُسْـنُ مُنْقَـلَبٍ تَبْـقى عَوَاقِبُهُ* * * جَـاءَتْ بَشَاشَتُـهُ مِـنْ سُـوءِ مُنْقَلَـبِ

    لَوْ يَعْلَمُ الْكُفْرُ كَمْ مِنْ أَعْصُرٍ كَمَنَتْ* * * لَهُا لعَواقِـبُ بَيْـنَ السُّمْـرِ والقُضُـبِ
    تَدْبيـرُ مُعْتَصِـمٍ بِاللَّـهِ مُنْتَقِمٍ لِلَّهِ* * * مُرْتَـقِـبٍ فــي الـلَّـهِ مُـرْتَـغِـبِ
    ومُطْعَـمِ النَّصـرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُ* * * يوْماًولاَ حُجِبَـتْ عَـنْ رُوحِ مُحْتَجِـبِ
    ِلَمْ يَغْـزُ قَوْمـاً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ * * * إلاَّ تَقَدَّمَـهُ جَـيْـشٌ مِــنَ الـرعُـبِ
    لَوْ لَمْ يَقُدْ جَحْفَلاً،يَوْمَ الْوَغَى، لَغَدا * * * مِنْ نَفْسِهِ، وَحْدَهَا، فـي جَحْفَـلٍ لَجِـبِ

    رَمَـى بِـكَ اللَّـهُ بُرْجَيْهَا فَهَدَّمَها * * * ولَوْرَمَى بِكَ غَيْـرُ اللَّـهِ لَـمْ يُصِـبِ
    مِـنْ بَعْـدِ مـا أَشَّبُوها واثقينَ بِهَا * * * واللَّـهُ مِفْتـاحُ بَـابِ المَعقِـل الأَشِـبِ
    وقـال ذُو أَمْرِهِمْ لامَرْتَعٌ صَدَدٌ * * * للسَّارِحينَ وليْـسَ الـوِرْدُ مِـنْ كَثَـبِ
    أَمانياً سَلَبَتْهُمْ نُجْحَ هَاجِسِها * * * ظُبَى السُّيُوفِ وأَطْـرَاف القـنـا السُّلُـبِ
    إنَّ الحِمَامَيْنِ مِنْ بِيضٍ ومِنْ سُمُرٍ * * * دَلْوَا الحياتين مِـن مَـاءٍ ومـن عُشُـبٍ

    لَبَّيْـتَ صَوْتـاً زِبَطْرِيّـاً هَرَقْتَ لَهُ * * * كَأْسَ الكَرَى وَرُضَابَ الخُـرَّدِ العُـرُبِ
    عَداكَ حَـرُّ الثُّغُـو رِالمُسْتَضَامَةِ عَنْ* * * بَرْدِ الثُّغُور وعَـنْ سَلْسَالِهـا الحَصِـبِ
    أَجَبْتَـهُ مُعْلِنـاً بالسَّيْـفِ مُنْصَلِتـاً * * * وَلَوْ أَجَبْـتَ بِغَيْرِ السَّيْـفِ لَـمْ تُجـبِ
    حتّى تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراً* * * ولَـم تُعَـرجْ عَلـى الأَوتَـادِ وَالطُّنُـبِ
    ِلَمَّا رَأَى الحَرْبَ رَأْيَ العين تُوفَلِسٌ* * * والحَرْبُ مُشْتَقَّةُ المَعْنَـى مِـنَ الحَـرَبِ

    غَـدَا يُصَرفُ بِالأَمْوال جِرْيَتَها* * * فَعَـزَّهُ البَحْـرُ ذُو التَّيـارِ والـحَـدَبِ
    هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُورُ بِهِ * * * عَن غَـزْوِ مُحْتَسِـبٍ لا غـزْو مُكتسِبِ
    لـمْ يُنفِـق الذهَبَ المُرْبي بكَثْرَتِهِ* * * على الحَصَى وبِـهِ فَقْـرٌ إلـى الذَّهَـبِ
    إنَّ الأُسُـودَ أسودَ الغيلِ همَّتُها* * *يَومَ الكَرِيهَةِ فـي المَسْلـوب لا السَّلـبِ
    وَلَّـى، وَقَـدْ أَلجَمَ الخطيُّ مَنْطِقَهُ * * * بِسَكْتَةٍ تَحْتَهـا الأَحْشَـاءُ فـي صخَـبِ

    أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الرَّدَى ومَضى* * * يَحْتَـثُّ أَنْجـى مَطَايـاهُ مِـن الهَرَبِ
    وَوكلا بِيَفَـاعِ الأرْضِ يُشْرِفـُهُ * * * مِنْ خِفّة الخَوْفِ لا مِنْ خِـفَّـةِ الطـرَبِ
    إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم، فَقَدْ * * * أَوْسَعْتَ جاحِمَهـا مِـنْ كَثْـرَةِ الحَطَـبِ
    تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ* * *جُلُودُهُـمْ قَبْـلَ نُضْـجِ التيـنِ والعِنَـبِ
    يا رُبَّ حَوْبَـاءَ لمَّـا اجْتُثَّ دَابِرُهُمْ * * * طابَتْ ولَوْضُمخَتْ بالمِسْـكِ لم تَطِـبِ

    ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيضُ السُّيُوفِ بِهِ * * * حَيَّ الرضَا مِنْ رَدَاهُمْ مَيـتَ الغَضَـب
    ِوالحَرْبُ قائمَـةٌ في مأْزِقٍ لَجِـجٍ * * * تَجْثُوالقِيَامُ بِه صُغْـراً علـى الـرُّكَـبِ
    كَمْ نِيلَ تحتَ سَناهَا مِن سَنا قمَرٍ* * * وتَحْتَ عارِضِها مِـنْ عَـارِضٍ شَنِـبِ
    كَمْ كَانَ في قَطْعِ أَسبَاب الرقَاب بِها * * * إلـى المُخَـدَّرَةِ العَـذْرَاءِ مِـنَ سَبَـبِ
    كَمْ أَحْـرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَةً* * * تَهْتَزُّ مِـنْ قُضُـبٍ تَهْتَـزُّ فـي كُثُـبِ

    بيضٌ إذَا انتُضِيَتْ مِن حُجْبِهَا رَجعَتْ * * * أَحَـقُّ بالبيض أتْـرَابـاً مِنَ الحُجُـبِ
    خَلِيفَةَ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ* * * جُرْثُومَـةِ الديْـنِ والإِسْـلاَمِ والحَسَبَ
    نُصرْتَ بالرَّاحَةِ الكُبْرَى فَلَمْ تَرَها* * * تُنَـالُ إلاَّ علـى جسْـرٍ مِـنَ التَّـعـبِ
    إن كان بَيْنَ صُرُوفِ الدَّهْرِ مِن رَحِمٍ* * * مَوْصُـولَةٍ أَوْ ذِمَـامٍ غيْـرِ مُنْقَضِـبِ
    ِفبَيْنَ أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَا * * * وبَيْـنَ أيَّـامِ بَـدْرٍ أَقْــرَبُ النَّـسَـبِ
    ِأَبْقَتْ بَني الأصْفَرالمِمْرَاضِ كاسْمِهمُ * * * صُفْـرَالوجُـوهِ وجلَّتْ أَوْجُـهَ العَرَبِ

  3. نرجو عدم ايراد اي اخبار نقلا عن المصري اليوم او اي مصادر مصرية لانها حتى لو سلمت صياغتها من الخطأ لم يسلم معناها من الكذب

  4. أبو تمام لم يكن سوريــــّا ! أين سوريا , الاسم , في ذلك الزمان , أما بيت الشعر فهو : إقدام عمرو في سماحة حاتم ,****** في حلم أحنف في ذكاء إياس ّ وعندما قال له جلساء الممدوح إن الخليفة أجلّ من ذلك , رد عليهم الشاعر المذكور بقوله : لا تنكروا ضربي له من دونه *** مثلا شرودا في الندى والباس # فالله قد ضرب الأقل لنوره *** مثلا من المشكاة والنبراس # وفي البيت الأول جمع الشاعر لممدوحه أحسن صفة تميز بها المذكورون في البيت حتى ضرب بهم المثل في كل منها وكان يضرب بعمرو بن معدي كرب المثل في الإقدام وهو الشجاعة ( وهي وسط بين التهور والجبن ) ولا شك أن حاتما الطائي ضربت العرب به المثل في الكرم , أما الأحنف بن قيس فهو مضرب مثل العرب في الحلم ( بكسر الحاء ) وهو غاية التعقل والعفو والمسامحة , أما إياس بن معاوية فقد كان أذكى العرب في زمانه بحيث أنه كان يغلق أذنيه إذا سار على الطريق حتى لا يحفظ كل ما يسمع ,,وعلى كل حال , مهما قيل عن صفات هؤلاء فإن نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام كانت صفاته وخلقه وكرمه وشجاعته وحلمه وذكاؤه لا يضاهى ولا يقارن به أي من هؤلاء , فرادى ومجتمعين !!وأما إفحام الشاعر لجلساء الخليفة بعد انتقادهم له فقد جاء في البيت الأخير وهو أنني ضربت المثل بهؤلاء مع علمي أن الخليفة أجل منهم ولست في ذلك إلا مقتديا بالله الذي ضرب لنوره الكبير والعظيم مثلا بنور المصباح الموضوع على طاقة ( شباك صغير )! فأين نور المصباح من نور الله ؟ والشاعر طبعا يشير إلى قوله تعالى : الله نور السماوات والأرض , مثل نوره كمشكاة فيها مصباح …. الآية في سورة النور

  5. إقدام عمروٍ في سماحة حاتمٍ في حلم أحنف في ذكاء إياس

    عمرو هو عمرو بن يكرب، حاتم الطائي، الأحنف بن قيس، وإياس بن معاوية.

    وهذا البيت لم يكن في مدح المعتصم بل في إبنه الأمير وقد كان أبو تمام يقرأ القصيدة من ورقة وكان هذا البيت آخر بيتٍ فيها، فقال بعض الخبثاء إنما شبهت الأمير بمن هم دونه. فإرتجل أبو تمام هذه الأبيات:
    لا تنكروا ضربي له مثلآ شرودآ في الندي والبأس
    فالله قد ضرب الأقل لنوره مثلآ من المشكاة والنبراس

  6. قال أبو تمام :
    إقدام عمرو في سماحة حاتم
    في حلم أحنف في ذكاء إياس

    فقال الوزير : شبهت أمير المؤمنين بأجلاف العرب ، فأطرق ثم زادها :
    لا تنكروا ضربي له من دونه
    مثلا شرودا في الندى والباس
    فالله قد ضرب الأقل لنوره
    مثلا من المشكاة والنبراس

  7. تم إيراد هذا الموضوع فقط لذكر هذه الجملة (كان يعمل في السقاية بمصر،) حتي يتم نسبته لمصر وليس لأجل أن يذكر البيت المعني.

  8. زمان كسير التلج كان بالشعر ويدوك والي ………..اسي بقا بالبكا ويدوك وزير خارجية ……….(دموع غندور )

  9. هذا المقال تم نقله مبتوراً و إليكم تكملته:
    يقول أبو تمام:
    إقدامُ عمروٍ في سماحة حاتمٍ في حلم أحنف في ذكاء إياس
    وبالرغم من أن هذا البيت كان من المفروض أن يتم الاحتفاء به، إلا أن بعض أعدائه اتخذوه حجة لإحراجه أمام الخليفة فقالوا « مافعلت شيئًا في مدح الخليفة، فلم تشبهه أنت إلا بحفنة من صعاليك العرب».
    لكن أبا تمام لم يفاجأ، وكتب بيتًا من الشعر من شأنه أن يبرئه من هذه التهمة:

    الله قد ضرب الأقل لنوره مثلاً من المشكاة والنبراسِ
    وبهذه الحيلة التي رد فيها أبو تمام على منافسيه بأن ذكرهم أن الله قد اختار المشكاة لكي يضرب بها المثال على نوره تعالى وتقريب الصورة لعباده، في إشارة لآية سورة النور «الله نور السموات والأرض، مثلُ نوره كمشكواة فيها مصباح…»، واستطاع بذلك أن يحوز ثقة الخليفة، ويقال أنها أصبح واليًا على الموصِل جزاءً على سرعة بديهته.

    ويقال أنه لم يتولى إلا مسؤولية البريد في الموصل، غير أن رواية عن أن الفيلسوف الشهير «الكندي» قال بأنه لا ضرر من أن يتولى الإمارة بعد أن تنبأ له بأن يموت مبكرًا نظرًا لإتلاف أعصابه بسببه اضطراره في كل مرة للرد على من يكيدون له.

    صعاليك أم عُظماء

    القصيدة
    بالرغم من أن الشعراء العرب اعتادوا أن يتخطوا بمن يمدحون الذين سبقوهم من العظماء، ويهبونهم صفات أعظم ممن اعتادوا أن يُضرب بهم المثل، إلا أن أبا تمامٍ وجد الكفاية في أن يربِط بين المُعتصم وبين إقدام عمروٍ، وسماحة حاتمٍ، وحلمِ أحنف، وذكاءِ إياس، فمن هؤلاء؟

    إقدامُ عمروٍ

    يُقال أنه عمرو بن معد من قبيلة ذبيد العربية، اشتهر في الجاهلية بفروسيته وشعره، وأعلن إسلامه بين يدي النبي مُحمد، وشارك معه ومع خُلفائه أبي بكرٍ وعُمر في غزواتهم وحروبهم لعل من أبرزها اليرموك والقادسية، ويُضرب به المثل عند العرب في الشجاعة والإقدام على خلفية شهادة ابن الخطاب له في معركة اليُرموك، إذ طُلب المدد، فأرسل هو رجُلين فقط كان عمرو أحدهما، قائلاً لمن طلب المدد أنما أرسل له فردين بألفي شخص. وبالفعل صدق توقُع خليفة المُسلمين، حيث كانت شجاعة عمروٍ، إذ رمى بنفسه في صفوف الأعداء يقاتلهم بغير خوفٍ من أن يُقتل، دافعًا لباقي الجنود للنزال والتشجُع وأحد أهم أسباب انتصار المُسلمين في هذه المعركة.

    سماحة حاتم

    هو أكرم العرب: حاتم الطائي الذي ينسب لقبيلة طئ العربية، وعاش في عصر الجاهلية. كان حاتم يكتب الشعر، وله ديوان واحدٌ، وتتعدد الأساطير والروايات حول كرمه المُفرط الذي قد يصل حد البذخ. ومن روايات كرمه التي طالما جلبته نصائح ورُبما استنكار المحيطين به، ومنهم والده الذي رحل عن الدار التي كانت تجمعهما بسبب إسرافه في العطاء، وزوجته التي طالما حذرته من نفاذ ما عنده بسبب التبذير، أنه كان مُعتادًا أن يُطلق سراح أسراه، وينحر عدد من الإبل يوميًا يكاد يصل إلى عشرة لإطعام المُحتاجين، وأنه ذبح فرسه التي يركبها وشواها في عام قحطٍ ألم بالجزيرة العربية ذات مرة لُيطعم أبناء امرأة لا يعرفُها.

    حلم أحنف

    هو الأحنف بن قيس، من قبيلة تميم العربية، ويحكى عنه أنما كان أكثر العربِ حِلمًا وصبرًا. من الروايات المأثورة حول حِلم أحنف أنه اعتاد أن يتجاهل من يسبونه كأنما لم يستمع إليهم من الأصل، حتى أن رجلاً أرسل له أحدهم ليسُبه فيثير غضبه، لكنه لم يرُد عليه حتى أن من قام بسبه شعُر أنما فشل في مهمةٍ حسبها غاية في البساطة، وظل يُرجع الأمر لأن قدرته على شتم الناس محدودة لدرجة تجعل سبابه لا يثير غضبهم، لكنه في الحقيقة كان الأمر راجع لشدة حلم «أحنف».

    وآخر كانت لديه خُصومة معه فقال له أنه لو قال له كلمة واحدة لرد عليه بعشرِ كلمات، فأجابه الأحنف «لكنك إن قُلت عشرًا لم تسمع واحدة».

    وبالرغم من أن حلم أحنف أفشل كُل مُحاولات إثارته، إلا أنه تنطبق عليه تمامًا مقولة «اتق شرِ الحليم إذا غضِب»؛ إذ أنه انفعل على أمير الؤمنين مُعاوية بن أبي سُفيان وحدثه نِدًا بندٍ في حدة عندما عاتبه مُعاوية على تحالُفه مع علي بن أبي طالب ضد مُعاوية في معركة صفين.

    ذكاء إياس

    هو إياس بن مُعاوية المزنيّ، الذي وُلد بعد حوالي خمسين عامًا من الهجرة، وارتبطت به قصصًا مُتعددة في التُراث العربيّ حول ذكائه وفراسته ورجاحة عقله بالرغم من صغر سنه، لدرجة جعلته حديث مجالس شيوخٍ كبار بردود مُفحمة لطالما رد بها على من يحقرون من شأنه لمجرد أن صغير السن.

    وقد عمل عندما شبّ بالقضاء، بعدما اعتاد الناس أن يذهبوا إليه ليسألوه في المُعضلات الدينية التي يستعصي عليهم إيجاد حلٍ لها. وتُعد من أشهر الروايات حول فطنته وذكاءه الذين استخدمهما في القضاء أن شخصين اختصما على عمامتين من القطيفة أحدهما خضراء غالية الثمن، والأخرى حمراء بالية، فأمر إياس بتمشيط شعر الرجُلين فيعرف إلى أي رجلٌ ينتمي الوبر الأحمر وبالتالي العمامة الحمراء، وإلى أي رجُل ينتمي الوبر الأخضر، وبالتالي العمامة الخضراء.