لبنى عثمان

كل عام وأنت بخير.. يا أمي


حين يكتمل الحب… نتوقف هنا أمام كلمة يكتمل.. لأن لكل إنسان وحدة قياس خاصة للحب.. يقيس ويستشعر بها حالة الحب التي يعيشها.. وطالما أنه تم الاتفاق منذ عصور مضت على أن رضا الناس غاية لا تدرك.. فإننا نضع هنا الحد الأدنى من المتفق عليه..
فحين يكتمل الحب.. فإننا نرى اكتماله في ما نراه من الوصول إلى الثقة المطلقة.. والتماهي التام والشعور الصادق والأحاسيس التي لا تكذب.. والتفكير بالإنابة عن الطرف الآخر.. والالتزام بما يحب ويكره رغم بعده وسؤاله عما لا يعلم.. واليقين مما نعلم.. وأخذ موقف الحياد مما يحيده الحبيب.. وموقف المصاحب لما يصاحب والمعادي لما يعادي.. هذا هو الحد الأدنى المشترك للحب المكتمل..
ولكن في قرارة أنفسنا ندرك تماما ونثق كليا في أن اكتمال الحب الحقيقي والفطري يكمن في شخص واحد..
هو (الأم)..
الأم هي منبع الحب.. نراه يفيض في عينيها.. وداخل قلبها.. ونقرأه أبجدية على صدرها.. يهتف قلبي.. كم أحب.. أمي.. فهي من علمتني كيف أحب وأضحي من دون مقدمات ولا تفاصيل..
علمتني لغة العيون.. بعيدا عن خبث الكلمات.. هي الشمعة التي أضاءت سنين عمري.. وهي الدم الذي يجري في أوردتي..
تلك هي مجرد كلمات تنهمر أريجا من ورود تمر عفوا من خاطري ﻷغلى ما في الوجود (أمي)..
يا من تسكنين ذاكرتي.. وتعبرين إلى ضفاف عيني.. تستمطرين الروعة في الأشياء حولي.. غالية أنت.. وكأنك البدر حين يبدو.
وكأنك الطير حين يشدو
وكأنك الصفاء حين تصفو
في عينيك.. نبع حسن يسكب الشعر الجميل
في عمق نفسي فتصفو وتسمو..
يا ملكة توجت على عرش القلوب.. أنت القلب.. ودرة التاج.. والصفو البديع.. يا فيض نهر الحنان العتيق..
ضوء برق خاطف في ظلام دامس عم وأنت من أضاءه..
هذا اليوم خصص لك وهو يومك.. وأنا في قرارة نفسي أن كل الأيام هي يومك..
الدقائق فيه تمر وما زال في يدي بعض الأماني..
أوقظها ألم تناغم أنينه مع مساحات الشقاء في داخلي..
نعم كل شيء يرحل.. ما عدا.. ألما يحتويني.. أستصغره كلما أراك أمامي…
فليتك دوما أمامي.. دوما.. بقربي.. في أتم صحة وعافية..
أنا بدونك بلا وطن.. أنت لي وطن.. وأنت شمعة أضاءت بنورها ظلمات داخلي.. وألغيت بابتسامتك همي.. وبحبك ازددت قوة من بعد ضعفي..
لو وهبتك حياتي وجسدي وروحي لبقيت مقصرة في حقك..
أسعفيني.. فمهما تكلمت ومهما وصفت لن أستطيع أن أصفك…
)) ## كل عام وأنت استهلالة العام.. ورونق البوح.. ورسم الكلمات.. وملهمة الكلام..
وأبيات كل القصائد..
كل عام وأنت الميلاد الجديد.. تذكار الطفولة.. ورائحة المكان.. وعبق الورد والريحان.. ومساء الربيع وذكريات الصبا..
كل عام وأنت جمال العام الماضي والمقبل والآتي.. وثغرك أنوار المدن وهلال المدينة وتغريد في بستان حياتنا.. وابتسامتك قوى خارقة تجذبنا بحنين لا كم له..
كل عام وأنت.. أمي.. وأختي.. وصديقتي
كل عام وأنت أطيب.. وأكثر عافية وصحة.. يا أغلى ما في الوجود.. ياااااأمي..