عمر الشريف

كل عام وأنتم بخير


يطيب لى أن أهنىء الامة الاسلامية عامة والشعب السودانى خاصة بمناسبة عيد الاضحى المبارك ونسأل الله الكريم الأمن والأمان ويرزقنا من فضله الكريم ويولى علينا من يخافه ويتقيه ويعيد جميع الحجاج الى أوطانهم سالمين وغانمين ومغفور لهم ويرحم من مات منهم ويشفى مريضهم . المواقف السودانية المشرفة والنبيلة هى ليست غريبة عليهم ولا جديدة وإنما أخلاق وصفات وموروثات وجينات تسرى فى دمائهم ونتمنى أن نسمع ونشاهد المزيد من تلك المواقف داخليا وخارجيا . لقد أثبت هذا الشعب الكرم والشهامة والأمانة والصدق والاخلاص وفعل الخير رغم إختلاف ثقافاته ولهجاته وتنوعه العرقى والقبلى لكنه فى تلك المواقف شخص واحد .

بهذه المناسبة ونحن على نهاية العام الهجرى وبعد أيام نطوى عاما من عمرنا ونستقبل آخر جعله الله عام إستقرار وأمن وخير وسعادة لهذا الشعب . ينقص وطننا الكثيرفى كل المجالات وشعبنا يحتاج للمزيد من التطور والتقدم والاستقرار والازدهار والحمدلله خيرات أرض بلادنا كثيرة يحسدنا عليها الكثيرون ومياهنا متوفرة وثروتنا الحيوانية تعد من أكبر الثروات ولدينا مناطق سياحية كثيرة لم تستغل وإنتاج زراعى وحيوانى لم يستثمر ومعادن لم تكتشف ولكى نستفيد من تلك الخيرات لابدأ أن نتوحد ونعرف قيمة الوطن ومكانة المواطن وأن نترك خلافاتنا جانبا من أجل الوطن والاستقرار تلك الشهامة التى نقدمها للغير أولى بها أهلنا ووطننا فى هذه الظروف .

يأهل وطنى الكرام ندعوكم لترك الخلافات والركض الى المناصب والترضيات ولنتعاون معا لنبنى سودان العزة والكرامة ، سودان الانتاج والتطور ، سودان القدوة والجهاد ، سودان غذاء العالم الاسلامى والافريقى ، سودان المجد والشموخ ، سودان الكرم والشهامة ، سودان العلم والتعليم . ذلك ليس صعب علينا إذا توحدنا وأخلصنا نياتنا وأعمالنا لله ثم الوطن ولنبدأ بالتصالح والتصافح ثم محاربة الفساد ومعاقبة المفسدين . لنا أمثال الآن وأجيال سابقة عملت و تعمل على ذلك وفى خدمة هذا الوطن ومواطنه بأمكانيات محدودة وجيل اليوم هم شباب الوطن ومتبني المنظمات الخيرية والتكافلية وخدمات المجتمع أمثال شباب شارع الحوادث فى كل بقعة من هذا الوطن ، قد أثبتوا مكانتهم ورفعوا رأس الشباب حتى لاتفقد الامم الأمل فيه ، شباب عملهم خالص لوجهه الكريم يبتغون فضلا من الله و يرجون رحمته ومغفرته ونسأل الله لهم التوفيق والتقبل ويجعل ذلك فى ميزان حسناتهم وأن يسخر الله لهم من يعينهم ويعاونهم . هؤلاء عملهم ليس من أجل وظيفة أو مصلحة شخصية ولا شهرة ولا منفعة تعود عليهم سوى فضل الله ورحمته .

حادث الحجيج بمنى والذى آلمنا لكن هو قدر الله وبقدرته نحمده ونشكره فى السراء والضراء ونسأله المغفرة والرحمة لمن مات منهم وأن يعيد المفقود ويشفى المريض , لقد أثبت البعض من هؤلاء الشباب على مواقع التواصل اصلهم وهمتهم ودعموا بالنشر والمتابعة والتواصل ومنهم من ذهب الى المستشفيات ليتفقد هؤلاء الجرحى والمواتى ومنهم من آوى التائهين وتفقد المرضى المنومين وبحث عن المفقودين جزاهم الله خير الجزاء وجعل ما يقومون به فى ميزان حسناتهم ونسأل الله أن يكون كل شباب الوطن أمثالهم وما فعلوه لم تفعله وزارات ولا منظمات ولا مؤسسات بتلك السرعة والتجاوب . هؤلاء الشباب لم يأكلوا أموال هذا الوطن بالباطل ولم يستغلوا مكانتهم ومناصبهم لمصلحتهم الشخصية ولم يمنحوا بطاقات حزبية تمنحنهم حق السلطة والقوة ليعبثوا فى الارض فسادا ولم يبحثوا عن دولة تأويهم ليقفوا ضد الوطن ومواطنه ولا حرقوا القرى وهدموا المدارس ودمروا آبار المياة ليقولوا يريدون تحرير الوطن ونصر أهلهم . نصر أهلك يكون بدعمهم ومساعدتهم والوقوف معهم وقت الشد والحوجة والعمل على إستقرارهم وأمنهم وراحتهم ورفع الظلم عنهم ومحاربة الفساد الذى يعانون منه .

حكومة المملكة العربية السعودية لها مواقف مشرفه ومسئولية كبيرة إتجاه الحرمين الشريفين وهى تواجه أعداد كبيرة فى أيام قليلة منذ قرون وتوفر لهم الآمن والراحة والمأكل والمشرب والتنقل والعلاج بجانب مواقفها الانسانية والدينية إتجاة الامة الاسلامية وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بجهود حكومتهم وشعبهم ولن تستطيع أى دولة أخرى فعل ذلك بنفس القدر والمستوى فى تلك الفترة من غير كلل ولا ملل رغم ما تعانيه من إضطرابات حدودية وهذا الفعل لا يحس او يشعر به إلا من كان قريب من ذلك والشهادة لله وما تستغله بعض الدول لنيل من المملكة شىء مرفوض ولا يقبله إنسان مسلم . نسأل الله الكريم لهم الأمن والأمان والإستقرار والتوفيق ودوام النعمة ونصرالدين ودعم المسلمين وأن يحفظ الله لهم خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة .