عبد الجليل سليمان

أشبال داعش


لن يتجادل اثنان لهما عقل ووجدان ويصطرعا حول مدى خطورة أيلولة مساحات شاسعة جغرافياً وكثيفة ديموغرافياً لتنظيمات إرهابية مثل النصرة وداعش، إذ أنه لو حدث ذلك فإن الجميع في خطر داهم، لا يستثنى من ذلك أحد.
وربما لهذا السبب وأسباب أخرى، تغيرت مواقف جل أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من الأزمة السورية، واقترب الأمر إلى ما يشبه الإجماع حول الرؤية الروسية/ الإيرانية/ الأسدية لإدارة الأمور في تلك المنطقة المأزومة من العالم.
الآن لم يعد نظام بشار الأسد هو الهدف الرئيس، بل ربما سيكون حليفاً لذات الدول التي تكالبت على إسقاطه في الحرب على الخطر الأكبر (الجماعات الإرهابية المتطرفة).
هذا التحول الكبير والجذري في المواقف حتى من قبل (تركيا) وبعض حلفائها العرب (سراً)، أعطى لنظام بشار الأسد مشروعية جديدة – مؤقتة على الأقل – في ممارسة قتل وتشريد الشعب السوري، وكأن شيئاً لم يكن. لكن ما السبب في ذلك؟
مما لا شك فيه، أن إدارة تحالف الدول العربية والغربية ومعها المعارضة السورية المعتدلة، وبقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لمعركة إسقاط الأسد ونظامه لم تكن محسوبة بدقة، بل كانت خاسرة منذ البداية، فحين كانت الحكومة (الأسدية) تحذر من مغبة وقوع (البلاد) رهينة للإرهابيين من جبهة النصرة وداعش، كانت المعارضة السورية وحلفاؤها الأتراك والعرب والأمريكان والفرنسيون يدعمون هذه التنظيمات بالمال والسلاح والرجال (والنساء) ويعتبرونها معارضة معتدلة ولا يرون ما يضير من دعمهم لها، ورويدا رويدا بدأت الأمور تتضح، إلى أن حان وقت إعلانها أعقاب توقيع إيران اتفاقيتها النووية مع الغرب وأمريكا، والتي ترتبت عليها (ساحة جديدة) بسياسات وتحالفات جديدة.
تمدد تنظيم داعش، وأسس دولة بمؤسسات عسكرية ودينية واقتصادية وتربوية، وصار مهدداً للجميع دونما استثناء، بل صار يفرخ (تربوياً) من يحذون حذوه ويتبعون نهجه ممن أسماهم بأشبال داعش، وهم أطفال صغار السن يمارسون القتل والذبح والحرق كما يفعل قادتهم تماماً، وفي يناير من العام الجاري نقلت وكالة “فرانس برس” عن المعارضة السورية أن داعش يستغل مأساة الشعب السوري ويجند الأطفال، حيث انضم إليه منذ مطلع عام 2015م، أكثر من 1100 طفل في ما يعرف بأشبال الخلافة، وقد أظهر مقطع فيديو بثته المعارضة السورية طفلا لا يتجاوز العاشرة من عمره وهو يطلق النار على عنصرين من التنظيم ذاته اتهما بالتجسس لصالح المخابرات الروسية. فيما أظهر تسجيل آخر بثته المعارصة نفسها الخميس 16 يوليو عنصرا من تنظيم “داعش” وبجانبه طفل، وهدد العنصر باستهداف التنظيم لإسرائيل وأوروبا وروما، وانتهى التسجيل بذبح الطفل لضابط سوري برتبة نقيب، أسر في قصر الحير الغربي بريف تدمر الغربي، فاصلاً رأسه عن جسده.
يبدو لي أن بقاء نظام الأسد ولو إلى حين أمر ضروري، وكان الله في عون الشعب السوري من معارضته وحلفائها، ومن قبلهما من نظام الأسد وداعش والنصرة، ومن بعدهم من أشبال (داعش).


تعليق واحد

  1. من قتل وشرد السعب السورى هم اولئك المرتزقه والمعتوهين والصعاليك والمساجين الذين تجمعو من كافة الدول ، وفتحت لهم الدول المجاورة لسوريا حدودها للدخول لتدمير ها … بحجة محاربتهم الطاغية … وكان تجمعهم كالضباع الضالة مرورا بالقدس المحتلة والشيشان المحتلة و مهد العلمانية التى تمنع فيها السلطات تسمية العاصمة بالقسطنطينيه .. لم يحركو ساكنا ولم يتجارى اى منهم على مجرد النباح … تبا لكم .. والى جهنم وبئس المصير ان شاء الله … يامن شردتم البشر في مجاهل الدول الاوربية .. التى عشتو فيها وانتم حثالة وغادرتموها كما الدنيا حثالة ..