عبد الباقي الظافر

في انتظار الامتحان..!!


قبل ايام وفيما الحكومة تغط في نوم عميق كانت سيارات دفع رباعي تشق الخرطوم من اقصاها الى أدناها.. السيارات تقل وفد دبلوماسي غربي جاء ليزور اسر شهداء سبتمبر..السؤال الرئيس الذي كان يطرحه سفراء الاتحاد الأوربي للاسر المكلومة ماذا عن التعويضات التي وعدت بها الحكومة..سكرتارية الوفد كانت تصر على فتح قوس كبير اثناء تسجيل إفادات المحققين..انتهت الزيارات وارسلت النتائج الى باريس ولندن.
كل ذلك والحكومة تغط في نوم عميق..نصفها يزور الاراضي المقدسة لأداء فريضة الحج..النصف الاخر سافر الى جنيف للدفاع عن سمعة السودان في مجلس حقوق الانسان..وما تبقى من الحكومة في اجازة طويلة مابين الشواء والشربوت..بالطبع لا نحسد النائمين في بيوتهم ولا المسافرين بنية العمل الصالح.
أحرج سؤال واجه وفد ابراهيم احمد عمر في زيارته الاخيرة لامريكا كان عن موقف الحريات..لم يتمكن الوفد من تبرير ضيق أوعية التعبير في السودان ..كان التبرير ان الامر تم في ظروف استثنائية وان الحريات مصانة بالقانون والدستور ..وهنا تبدو المخالفة اكبر حينما لا تجد لها تبريرا في القانون ولا اجتهادا في الدستور .
في تقديري..ترتكب الحكومة خطا فادحا ان ظنت ان بامكانها الدفاع عن ملف حقوق الانسان السوداني في اجتماعات مجلس حقوق الانسان في جنيف..التكتلات الدبلوماسية لا تغير شيئا على ارض الواقع..سيجد وفدنا الذي يقوده وزير العدل إحصاءات دقيقة لمخالفات جسيمة وقعت على راس المواطن السوداني ..ستعود بلدنا الى ملف الرقابة المباشرة ويعين مراقب دولي يسمح له بحرية التجوال في السودان ..بعدها سنلوم دول الصلف والاستكبار على استهداف بلدنا والتامر على خيرات الوطن.
من المفيد ان نسال كيف خرج السودان من البند الرابع الذي يجعل رقيبا دوليا على حكومتنا الى مربع أرحب يصنف بلدنا بحوجة الى التدريب وبناء القدرات..ممارسة نقد ذاتي وصريح ستؤكد ان العالم يتعامل معنا بمعيار ثابت..حينما نحسن سلوكنا تجاه شعبنا نكافأ على العمل الصالح ..ذات المعيار يستخدم ان لم يتقدم السودان في ملف التعامل مع الانسان ..ثم تعود بلدنا الى قائمة الدول سيئة السمعة.
في تقديري..ان على وزارتي العدل والخارجية الا تضيعا موارد البلاد في معركة خاسرة وامتحان مكشوف في جنيف ..مطلوب من المؤسسات المعنية بحقوق الانسان ان تضع استراتيجية واضحة لتحسين الأداء المفضي للنجاة ..من حسن الحظ ان احسان التعامل مع الانسان قيمة حضارية ذات ابعاد اخلاقية قبل ان تكون واحدة من مواصفات الحكم الراشد.
بصراحة..نحن نحتاج الى عمل شاق في مجال حقوق الانسان..ما زال الاستواء في صفوف الخدمة يحتاج الى كرباج السلطان..ومع كل ذلك نترقب النتائج ونتوقع النجاح .