صلاح احمد عبد الله

صراع الأفيال على الأراضي.. والبوبار..؟!!


* أي حكومة في العالم تهتم بتنمية أراضيها.. لأنها ملك شعبها وهي القيِّمة عليها.. تديرها لمصلحتهم.. استثماراً وزراعةً.. أو صناعةً.. هي لا تبيعها (أبداً) لتسيير أمورها.. وحزبها ومنسوبيها.. ولن تجد مسؤولاً على مستوى العالم يقف ليقول لبعض شعبه.. إن أراضيه قد بيعت.. دون أن يصاحب ذلك الحديث المنطقي.. لمن بيعت..؟ وكم الثمن؟.. ومن المستفيد؟.. وإذا صاحب القول إنها (بيعت).. طناش سياسي.. فثمة شيء كما يقول المثل الشعبي (الموضوع فيه إنِّ)؟!!
* وبعيداً عن هذه (الإنَّ).. تعالوا نبحث عن منطقة (فاضية) في أرجاء هذه العاصمة.. حتى لو كانت مليئة بالنفايات.. وما أدرانا أن هذه النفايات ما هي إلا ساتر يخفي على أرضه.. ما لا يحب صاحبها أن يعرفه الناس.. والشماشرة..؟!!
* يقولون في الدواوين.. ومجالس السمر.. والزهج.. والقلق.. إنه حتى بعض المؤسسات والمباني الخاصة بالوزارات.. إما تم بيعها.. أو رهنها لبنوك أو رجال أعمال.. أراضي الخرطوم مميزة وذات سعر مغرٍ وعالٍ.. وبالتأكيد أن الأموال التي دخلت من أثمان البيع.. من الصعب حصرها.. أو حتى يمكن ذلك..!! ولكن أين هي..؟ لا أثر لها في شوارع المدينة القذرة.. ولا جودة الماء الصالح ووفرته.. ولا حتى في بقية الخدمات التي تقدم للمواطنين.. أقلها وسيلة نقل تقلهم من وإلى أعمالهم ومدارسهم.. وجامعاتهم.. إلا إذا كان ثمن البيع هذا.. قد تحول بفضل (المتحللين) وأشياعهم إلى منازل فخمة.. ومزارع.. وأراضي جارٍ بيعها متاجرة.. أو حتى سمسرة.. أو مقايضة.. كما تتحدث أو تتشمشم (أنوف) المدينة.. الغنية فقط بمثل هذه الأخبار..
* الكثير والكثير جداً من المسؤولين.. من كبارهم نزولاً إلى أقلهم شأناً.. ولكنه أوفرهم خطوة ومالاً.. لأن (اللعب النظيف) يتم دائماً بواسطتهم.. تجدهم يمتلكون عدداً من الأراضي.. والمنازل.. والمزارع.. من وافق لهم بذلك.. ومن صدق ووافق والتزم.. والمهم بعد ذلك.. والغالبية منهم يحتلون وظائف حكومية.. من يسأل من؟.. وما هي الجهة التي تقوم بالمحاسبة.. ونكرر أن السماء في السودان لا تمطر ذهباً ولا فضة..؟!!
* تكلمنا سابقاً عن بعض مديري الأراضي.. من الذين خرجوا من الوظيفة العامة.. ببضعة (قطع) مميزة.. هذا غير (التحلل) الذي سنوه لبعض المعارف والأصدقاء.. وتلك (التصديقات) المميزة.. فمثلاً الرجل الكبير.. صاحب المال والجاه ومن أعمدة الإسلاميين وعتاتهم يمتلك حسب الورقة التي بطرفنا.. حوالي (27) قطعة مميزة في أنحاء العاصمة موزعة ما بين جبرة.. والخوجلاب.. والدرجة الثالثة الخرطوم.. وحي الراقي.. والجريف غرب.. والرياض.. والأزهري.. والسوق المحلي.. وحي كافوري وفيه بضعة قطع مميزة..؟!!
* ما تسمع عن مسؤول كبير.. أو حتى متوسط المنصب أو في بداياته المدنية.. أو تلك (الأخرى).. إلا وتجد أنه قد أصبح من أصحاب المزارع.. حتى زوجات بعضهم صار لهن نصيب من هذه المزارع المنتشرة حول العاصمة.. وتحيط بها من جميع الجهات.. ولم يتبقَّ للناس إلا الميادين العامة.. رغم الصراع حولها.. (وبلع) بعضها.. وممرات الأسواق.. وطرقهم العامة.. ومقابرهم رغم ازدحامها بالموتى.. والمرضى من المنتظرين الموت في زمان (الإنقاذ) العجيب..!!.. إنقاذ ماذا؟.. ولماذا؟.. ومن أجل ماذا؟.. إلا إذا كان هذا (الإنقاذ) من أجل أهل شارع المطار ومنسوبيهم.. ومن يدور في فلكهم؟!
* وحتى المنصب الدستوري.. أو التنفيذي.. صار معبراً لعالم ودنيا الأراضي.. وكلنا لا ولن ننسى قصة الوزير والسمسار.. وصراع الأفيال من أجل (العمولة) حتى انتقل الصراع الى صفحات الصحف السيارة.. وتم تداركه في جلسة أظنها امتلأت فيها الترابيز بعصير المصاصة.. ورغم ذلك نجد أن الوظيفة العامة أصبحت مدخلاً الى عالم الثراء.. من أوسع الأبواب!؟!
* الأراضي التي يتنازعونها.. ويتنافسونها.. متناسين أنها ملك لهذا الشعب الطيب.. كان من الممكن زراعتها ولو حول العاصمة.. كالأيام الخوالي حتى يأكل أهلها من خيرها.. ويشربوا من نميرها.. صارت هذه (الأفيال) تشرب عذبها.. وتترك لشعبها كدرها.. وطينها.. ولذلك كثرت الأمراض وعلى رأسها من هذا الشراب.. الفشل الكلوي..
* من يخبر هؤلاء القوم.. أن (القبر) لا يتسع لمزرعة أو سلطان.. أو تجارة.. وأن (الكفن) ليس له جيوب.. حتى يضعون بداخلها دفاتر الشيكات..
* وأنه في ذلك اليوم.. الحساب ولد!؟!
الجريدة