منوعات

نسخ الدردشات الخاصة وتداول الصور الشخصية عبر مواقع التواصل ….انتهاك الخصوصية


صوّر أحد أعضاء المجموعات الصفحة به الخاصة (بكل ما تحوي) وشاركها عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) الأكثر تداولاً في السودان، بعضهم يغدق بكرم فيّاض على الجميع بصورة الخاصة جداً، وبأطباق طعامه، وأرقام هواتفه، وبالكثير من تفاصيل حياته اليومية دون أن يفكر لحظة واحدة فيما سترتب على ذلك.
كن حذراً
أصبحت الصور الشخصية وأرقام الهواتف متاحة لكل في جميع أنحاء العالم، ما يؤدي في أحايين كثيرة إلى أنواع شتى من انتهاك للخصوصية وعدم الاحترام للآخرين، فعندما يشاركك أحدهم/ إحداهن مشاهد وصوراً ومقاطع فيديو، ويبعثها إلى صفحتك دون استئذانك لمعرفة ما إذا كنت تريد ذلك أم لا، فإن ذلك يعد انتهاكاً لخصوصيتك، لا شك.
تصوير ونسخ
ولا شك أيضاً أن التقنيات المتطورة أحدثت نقلة حقيقية وتطوراً هائلاً في شتى المجالات، ولعل (التصوير) هو أهمها على الإطلاق، حيث تتيح تلك التقنيات تبادل الصورة ونشرها ومشاركتها، كما لها خاصية التصوير بكاميرات فائقة الدقة والحساسية عبر الهواتف النقالة وعبر الحواسيب الثابتة والمتنقلة بما فيها اللوحية.
تقنيات التصوير هذه، أصابت الناس بهوس لا نظير له، حتى أن كثيرين منهم لا يتوانون في تصوير كل ما يرونه، فحسب، بل يصورون أنفسهم وأسرهم وينشرون كل ذلك في (فيس بوك، انستغرام، واتس اب)، وخلافها من مواقع التواصل الاجتماعي دون النظر لما قد يترتب عليها من عواقب.
أضرار نفسية ومعنوية
بعضهم ينسخون دردشاتهم الخاصة ويشاركونها نصاً مع آخرين دون علم الطرف الآخر من الدردشة، ما يُعدُّ انتهاكاً لخصوصيته كل الأطراف، خاصة طرف الدردشة الآخر، فعندما يُقدم أحدهم على نسخ أحد (دردشاته) الخاصة مع آخرين على الواتس أب ويشاركها مع الجميع، فإن الفعل لا شك سيتسبب للطرف/ للأطراف الأخرى في الكثير من المشاكل ويضر بهم نفسياً ومعنوياً، ومثل هذا الفعل ينبغي التصدي له بكل الطرق القانونية المتاحة.
واتس أب فرّاق الحبايب
وفي السياق، يقول المذيع محمد إبراهيم: إن من ينتهكون الخصوصية أصبحوا أكثر جرأة، خاصة مع زيادة عدد مستخدمي واتس أب الذي أصبح يفرق بين الأسرة الواحدة ويزيد المشكلات تعقيداً، إذ يتيح للجميع خاصية نقل الصور والمعلومات (والنسنسة والقطيعة). وأضاف: انتهاك الخصوصية يبدأ بالموبايل المزود بكاميرا، فعندما يصور أحدهم أفراد أسرته أو حفلة خاصة، أو ينسخ محادثة خاصة، وينشرها من توه، فإنه يتيح للمتطفلين والفضوليين سانحة لتداولها وللتعرف على خصوصيات الآخرين، مشيرا إلى أن ذلك يثير الفتن والمشاكل بين الناس، وعزا الأمر إلى الفراغ الذي يفضي إلى الهوس بالتصوير، وهذا بدوره يؤدي إلى الانغلاق الاجتماعي وتوتر العلاقات بين الناس وبالتالي ضعفها.
خلل أخلاقي
من جهته، عدَّ الأستاذ عبدالمجيد الطيب أن الفضول أصبح سمة لمجتمعنا السوداني. وأضاف أنه عادة قديمة جداً، ولكنه تطور بتطور التقنيات الحديثة وإمكانية نقل الأسرار والخصوصيات عبر الوسائط بسرعة فائقة. وأردف: الأخطر من ذلك أن الفصول وصل بالبعض حد إمكانية استرجاع بيانات الهواتف بعد بيعها، ما يعد خللاً أخلاقياً وسلوكاً انتقامياً، فيما يرى الصحفي برعي الأبنوسي أن الخصوصية تُعدُّ من الخطوط الحمراء التي ينبغي أن لا يقترب منها أحد، حتى وإن كان ذلك عن طريق المزاح. وأضاف: هنالك محاذير عديدة تجعلنا نتعامل معها بحساسية عالية، كما أن الوازع الديني والأخلاقي والاجتماعي يحثنا على عدم الاقتراب منها، ويجعل بيننا وبينها جداراً لا يمكن هدمه من أجل إرضاء ذواتنا وإشباع فضولنا، وأن من يتتبع خصوصيات الآخرين، ويعمل على نشرها للعلن دون مراعاة للضرر النفسي والمعنوي الذي يمكن يقع على أصحابها، فعليه محاسبة نفسه قبل أن يحاسبه المجتمع أو القانون، وهذا سلوك مناف للدين والأخلاق والنفس السوية، ومثل ما تنتهك خصوصية غيرك ستجد من ينتهك خصوصيتك، ولو بعد حين.
تجاوز الخطوط
إلى ذلك، قال محمد الأمين إنه ومع ظهور الطفرة الحديثة في التكنولوجيا ووسائط التواصل الاجتماعي من فيس بوك وواتس أب وغيرها من الوسائل التي سهلت التواصل بين الناس، صار بعض الأشخاص يستغلونها بطريقة سلبية متجاوزين كل الخطوط والحدود بتسخهم وتداولهم للدردشات والمحادثات وإرسالها إلى جهات أخرى بغرض الابتزاز، ما يعد انتهاكاً واضحاً وصريحاً للخصوصية، وهذا ما يدفع بكثيرين إلى أن يوقفوا التواصل مع أي شخص لا يثقون به ثقة تامة.

اليوم التالي