عثمان ميرغني

وزير العدل.. انتبه أمامك تقاطع!..


وزير العدل– الجديد- مولانا د. عوض الحسن النور حتى الآن يحصد الاهتمام الأول على مستوى الشارع العام بقراراته المتتالية.
وأمس اهتمت كل الصحف- تقريباً- بقراره– الجديد- إعادة (نبش) قضية التلاعب بالأراضي التي أتهم فيها اثنان من مكتب والي الخرطوم السابق د. عبد الرحمن الخضر.
وهي قضية كانت سيدة الأثير الإعلامي والجماهيري لفترة من الوقت.. ووصلت ذروة الإثارة بعد قرار (التحلل) الشهير الذي تمت بموجبه تسوية تسمح للمتهمين بإرجاع (17) مليار جنيه مقابل إغلاق ملف القضية.
وقبلها بأيام قليلة فتح وزير العدل ملف القضية التي اشتهرت بـ (خط هيثرو).. وأشار بأصبع الاتهام إلى مدير الخطوط الجوية السودانية (سودانير) المكلف.
لكن القضيتين يربط بينهما خيط مهم للغاية رغم تباعد مساريهما.. فالرابط هو كون أن المتهمين فيهما– بصورة مباشرة- انتقلوا إلى رحمة مولاهم!.
لا ينكر أحد أن مولانا د. عوض وزير العدل الجديد أبرز جدية واضحة في محاولة لكسب (ثقة) المواطن في العدل.. بعد أن أنهك هذه (الثقة) سمعة جرارة من المآخذ الشعبية على مسارات القضايا التي تحت كنف وزارة العدل.
ودهش الكثيرون من جرأة وزير العدل د. عوض الحسن النور لخوضه المباشر في قضايا ذات رنين وأبعاد سياسية سافرة.. أشبه بما صوره الشاعر نزار قباني:
من يدخُلُ حُجرتها مفقود.. من يطلبُ يَدَها..
من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود
من حاولَ فكَّ ضفائرها..
يا ولدي..
مفقودٌ.. مفقود
لكن في المقابل وحتى لا تصبح إعادة إثارة هذه القضايا أقرب إلى (شكة دبوس) تفرغ الهواء من البالون المنتفخ.. فإنه من الضروري أن ينظر وزير العدل بحذر إلى جوانب مهمة.
وزارة العدل ومستشاروها- تحديداً- ليس لديهم سجل بارز في (كسب) القضايا التي يسوقونها إلى منصات القضاء.. ولا أريد استعادة بعض أشهر القضايا (وبعضها لم يمر عليها إلا بضع شهور)، والتي تكاد تكون كلها خسرتها–بجدارة- وزارة العدل (ممثل الاتهام).. وطبعاً لا أحد يعترض على نتائج المحاكمات لكن- بالضرورة- يجب إقناع الرأي العام بهذه النتائج.. فعندما يثار غبار كثيف- للغاية- في قضية تجد متابعة شعبية ثم تنتهي القضية– وسط ذهول الجميع- إلى تبرئة متهمين فإن الأمر يتطلب- بالضرورة- إقناع الرأي العام بحيثيات البراءة حتى لا يذهب التفكير إلى أنها نتيجة مباشرة لـ (تهاون) الاتهام.. وليس براعة الدفاع، أو براءة المتهم.. والأمثلة متوفرة جداً في درج مولانا وزير العدل إذا حاول أن يلقي نظرة عليها.