صلاح الدين عووضة

(حتة) لحية !!


*علمتني الفلسفة – مع فطرة الدين – أن أغوص في الجوهر دون المظهر..
*فالمظهر لا أنخدع به وإن اكتسى من ثياب الدين ما يجعله في مقام الثوابت..
*الثوابت المجتمعية- باسم الدين- التي لا يحيد عنها حتى الذين أُوتوا نصيباً من العلم..
*ومن المظاهر هذه اللحية التي انتشرت على وجوه الكثيرين منا في زماننا هذا..
*فهي غير ذات تأثير على عقلي كثةً كانت أم قصيرة أم (تجر بالأرض)..
*وكذلك ظاهرة العزاء برهقها المادي و(فاتحتها) التي هي محض بدعة..
*ثم ظاهرة (التضحية) بكل شيء – مالاً وأعصاباً- من أجل (الأضحية)..
*وأيضاً ظاهرة صلاة التراويح بحسبانها فرضاً (مقدساً) رغم إنها ليست حتى من السنة..
*وهنالك ظاهرة الدعاء على (عموم) اليهود والنصارى بالهلاك مع عدم جوازها ديناً..
*و ظاهرة مكبرات الصوت في مساجد الأحياء التي تُزعج الرضيع والمريض والمستذكر..
*ثم عند كل أوان حج تطل ظواهر لا علاقة لها بالدين مثل التي تُسمى (الحج المميز)..
*وهذه إن كانت من حر مال الحاج فهي أخف ضرراً من ظواهر أخرى..
*ومن الظواهر هذه حج الدستوريين والتشريعيين والمتنفذين على حساب الدولة..
*ورغم تأكيد (المطيع) على وقف هذه الظاهرة إلا أن ما رشح من أخبار يشير لغير ذلك..
*فعامنا هذا شهد أيضاً حجاً-غير مبرور- لنفر من ذوي (اللحى) من المال العام..
*وأقول (غير مبرور) لأن من شروط الحج – كما هو معلوم -الاستطاعة..
*بل هو شرط (ديني) أشد بروزاً من بروز اللحية على وجه مدعي (التدين)..
*فكيف يظن مثل هذا الحاج أنه سيعود كيوم ولدته أمه وهو يحج من (مال الغير)؟..
*ثم الأسوأ من ذلكم أن يكون هنالك ظلم واقع من تلقائه على (الغير)..
*ومن أنواع الظلم هذا ترك العاملين تحت إمرته – من ورائه- دون أجور شهرين أو أكثر..
*دون حتى الذي يُسكتون به (صياح) بطون صغارهم وهو هناك (يصيح) مكبراً ومهللاً..
*ولو كان (متديناً) فعلاً – بأمارة اللحية- لتفضل بمال حجه هذا على منسوبي هيئته..
*فالدين أعظم من أن يُختزل في (حتة لحية!!!).
الصيحة