عمر الشريف

وطاف الطوفان !


السودان خلال الثلاثون عاما الماضية فقد الكثير فى مجال التعليم والصحة والأمن والاقتصاد والسياسة والعلاقات الدولية والمشاريع الزراعية والقوى البشرية والنشاط الرياضى وأجزاء من أرضه الشاسعة والثروة الحيوانية وكثير من المرافق الحيوية بينما يرى البعض أنه كسب إنتاج البترول و الذهب وفصل الجنوب وشيد الكبارى وفتح الجامعات وكون المليشيات وأنار القرى والارياف وشق بعض الطرق وأهتم بالفن وأهله .

لنرجع لما قبل تلك الفترة عندما كانت صافرات قطارات الشمال والشرق والغرب والجنوب يسمعها كل من يسكن بالقرب من خطوط السكك الحديدية وينتظر الركاب وصول تلك القطارات لتجوب بهم تلك المساحات الشاسعة ليصافحوا ويعانقوا أهلهم فى مختلف أطراف السودان و كانت تطل علينا طائرات الخطوط الجوية السودانية بشعارها المضىء مثل طلوع شعاع شمس الصباح و نشاهد حركة البواخر النيلية التى تشق تلك المياة الصافية بين كوستى وجوبا . كان المسافرين يسيرون عبر الطرق والكبارى رغم محدوديتها ليشاهدوا على جانبيها المصانع الشامخة والمساحات الشاسعة عامرة بالرزاعة ذات الخضره والجمال والبهاء ليستبشروا خيرا وتطمئن قلوبهم ويشكروا نعمة الله عليهم .

كانت جامعة الخرطوم هى حلم كل سودانى ويصعب الوصول إليها لكثرة المنافسين وإمتياز هيئة التدريس فيها ومكانتها العلمية العالمية واالذين لا يجدون فرصة فيها يتنافسون على جامعة القاهرة فرع الخرطوم و جامعة أم درمان الالسلامية و جوبا و الجزيرة لكن اليوم نرى بعض الجامعات الجديد أفضل من جامعة الخرطوم التى اصبحت سياسية أكثر من تعليمية حتى اصبح طلاب الصفوف النهائية هم أعضاء هيئة التدريس وأصبح رسوب طلاب الشهادة العربية شىء طبيعى من قبل الجامعة للكسب المادى وهجرها الكثيرون من المحاضرين والأساتذة من خيرة الكفاءات والخبرة وكذلك أفضل الطلاب الذين هجروها لسياستها . كانت مستشفيات الخرطوم ومدنى وسنار وبورتسودان على سبيل المثال تضاهى مستشفيات لندن من ناحية الطب والعلاج والنظافة والخدمات أما اليوم بعضها اصبح مستودعات للبشر والحشرات وأصبحت مهنة الطب مادية بدل إنسانية وأخلاقية وتم تشريد الأطباء علما بأن فى البلدان الاخرى يوجد كليات متخصصه للتمريض تعلمهم كيفية التعامل مع المرضى وتقديم العلاج .

إنتهت السكك الحديدية والنقل النهرى والطرق المعبدة والخطوط السودانية وإمتياز خط هثرو مثل ما توقفت مصانع النسيج والبلاستيك والزيوت والسكر ومحالج الاقطان وتم تدمير مشروع الجزيرة ومشاريع النيل الازرق سابقا للضغط على المزارعين ليتم بيعها ضمن الاستثمار وقل إنتاج الصمغ العربى وخيرات كردفان ودارفور وفول وبلح الشمالية وتعطلت كثير من مضخات المياة التى تمد الزراعة وإرتفع سعر الجازولين الذى يدعم الزراعة والمواصلات واصبحت الهجرة العكسية من الاقاليم الى العاصمة حتى إمتلآت العاصمة وحولها وإرتفعت أسعار الأراضى مقارنة باسعار دبى وطوكيو رغم قلة الخدمات و كبر مساحة السودان حتى الرياضة أصبحت فى أدنى مستوياتها وفقد السودان الكثير من المنافسات الدولية والبطولات العالمية بينما الإهتمام بالمعازيف والمزامير فى قمته بالدعم والتشجيع والإعلام . وطاف الطوفان ليهلك من تبقى فى هذا البلد ومنهم من يركض للخارج لينجوا بنفسه وينقذ اهله ومن لم يستطيع ينادى يالله انقذنا كما أنقذت نوح وموسى عليهم السلام ويقول يالله أمر الأرض أن تبلع المفسدين والسماء أن تعاقب الظالمين .


تعليق واحد

  1. انا كنت موافقك في كل حرف قلته لحد ما وصلت نقطة انه في جامعات جديدة احسن من الخرطوم وقلت الكلام دا ساي دون الرجوع الى تصنيف او مصدر ، وفي حالة رجعنا للتصنيفات العالمية حتلقى جامعة الخرطوم هي الاولى في السودان بدون اي منافسة وبعض التصنيفات لا تصنف من السودان الا الخرطوم فقط … تلك اللحظة التي قلت فيها كلاما اعتمادا على هواك وبدون اي مصدر وواقع ، عرفت انك جاهل وكلامك كذب . إتق الله واحترم ذقنك دي …