منى ابوزيد

الخبز الحافي .. !


«العجز مفتاح الفقر».. أكثم التميمي!
ما هو الفشل في الإصلاح إن لم يكن ما نحن فيه ؟! .. الأمم المتحدة وضعت خطة شاملة للتنمية مطلع هذه الألفية – حددت فيها المسار الذي يجب أن تسير فيه جهود العالم لمحاربة الفقر المدقع – على أن تورق جهودها تباعاً، ثم تزهر وتثمر بحلول العام 2015م ..!
وقد شارك السودان فيها، وأقر أهدافها – يعني وافق عليها جهازه التشريعي، وبالتالي أصبحت تلك الأهداف ملزمة لجهازه التنفيذي – .. طيب، ها نحن قد جاوزنا اليوم، الأجل المضروب، لقطف ثمار التجربة .. فأين هي .. وأين نحن .. وأين هذه الحكومة منها ومنا ..؟!
بعيداً عن تلك القرارات التي يتم ارتجالها في المناسبات الوطنية والملمات الجماهيرية، وبمعزل عن التصريحات التي يتم اطلاقها في المحافل السياسة، أين هي الخطة الدقيقة، طويلة/أو قصيرة الأجل .. بعيدة/أو متوسطة المدى .. التي تم الاتفاق عليها بين ولاة أمرنا لإنقاص معدلات الفقر المتفاقمة في هذا البلد ..؟!
فقراء السودان أيضاً تشملهم «حركات» الحكومة و«ترهات» المعارضة، إحصاءات الحكومة تحاول دائما أن تدفع بالمؤشرات إلى منحى إيجابي لتدلل على نجاح سياساتها التنموية، والمعارضة بسياسييها ومفكريها وصحافييها يدفعون بالمؤشرات إلى منحاها التصاعدي للتدليل على فشل الحكومة «ومن يظن بي المبالغة فأذكّره ونفسي بدراسة مزعومة، حديثة، أجريت في ولاية نهر النيل- نسبت إلى إحدى جمعيات مكافحة الأمراض المتعلقة بسوء السلوك – نشرت في صحف الخرطوم قبل فترة، تقول إن بين ظهرانينا أربعمائة وخمسين ألف امرأة تأكل عيشها من أقدم مهنة في التاريخ».. فتأمل ..!
ومصادر المنظمات الدولية تعاني صعوبات التعامل مع الجهات الرسمية بسبب حساسية السلطات التي تعتبر قياس معدلات الفقر محاولةً آثمة للكشف عن عوراتها السياسية أمام مواطنها المحلي، ناهيك عن المجتمع الدولي ..!
أما الهيئات والمراكز المستقلة الخاصة بمتابعة الفقر بصورة أكثر التصاقاً وحيادية، فهي ما تزال اختراعاً لم تقتنع بفعاليته أو حتى جدواه حكومة السودان التي تعتبر مجرد الكلام – كلام الله والرسول – عن وجود فساد مالي أو إداري منجزاً سياسياً يستوجب الشكر ..!
خبراء الاقتصاد يقولون إن تخفيض أعداد الفقراء بمقدار النصف يتطلب زيادة بنسبة (41%) في دخل الفرد .. دعك من العدالة في توزيع الأجور، أين هي العدالة في توزيع الدخل والثروة والمشاريع التنموية؟! .. أين هي آليات تحديد الأولوية – الواجبة – في محاربة الفقر ؟! .. أين هي المؤشرات الدقيقة لترتيب الولايات من الأقل فقراً إلى الأكثر فقراً .. أين هو الاهتمام الرسمي بتقسيم كل ولاية إلى ريف وحضر ..؟!
لن يتزحزح هذا البلد – قيد أنملة – عن ذيل قائمة الفقر الإنساني في العالم، في ظل برنامج حكومي لا يتضمن إستراتيجية جادة لإنقاذ الأغلبية الصامتة من التطبيع مع أسباب الفقر وموجبات القهر .. فهل من مُذَّكر ..؟!


‫2 تعليقات

  1. يا استاذة …. اظن عليك ان تذكري من اين لك هذا العنوان ( الخبز الحافي ) … احنا برضو قاعدين نفرا …..

  2. فشل اقتصادى وسياسى وفشل فى كل
    مناحى الحياة. .والدول الفاشلة ليست قضاء وقدرا
    يمكن تغييرالوضع باتباع سياسات وخطط مدروسة
    واصلاحات تهم المواطن.