أبشر الماحي الصائم

اللعب على الكرة


* على إثر هزيمة الهلال السوداني أمام الجزائر، نهض أحد الكتاب الناشطين في ساحات (النضال الإلكتروني) بحملة ضارية ضد النظام، النظام هنا ليس (نظام الكاردينال)، ولكن حسب توظيف الكاتب هو (نظام الرئيس البشير)!! برغم أن الهلال ناد كبير وصاحب تأريخ ناصع وعصي وحري بأن يرد الاعتبار لجمهوره ووطنه .
* غير أن رسالة ذلك الكاتب التي أرسلت في البريد الخطأ، نبهتني لمتابعة هذه الحالة (غير السوية) في ممارسة بعض المناضلين للعمل الوطني، فهم يعتبرون، في هذه الحالة، أن أي انتصار لمؤسسة وطنية هو بالضرورة انتصار (للنظام)!! وفي المقابل أن أي هزيمة في أي مجال هي هزيمة لا محالة للنظام!! ويفترض أن يتحمل مسؤوليتها !!
* لكن الأخطر من ذلك كله هو تطور هذه الحالة، لدرجة اعتبار أن ما قام به السودانيون في مشعر منى، يفترض ألا يقومون به في ظل هذا النظام!! أو لو أنهم قاموا به يفترض أن لا يجد هذا الزخم الكبير سيما في أجهزة إعلام النظام !!
* يدفعني هذا الموقف المرتبك وطنيا أن أستدعي موقفاً شبيهاً طريفاً، حينما كان أحد وزراء الزراعة على أيام تعددياتنا السودانية، يلقي خطابا على نواب البرلمان يبشرهم بنجاح موسم الخريف، فوجئ الجميع يومها بأن نائبا من المعارضة يتصدى له بقوة، على أن نجاح الخريف ليس من إنجازات الحكومة!! فيفترض، بحسب النائب المحترم، ألا يدرج نجاح الخريف في تقارير النظام !!
* من جهة أخري. لما كان (تحالف المزارعين)، وهو كيان زراعي سياسي لمناهضة سياسات الحكومة الزراعية، لما كان هذا الكيان يشن حرباً شعواء على مؤسسة البنك الزراعي القومية تجاوزت (لحم البنك لكسر العظم)، استدركتهم يومئذٍ بأن البنك الزراعي مؤسسة قومية إذا ما نجح التحالف في هزيمة (النظام) سيحتاجها في نظامه المفترض، على أن أي معارضة هي بطبيعة الحال بمثابة الحكومة الافتراضية المقبلة، فلهذا يفترض أن تكون المؤسسات القومية بعيدة عن تجاذبات السياسة التي دخلت في كل شيء حتى الزراعة والأمطار !!
* وعليه يجب التواضع على أن مؤسساتنا الرياضية بما فيها الهلال والمريخ، هي مؤسسات يديرها ويمولها الشعب السوداني من حر مال جماهير الأندية، فإذا ما خسر الهلال فإن الخاسر هو الشعب الممول، وإذا ما فاز المريخ فإن الشعب السوداني، أو قل الوطن في هذه الحالة هو الفائز.
* تمنيت دائما، والحال هذه، أن يحقق الرياضيون ما فشل فيه السياسيون، في إعادة لحمة التماسك الوطني التي مزقتها السياسة شر ممزق، وأن تحقق كرة القدم لهذا الوطن الجريح بعض الانتصارات التي لم تحققها الأحزاب السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، مرورا (بالوسط السياسي المهتز) !!
* يا جماعة الخير.. كثيراً ما هتفنا في المجامع والمواجع والمواقع، بأن نلعب ونمارس سياستنا على الكرة وليس على جسم الوطن!!


تعليق واحد

  1. اذا ما خسر الهلال فان الخاسر هو الشعب ، واذا ما فاز المريخ ………… ليه يخسر الهلال ويفوز المريخ ،، قل اذا فاز الهلال اوفاز المريخ ، هكذا يكون اإنصاف …