أم وضاح

أحمد وحاج أحمد!!


شاهدت معظم برامج الفضائيات خلال العيد وخرجت بنتيجة واحدة أن هناك أزمة إعداد ومعدين في الفضائيات مجتمعة هي السبب وراء هذا الفشل الذريع وحالة عدم الانجذاب نحو ما يقدم إلا عند من رحم ربي، وهشاشة الطرح وسطحية التناول وتكرار الضيوف أدت إلى حالة الركود التي أصبحت السمة لغالب البرامج، ولعلي مرة قد سألت أحد الأخوة المنتجين بفضائية “النيل الأزرق” وهو يرتب لواحد من البرامج الشهيرة خلال رمضان الفائت، وقلت له: يا أخي بعض الضيوف تكرروا لدرجة الملل في الإطلالة وما عاد عندهم من جديد يقدمونه فلماذا الإصرار عليهم رغم أن (حواء السودان ولادة) ويمكنها أن ترفد برامجكم بعشرات المبدعين؟ فقال لي: والله نحن نستعين بهؤلاء لأنهم غالباً جاهزين، في حالة أن اعتذر ضيف أو تعثر وتعذر الوصول إليه: فقلت: يا أخي هو الضيف الحاضر طوالي ده يفترض ما يكون زولكم لأنه استهلك وما عاد من جديد في جعبته.. فإذا كان هذا هو الفهم السائد لدى المعدين أو هذه هي الحلول الجاهزة لديهم فكيف سنرتقي بالإعداد التلفزيوني الذي لا يحتمل كما يظنون (الكلفتة) والسلق كما حدث في فضائية “الشروق” قبل أسابيع من الآن، حيث اتصلت عليّ معدة وقالت إنها بصدد إعداد سهرة للعيد تناقش زواج المهنة الواحدة، وقلت لها بالحرف الواحد إن هذا الموضوع ليس جديداً، لكنها أقنعتني بأن الاختلاف سيكون كلياً وبشكل جديد باختلاف المحاور والطرح وأن من ستقود الحوار هي المذيعة “تسابيح خاطر” التي أثق جداً في مقدراتها وإمكانياتها، وبالفعل ذهبنا إلى موعد التسجيل في الثامنة مساء ولم نقصر أنا وزوجي اجتهاداً في القشرة والاستعداد النفسي لطرح مفاهيم جادة وإيجابية لمن سبقناهم في هذه التجربة الأسرية الحافلة بالعطاء والحمد لله، لكن بمجرد دخولنا فضائية “الشروق” اكتشفنا أن الضيوف الذين سيصحبوننا جاءوا (عزابة) أحدهم وهو دكتور في الموسيقى اعتذر بأن وزوجته تؤدي واجباً اجتماعياً، والآخر أستاذ بجامعة الخرطوم لم يقنعنا بمبرر عدم حضور نصفه الآخر، حيث قال إنهم (قمرين) وما بظهروا في سماء واحدة، ما قلنا حاجة، لكن في ما يلينا أنا وشريكي في الحياة والعمل وقفنا على طولنا واعتذرنا عن التسجيل لأن السهرة بهذا الشكل فقدت عنصرها الأساسي ومكونها الحقيقي للحديث عن تجارب مختلفة في ثنائية الحياة والعمل، وبدأت الأجاويد من شاكلة “يا جماعة التصوير باقي عليه نصف ساعة والفنان قاااعد” لكننا أصررنا على موقفنا وقلنا لها: كده بنضحك على المشاهد والأفضل أن يؤجل التصوير وبضيوف جدد حتى تكتمل الفكرة والهدف الذي من أجله نوقشت، ثم مضينا إلى حال سبيلنا ولا أدري ماذا حدث بعدها.. الدايرة أقوله إن كثيراً من البرامج تقدم بمبدأ المجاملة التي هي عنوانها العريض وسبيلها الذي نمضي فيه، فتأتي غالباً بلا روح ولا طعم وتتشابه، ويظل “أحمد” هو “حاج أحمد” في كل المواسم والأعياد والإجازات الرسمية.
{ كلمة عزيزة
صحيح، من صميم صلاحيات الوالي أن يعين ويعفي مدير عام وزارة الصحة بعد توصية الوزير المختص، لذلك طبيعي أن يعفي الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” الدكتور “صلاح عبد الرازق” من منصبه لكن غير الطبيعي أن يتم الإعفاء في ظروف غير طبيعية وثمة خلاف كبير بين الوزير والمدير، وطالما أن الوزير مختلف مع الرجل فقد أوصى بإعفائه لكن كان على الوالي أن يكوّن لجنة تحقيق يتقصى فيها عن أصل الخلاف والاختلاف لأنه ليس بالضرورة أن يكون “حميدة” على حق ودكتور “صلاح” على باطل أو العكس تماماً، لذلك فإن توصية أحد أطراف الخلاف بعزل الطرف الآخر بحكم أنه يملك هذا الحق الوظيفي يجعل ميزان العدالة مختلاً ويحتاج إلى إعادة تزييت وربط لصامولة النص فيه.
{ كلمة أعز
ما قادرة أتصور أن تظل بحري حتى الآن بلا معتمد يدير شؤونها ويحرك عجلات أدائها التنفيذي، ولا أدري سر عدم اختيار معتمد لها حتى الآن، وفي ماذا تتمثل الصعوبة في اختيار شخص على رأس حكومتها!! يا سيدي الوالي لو أنك رأيت بحري صبيحة العيد وأكوام النفايات تحاصر شوارعها لبكيت على حالها دماً وأدركت أن عيارها فالت وليس هناك من يلجم جماح التدهور فيها!!