يوسف عبد المنان

خربشات !


{ اختفاء الخراف من أسواق الخرطوم في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك هل من ورائه جهة تجارية آثرت الاحتفاظ بوارد الضأن الحمري المرغوب جداً في السوق المحلي، والضأن (أم بيوضة) الوارد من الشمالية والضأن (القرج) الوارد من جنوب بحر أبيض.. احتفظت به ليوم (كريهة) وسداد ثغر!! وأي يوم هل في انتظار قدوم الحجاج تم (دس) الخراف في حيشان قندهار والحاج القادم من الأراضي المقدسة يذبح أكثر من خروف..يوم قدومه وهذا يقع على عاتق جيوب الأبناء والبنات والأخوان..ويوم الكرامة حيث تزهق أرواح الخراف تبعاً لمكانة الحاج الاجتماعية وطبقته المادية إن كان من الكادحين فخروف واحد يكفي وإن كان من الأثرياء المترفين فخروفين ثلاثة..وإن كان من حجاج كل عام فهؤلاء أصبح حجهم من السفر للحصاحيصا بطائرة مروحية.. تموت دهشة الأماكن المقدسة عند حجاج كل عام!! ولا يذرفون الدموع في مقام الحبيب صلى الله عليه وسلم كما تهطل دموع السنغاليين والبنغاليين والكشميريين والسودانيين الكادحين المغبرين.. ولكن ناس كل عام يحجون ،هؤلاء تبلد إحساسهم بالروضة الشريفة ولا يهرعون لمقابر البقيع لمعرفة أين دفن “عثمان بن عفان” و”حمزة بن عبد المطلب” و”سعد وسعيد” وعبد الرحمن بن عوف” ، عودة لخراف الخرطوم فإن بعض المسكونين بالمؤامرة الخارجية التي تنفذها أياد داخلية يعتقدون بقناعة لا يزحزحها (مزحزح) أن إسرائيل (بت الكلب) وأمريكا التي دنا عذابها هي من تقف وراء اختفاء الخروف.وربما استخدمت تلك الدول “ياسر عرمان” و”مني أركو مناوي” في إخفاء الخراف لإثارة الحجاج عند قدومهم ورفع أسعار الماعز والأبقار كل ذلك لصالح التمرد ومن لف لفه.. وهناك من المعارضة الباسلة من يعتقد بأن البنوك الإسلامية (خزنت) الخراف من أجل تسويقها بسعر أعلى.. وأن رجالاً لهم لحى كثة وجيوب منتفخة (نزلوا) سوق الموليح ليلاً اشتروا الخروف بأي سعر وتم تحميل الخراف وهي (تجعر) في دفارات واتجهت بها شمالاً وان الذين اشتروا الخراف هم (الجبهجية)أنفسهم قد ظهروا من جديد في سوق اللحم بعد أن كانوا سبباً في مجاعة (1984)م حينما اشتروا العيش من الأسواق لإسقاط حكومة مايو..ولكنهم هذه المرة يفكرون ويدبرون لإسقاط الشعب نفسه حتى يحلو لهم السودان ويصبح دولة بلا شعب ومدن بلا خرفان ومدارس بلا طلاب ونساء بدون خضاب..وطلبة بلا جامعات.. وصحافيين بدون ورق وصحافة وأطباء بلا مرضى وبصات بلا ركاب وأخيراً حكومة بدون مواطنين وكرة قدم بلا جمهور..
(2)
{ أحرص دائماً على قراءة الإعلانات في الصحف..بعض الإعلانات تجد فيها ما لذ وطاب من المعلومات والطرائف والقصص في صحيفة (الانتباهة) عدد الأربعاء الماضي الصفحة الرابعة عشر تهنئة كبيرة للفريق شرطة “السر أحمد عمر” الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة وأحد كبار أقطاب نادي الهلال والفريق “السر” أكثر ضابط نال تهاني في الصحف ووسائط التواصل الاجتماعي بسبب علاقته بالصحافة والصحافيين وشخصيته التي تميل إلى التصالح والتعافي الوجداني.. لكن التهنئة التي توقفت عندها بعدد (الانتباهة) جاءت من رابطة أبناء عموم الميرفاب بولاية الخرطوم وبالقرب من صورة الفريق شرطة “السر” وضعت صورة الأخ د. “عبد الرحمن” رئيس الرابطة والذي في الغالب هو من دفع ثمن الإعلان .. تساءلت بيني ونفسي هل الفريق “السر” من أهلنا الميرفاب في نواحي الشمالية الدنيا؟؟ أم أسدى خدمة جليلة لقبيلة الميرفاب لذلك (أكرمته) بتلك التهنئة وما نوع الخدمة التي تقدم لقبيلة دون الآخرين .. جمعني باللواء حينذاك “السر أحمد عمر” مجلس إدارة نادي الهلال المعين ولما يقارب العام كنا نلتقي بصفة شبه يومية وكل معلوماتي عن اللواء “السر أحمد عمر” إنه من أهالي ود مدني المحبين للجزيرة العاشقين لنادي الاتحاد ولجزيرة الفيل وقد تم ترشيحه لمنصب والي الجزيرة ولكن ضباط الشرطة دائماً نصيبهم من مواقع الولاة صفراً كبيراً يعين عقيد ومقدم من الأمن والجيش في منصب الوالي ولا يعين فريق أول من الشرطة في منصب وزير ولائي.. وهذا ليس تحريضاً بل دعوة لمراجع التعيينات والاستعانة بخبرات الشرطة وهي جهاز شبه مدني وعلاقة ضابط الشرطة بالمواطنين أكثر حميمية من غيره من ضباط القوات النظامية طبعاً باستثناء ضباط الحياة البرية لأن هؤلاء صلتهم حميمية جداً بالحيوانات .. ما علينا الأخ الفريق “السر” لم احتاج يوماً لمعرفة قبيلته وربما أيضاً لم يحتاج لمعرفة قبيلتي .. ولكن تهنئة (الميرفاب) من ورائها انتماء لهذه القبيلة العظيمة التي قدمت الكثير من النجباء والقليل من الأغبياء.. وحتى لا نغادر بعيداً عن دنيا الإعلانات والتهاني فإن إعلاناً آخر في ذات الصحيفة من أحد التجار الطامعين في شيئاً ما من السلطة يهنئ الأخ “أنس عمر” والي شرق دارفور ويقول التاجر “سامي يوسف الشريف” نيابة عن شركته بعد أن وضع صورته بالقرب من صورة الوالي “أنس عمر” والرئيس “البشير” كتفاً بكتف (بماله وقروشه) التي وضعت مع السلطة في مكان واحد يقول في تهنئته إن الوالي “أنس عمر” جعل من ولاية شرق دارفور من أرض صراع إلى أرض إنتاج (وإبداع كمان) وسلام قلت في سري (أبو الزفت) ولكن التاجر سامي (يطبظ ) (طبزة) كبيرة في آخر الإعلان ويقول ونحن جنودك في ساحات الإنتاج والتعليم والتنوير حتى تصبح ولاية غرب دارفور منبر سلام لكل ربوع دارفور!! فهل المعلن كان يقصد ولاية الجنينة والوالي “خليل عبد الله” .. لقد (تاه) الإعلان بين ولايتين احدهما في شرق دارفور.والثانية في أقصى الغرب وبينهما ولايتين هما وسط وجنوب دارفور ومبروك التهاني يا أهل المال.
(3)
من غير استئذان ندخل عالم السفيرة “سناء حمد” وهي مفجوعة في استشهاد مئات المسلمين في مشعر منى، وفجيعتها أكثر في رحيل المجاهد “مرضي جلب” كتبت سناء تقول : أخي العزيز “مرضى” الشهير بجلب سلام عليك في الخالدين ونحسبك والله حسيبك من الذين انتظروا وما بدلوا تبديلا .. سلام عليك وأنت ترنو إلى حيث ترافق المصطفى صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم وتظن بالله خير الظن ،أنا عند حسن ظن عبدي بي فاليظن عبدي بي ما يشاء و والله لا ولا يخزيك الله أبداً ،ما كانت هيعة للجهاد وإلا كنت في أول من يلبيها وما تحرك متحرك وإلا كنت نفسه وضمن كواكبه المنيرة.
ها أنت تموت على فراشك لا طوبى للجبناء..
عرفناك مقداماً إذا جد الجد
ومتأخراً حياءً عندما يتأتى حظ النفس يا اااا مرضى ستفتقدك حلقات القرآن بصوتك الندي وستوحش المجالس التي تؤانسها إنشاداً شجي ،غيبك الموت عن دنيانا وقد كنت فينا قرآنا يمشي بين الناس ،وخيراً يظلهم إنا والله لفراقك لمحزونون وتحضرني أبيات “الكتيابي” قد عدلت فيها أخت كريمة (هل هي مشاعر الدولب يا سناء) هي جملة عرضية وتقول الأبيات
بك لا يقال عن المقابر يا شهيد مقابر
فإذا حللت بموضع فقمام حلك عامر
لهفي على قمر ثوى فثوت قرى وحواضر
وذوت روانق لنظاري فمعي عليك الناظر
ومن شاء بعدك فليمت فعليك كنت أحاذر
أختك سناء حمد.. شكراً أيتها السفيرة والوزيرة وأنت تكتبين بمداد الأسى والحزن والفخر والزهو ومثلك قد قل في جدب حاضرنا الذي أصبحت الأقمار لا تضئ والشموع بللها المطر.. وكل جمعة وأنتم بخير.