منوعات

السودانيون بالخارج.. إنجازات مهنية ومواقف مشرفة ….. شهادات فخر وإعزاز


تداولت وسائل الإعلام والمواقع الإسفرية خلال الأعوام الماضية وحتى أيام الحج (القريبة دي)، الكثير من المدح لسلوك وأخلاق السودانيين بالخارج؛ ابتدءا من حادثة المواطن السوداني الذي أنقذ غريقا في فيضانات جدة قبل عدة أعوام، بجانب حكاية الراعي الأمين وغيرها من الأحداث التي أثبتت أمانة السودانيين عبر التاريخ. هذا إلى جانب الشاب السوداني الذي أسهم في دخول العديد من سكان شرق آسيا للإسلام، وآخرها كانت حادثة فتح الحجاج السودانيين خيامهم لاستقبال المصابين من التدافع في (منى)؛ الذي أسفر عن إصابة ووفاة مئات الأشخاص، حيث قال رجل الأمن السعودي أحمد المطيري: (كم احبكم أيها الأزوال، وأشهد أنكم رجال تضجون شهامة ومروءة ويا ليتني كنت سودانيا لطرت فرحا، فليحفظم الله يا أصحاب الشهامة)، لكن كان رأي البعض أننا نحتفي بالأجانب ويحتفون بنا في الخارج، لكننا لا نمارس هذا الاهتمام مع بعضنا البعض في السودان ورغم ذلك؛ كما لو أننا لا نستحق سمح السلوك.
انعدام الوطنية
دون الشاعر ليوبولد سيدار سنغور، رئيس جمهورية السنغال في ثمانينيات القرن الماضي، في يومياته أنه زار فرنسا قبل أن يصبح رئيساً لدولته، وفي إحدى جولاته في شوارع باريس، أخرج آخر سيجارا من علبته بعد أن ألقى الصندوق على الأرض ومضى قُدماً، بعد لحظات شعر بيدٍ تربت على يده، وعندما التفت وجده طفلا صغيرا، يُعيد له الصندوق الذي ألقاه قائلاً: (هذا سقط منك، فرد عليه بأنها قمامة وهو ليس في حاجة لها، حينها قال له الطفل الفرنسي: إذا لم تكن بحاجة لها، باريس أيضاً ليست بحاجة لقمامتك، وألقاها في سلة المهملات)، بهذه المفاهيم المُحبة للوطن والتي تحث على الحفاظ مراعاة تفاصيل التفاصيل به يُربي الأوروبيون أطفالهم، أما نحن فتنعدم لدينا الوطنية والشعور بالمسؤولية تجاه بلداننا، وذلك بدليل ارتضائنا العمل في كل الوظائف الهامشية في الخارج، والنفور منها في السودان، وقد قال لي أحد زملائي إنه يستطيع تقبل (مرمطة أوروبا ولا سخانة البلد دي)..!! هكذا عبرت هناء فتح الرحمن، خريجة، عن رأيها.
الغربة سترة حال
“الغُربة سُترة حال” قالها طالب الفنون، المُقيم بدولة الإمارات، جلال عبد الله، بمنتهى العفوية وأضاف: لذلك يتصرف السودانيون بمنتهى الشهامه والمروءة ليعكسوا الجانب المشرق عن السودان، وفي ذات الوقت بيئة الحياة في السودان ليست محفزة على أي شيء، والجميع ساخطون من الحر، الفقر، المرض، وزحمة المواصلات.
خلل تربوي
ويرى الرسام علي عبد الله أن الموازين عموماً انقلبت رأساً على عقب بعد تغير المادة والسلم التعليمي عما مضى واسترسل قائلاً: في الماضي كانت المناهج الدراسية والتعليمية تدعو لمفاهيم راقية منها الوطنية والمحافظة على نظافة البلاد بالقصص المفيدة، التي كانت تطرحها مجلات ثقافية، ترفيهية مثل مجلة الصبيان، الباحث الصغير، رسالة المعلم، السندس، الكبار، كل تلك المجلات كانت مدعومة من جهات حكومية منها وزارة التربية والتعليم، ويواصل مُحدثي: كل تلك المناهل التربوية كانت توزع في المدارس وتصل لكل الأطفال، كما أنها كانت موجودة في مكتبة دار النشر التربوي، (الفكفكوها) في ظل الخلل التربوي الحالي، الذي ذبذب مفاهيم البعض فجعلهم يحترمون دول المهجر أكثر من موطنهم، أيضاً جعلهم يمتهنون شتى الوظائف فيها ويترفعون عن فعل ذلك في بلدانهم.
انفصام في الشخصية
وترى الباحثة الاجتماعية سمر عبد الله أن الموضوع برمته يرجع إلى التربية والتعود اللذين تفرضهما البيئة التي عاش الفرد بداخلها، واسترسلت قائلة: الآباء والأمهات يُربون أبناءهم على ثقافة امتهان بعض الوظائف مثل: الطب، الهندسة، بجانب بعض الأعمال المتواضعة كأعمال البناء، التجارة، أو سواقين وكماسرة، وبهذا يُساهمون في إيجاد شخصيات تترفع عن الاشتغال في بعض الأعمال المتواضعة وليست الوضيعة كما هو قابع في أذهان الكثير من الشباب، فعلى سبيل المثال دعونا نأخذ عُمال النظافة، الذين تمنحهم المحليات حوافز شهرية تُسمى (بدل خجل)، دون أن تستشعر أنها بهذا الحافز تُعزز مفهوم الخجل فعليا منها، ما يُنفر العديد من الشباب على امتهانها، وتواصل أستاذة سمر: أما ما يدفع ذات الأشخاص للاشتغال نفس الوظائف في الأقطار الأوروبية، فهو أن المجتمع هناك لن يُعايرهم أو يقلل من شأنهم، بل على العكس تماماً، من المألوف أن تجد طالبة طب تعمل جليسة أطفال لتُحسن دخلها، أما من تتملكهم حمى قذف فوارغ الطعام من نوافذ السيارات، بمجرد وطء أقدامهم أرض السودان، بينما يُحافظون على شوارع مدن المهجر، فهنا أرى أن الطبع غلب التطبُع، وأنهم كانوا يتصنعون الذوق والإيتيكيت خارج البلاد.

 

 

اليوم التالي


‫2 تعليقات

  1. انتم لماذا نحن هاكذا
    عندما يمدحون الاخرين ننتقد زاتنا ، وحتى في التعاليق خالف تعرف ( أي حاجة لازم نلكنه )