عالمية

هيلاري تحطم الكاميرا رفضاً لنفاق الجمهور


استعانت المرشحة الديمقراطية الرئاسية هيلاري كلينتون بمخرج هوليوود الشهير ستيفن سبيلبرغ لإظهارها بقالب أكثر وداً يقربها خطوة من البيت الأبيض، وذلك استجابة لرغبة زوجها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، الذي يرى أنه من الأفضل أن تبدو هيلاري أكثر تودداً للناخبين من رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، لكن هيلاري حطمت الكاميرا في ختام محاولة التألق إعلاميا، ولقّبت المدربين بالحمقى المهرجين، وقالت لهم: «أنا إنسانة حقيقية»، واصفةً نفسها بـ«الدخيلة» على عالم السياسة.

وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، عن صدور كتاب جديد للصحافي إدوارد كلاين بعنوان «هيلاري: شخصية غير مستساغة»، أن هيلاري لجأت للحصول على مساعدة صديق العائلة المخرج سبيلبرغ، بغية تأمين مدربي تمثيل يعينونها في التحضير لإلقاء خطبها، وذلك عملاً بنصيحة زوجها بيل، الذي أقنعها بأن التحدي الآن يكمن في إعادة تقديم نفسها في العام 2016 كشخصية قوية وامرأة محببة أكبر سناً.

وقال لها بيل، في سياق التشجيع على الظهور بمظهر أكثر دفئاً: «يمكنك التفكير في شارلوت، حفيدتك، للتأكيد على مدى اهتمامك بالنساء والأطفال».

الحفاظ على السرية

ونقل مؤلف الكتاب عن هيلاري قولها: «أنا أحصل على 250 ألف دولار مقابل إلقاء خطاب واحد، ليأتي هؤلاء الحمقى الهوليووديون لتعليمي كيف ألقيه!» إلا أنها رضخت في النهاية، ووافقت على القيام بالخطوة إرضاءً لزوجها.

وهكذا، وفقاً للكتاب، استقدمت هيلاري مصورين، وجعلتهم يوقعون على عقود الحفاظ على السرية، لتصويرها في غرفة خالية وهي تلقي خطبها. وكانت تمرر الأشرطة المصورة إلى مدربي تمثيل من اختيار سبيلبرغ. وكانت أيضاً تتمعن في مشاهدة التسجيلات، فتلاحظ حركاتها بدقة، وتتأنى في مراقبة التواصل البصري ونبرة الصوت.

وأشار إدوارد كلاين إلى أن هيلاري بدأت تشعر بأن هذه العملية مملة، لكن بيل كان يذكرها دوماً بأنها قد تزيد عدد الأصوات التي تؤيدها. وأكد خبراء كذلك أن هيلاري كانت تبدو «منزعجة وضجرة» بعد مشاهدة الأشرطة. لكنها سرعان ما وصفت تعليقاتهم بأنها توحي بالجهل.

ولم تكد تمضي بضعة أسابيع على بدء تعلم هيلاري دروس الخطابة، حتى لاحظت إحدى الصديقات وجود كاميرا في منزل عائلة كلينتون في واشنطن، وسألتها عن سبب ذلك. وتذكرت الصديقة إجابة هيلاري التي قالت: «يقول المدربون إنه يفترض بي أن أدعي أثناء الحديث وأتظاهر بأني أحب الجمهور فعلاً. ويشيرون إلى أنه يفترض بي أن أرغم نفسي على الابتسام دوماً، وأن أفكر في أمور مفرحة، مثل شلسيا أو طفلتها شارلوت أو أمي. لكن حتماً ليس بيل، لأنه على الرغم من حبي له، فإنه يشعرني أحياناً بالرغبة في شد شعري».

إلا أنه مع انطلاقة حملة هيلاري بدا واضحاً أن الدروس لا تجدي نفعاً، حيث انها ظلت غير قادرة على التفاعل البصري مع الجمهور. وقالت لصديقتها ذات مرة: «لقد وصلت إلى أني حصلت على كفايتي من كاميرات التصوير وأشرطة التسجيل والمدربين على الأداء. لقد شعرت بالغضب الشديد، وسددت ضربةً إلى الكاميرا، وأوقعتها أرضاً».

أشار كلاين في كتابه أيضاً إلى أن هيلاري طالبت بحصرية استخدام المصعد المؤدي إلى شقة سبيلبرغ بموقع التصوير في برج ترامب، خلال فترة ترشحها لمجلس الشيوخ عام 2000، حيث كان المخرج يسمح لها باستعماله ساعة تشاء. لكن الكتاب أكد أن طلبها قد رفض، وكانت تضطر لمشاركة المصعد مع بقية المقيمين الأثرياء، القاطنين في شقق البرج.

هيلاري الحقيقية

وقالت هيلاري في حديث تلفزيوني، رداً على سؤال جون ديكرسون خلال برنامجه «واجه الناس» حين طلب منها أن «تصف هيلاري الحقيقية في ثلاث كلمات»: «ثلاث كلمات فقط؟ لا يسعني فعل ذلك. حسناً، يمكنني القول إني إنسانة حقيقية، مع كل الهفوات والحسنات التي ترافق هذه الصفة، وأظن أن هذا ما عرفني عليه الرأي العام لفترة طويلة».

وأضافت انه على الرغم من كونها مواطنة أميركية منخرطة في السياسة على أعلى المستويات، لقرابة ربع قرن من الزمن: «لا يسعني أن أتخيل وجود أي شخص يحمل صفة الدخيل أكثر من امرأةٍ في موقع الرئاسة الأولى. وأعني ذلك حقاً».

دخيلة

تأتي رغبة هيلاري كلينتون في أن تنال تعا الناخبين من خلال الظهور بمظهر الشخص الودود عقب تراجع كبير سجلته شعبيتها خلال استطلاعات الرأي.

ووصفت عملية انتخابها بأنها ستكون «غير تقليدية»، على الرغم من أنها اسم معروف في عالم السياسة . لكنها قد تجد صعوبة في إقناع الناخبين بأنها قادرة سياسياً، بناءً على واقع توليها منصب عضو مجلس الشيوخ الأميركي، ومن ثم منصب وزيرة الخارجية.

وقد لمّحت إلى أن كل تلك معطيات لا تجعل منها «واحدةً منهم» لأنها لم تدخل يوماً «نادي الصبية» الخاص بالرؤساء على حد قولها.

البيان