رأي ومقالات

محمد حامد: سلوك موظف بقسم خدمات بيع الكهرباء.. أعجبني


موظف بقسم خدمات بيع الكهرباء بالمبني الكائن عند حافة حي الامراء في اخر شارع الاربعين جنوبا ؛ والرابض في شارع فرعي ينتهي شرقا بمركز امدرمان الثقافي ؛ شاب قد يكون في اول الاربعين ؛ (أخدر) بسام الثنايا ؛ رزين الملامح ؛ صادفته كثيرا يعمل في ورديات الليل حيث مناوبة ومناولة شراء الكهرباء التي انقطع رمقها من استهلاك لم يتحسب زبون لنفاذها ؛ دوما اجده يمارس عمله بنشاط ورضاء يتبدي في قدرته الباهرة علي التعامل مع عجلة الناس وضيق بعضهم بالانتظار ؛ حينما تصله وترسل نحوه السلام يرده في نفسك طيبا وخاطرة تفاؤل ؛ مرتب للغاية اذ يرص نقود التحصيل بدربة شخص منظم ؛ ان صادفتك مشكلة في (عداد) او رقم خاطئ يتحلي بصبر وسيم ؛ يزيل ارتباك الزبون فيرسل مزحة او تعليقا نديا ؛ له قدرة عجيبة علي مد الياف حسية من مقعده خلف الزجاج واخر شخص يقف بالصف المتعرج ؛ يسبغ روح سماحته فوق رؤوس الحاضرين فتحل انسام الود بين الجميع فيتحول الانتظار لساحة من جدل السياسة وثرثرات الكرة وتحسس الالام المعيشة ؛ فيمضي الصف سالكا فوج اثر فوج جديد ؛ حينما وصلته اخر مرة سالته الاحوال فاجاب بيقين راسح (الحمد الاف) قلت له انت موظف محترم ومثالي ؛ شعرت بالثناء يربكه قليلا قبل ان يستدرك هذا واجبي ؛ واكمل طلبي ثم تراجعت وجلست لارص ارقام حصيلتي في رسالة ادفع بها لفؤاد عداد منزلي الفارغ ؛ وطفقت اتأمل انكباب الرجل علي عمله ذات الممارسة في امتصاص غضب غاضب وجلافة اخر وعجرفة ثالث ؛ قلت لنفسي كم راتب شخص مثله وألراجح انه لا يكفي قيمة مواصلاته لكنه يبدو سعيدا قنوعا ؛ خرجت وانا في سعة من معنوياتي فهذا انموذج مشرف لمن يلون من امر خدمة الناس شيئا عظم ام قل ؛ قارنت بينه واخر اضطررت للمثول امامه في معاملة فكان بين كل سؤال واخر يزجرني حتي اني اصبت بالرعب المذل وبعد هذا دفع لي ورقي حتي تناثرت احرفه وسطوره لا لان لي نقص في مطلوب موثق ولكن لان الشبكة غاضت في الاسلاك ولان ميقات الترحيل قد ازف ! فرق بين مثلين اولهما – عامل الكهرباء – كأنك تعطيه الذي انت سائله فيما الثاني كأنك تنزع منه حقا اقره لك الدستور والمواطنة .. فرق

الخرطوم: محمد حامد جمعة


‫4 تعليقات

  1. اذا اكرمت الكريم ملكته . . واذا اكرمت اللئيم تمردا
    المتنبى
    تحية كبيرة استاذ محمد حامد

  2. أيوة كدا يا ناس النيلين

    كونوا واجهة تبرز كل متميز في هذا البلد العظيم

    أعني الجنود المجهولين الذين يعملون في صمت بعيدا عن الأضواء

  3. والله كلام جميل واسلوب اجمل ومن لايشكر الناس لايشكر الله وبالفعل امثال هؤلاء اصبحوا قلة وياويلك وسواد ليلك من النساء فى بعض المواقع والله السلام دا مابردوهو ووجوه الحمدلله بس