أبشر الماحي الصائم

غندور.. وجه جدير بالدبلوماسية


* دعوني أبدأ من هناك.. فالذي شاهد آخر حلقة لنائب رئيس الجمهورية الأسبق علي عثمان محمد طه، وهو يحل ضيفا على البرامجي الأخطر أحمد منصور بقناة الجزيرة، أيقن يومها بأن (شيخ علي) بات يحتاج إلى بعض (إجازة) من دوامة العمل التنفيذي المرهق، فمنصور الذي لم يجعل ضيفه يلتقط أنفاسه في تلك الحلقة، قد سدد ما يشبه (الضربة القاضية) على الأطروحة برمتها بقوله.. “أنا كل ما أسألك تقول سوف نعمل.. بعد ربع قرن من الحكم تعملون”!! غير أن علي عثمان فارس المنابر من لدن الاتحادات الطلابية وساحات المدافعة القانونية والمعارضة النيابية، كان مرهقا بما يكفي لإنتاج حلقة لا تليق بلباقته المشهودة وحنكته المعهودة!!
* غير بعيد من ذلك التوقيت حل البروفيسور إبراهيم غندور ضيفا على البرامجي التلفزيوني الأخطر ذاته، أحمد منصور، يومها أشفق الكثيرون على السيد مساعد الرئيس الجديد ونائب رئيس الحزب الحاكم في السودان، وربما كانت تلك الحلقة التي روجت لها قناة الجزيرة طويلا، ربما كانت شهادة ميلاد جديدة لشاب سوداني في محفل العمل الإقليمي والدولي، لأول مرة نشاهد أحمد منصور يتخلف عن ضيفه ويركض محاولا اللحاق به، أذكر أني عقب انتهاء الحلقة مباشرة قد اتصلت بواحد من فريق البرنامج فقال لي سجل عندك، فيندر أن يحرر أحمد منصور شهادة لضيف، فقد قال أحمد منصور أمام تيم البرنامج (إنه لأول مرة في الفترة الأخيرة يحاور كادرا بهذا الحضور والإدراك) !!
* لم يكن الحزب هو المكان المناسب لكادر في مقدرات البروفيسور غندور، فهنالك – على الأقل – الكثيرون يستطيعون إجادة عمليات (العج واللج) الحزبية !! غير أن السودان في المقابل كان يحتاج بأعجل ما تيسر إلى وجه جديد يقدمه إلى الخارج، بعد أن نفدت (نسخ الدبلوماسية الملتحية) في أسواق الإقليم التي مثلها بشرف واقتدار الأستاذ المثابر علي أحمد كرتي، فكان بامتياز طبيب الأسنان البروفيسور إبراهيم أحمد غندور، النقابي الذي عركته سوح وميادين العمل النقابي الإقليمي والعالمي، الذي أنتجته بحر أبيض كما أنتجت السكر والبطولات والتاريخ..
* أستدعي هذه السيرة الناصعة للرجل بين يدي انتصارات ناصعة، تتحقق الآن على الساحة الدولية للسودان على يد دبلوماسيتنا الباهرة، فكان غندور وهو يقبض بكلتا يديه على منصة المنظمة الدولية على حين إلقاء خطاب السودان، كان مثار إعجاب ودهشة واحترام معنى ومبنى، على أن سودان ما بعد أطروحة (عاصفة الحزم) ومنظومة الدول العربية العشرية (غير)!! غير أن الذي تابع فعاليات اللقاءات الجانبية والحراك الكثيف لوزير الخارجية وفريقه في ردهات الأمم المتحدة، يدرك أن ثمة تاريخا جيدا وجديدا لا محالة يكتب لهذا الوطن الكبير و.. و..
* على أن كل هذه المقدمة تصلح ديباجة جيدة لانتزاع الدبلوماسية السودانية اعتراف المجتمع الدولي، بأنها فوق كل فصول التعسف، على أن (الفصل العاشر) على سعته، هو الآخر مجرد محطة في طريق الخروج نهائيا من جور فصولهم الظالمة، إلى سعة العدالة الحقة التي تستقيم فيها المسوغات، وتتساوى فيها الدول وفق القانون والأخلاق!! فسلام لك سيدي في المجتهدين اللاحقين، والحمد لله رب العالمين..


تعليق واحد

  1. يا سللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللام على اسلوبك الراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااقي يا أستاذ ابشر ليت كل الصحفيييييييييييييييييين مثلك جميييييييييييييييييييييييييييييييييييييل والله كلمات تطرب وتدخل القلوب من أوسع الأبواب وفقك الله يا رجل يا راقي يا فاهم