الهندي عز الدين

د. بخيتة أمين.. سيدة عام 2015م


الزمان، (السبت)، الموافق الثالث من سبتمبر 2015م والمكان كلية أم درمان الجامعية لتكنولوجيا الصحافة والطباعة، أول كلية متخصصة من نوعها في السودان في مجالي الصحافة والطباعة تقانة المعلومات وإدارة الأعمال بمقرها بأم درمان حي الروضة – شارع الوادي والساعة تمام التاسعة والنصف صباحاً والمناسبة حفل تخرج أول دفعة للكلية .. نصف الساعة الأولى كانت لاستقبال ضيوف الحفل.. أم ذلك العرس كانت الأخت الفاضلة د. “بخيتة أمين” مؤسسة الكلية.. وبالله خلوني أشكر “بخيتة” وهي حقاً بخيتة ما شاء الله وعيني باردة، فهي زوجة أستاذنا الصديق “إبراهيم دقش” ورفيق دربها وكلاهما ثنائي رائع لامرأة سودانية ورجل سوداني ود بلد أصيل .. أنموذج فريد ونمط من السودانيين المشرفين للوطن .. درسا علوم الإعلام ببريطانيا ونالا الدرجات العليا فيه ولم يبخلا لحظة بعلمهما الغزير والمفيد تدريساً وكتابة وأخذا يبذلانه في منابر ومؤسسات عديدة داخل وخارج الوطن، وهما قمة الرقي والحضارة والغرس السوداني الطيب.. دعوني أنقل لكم صورة ذلك الحفل الذي سعدت بحضوره.. السجاد الأحمر فرشوه عند مدخل الكلية .. المباني ذات لمسات معمارية فنانة.. الأشجار تحف المكان .. صالات المحاضرات ذات مواصفات رائعة تحفز الطلبة على التحصيل والدراسة. ويبدو أن “بخيتة” وقفت على كل صغيرة وكبيرة لأن كليتها كانت حلم صباها الباكر منذ ستينيات القرن الماضي، حينما ذهبت وزوجها إلى انجلترا لتلقي الدراسة بمعهد “نمسون” والحمد لله قد تحقق حلمها وهاهي بالأمس في ذلك الصباح شهدت ثمار غرسها أبناء وبنات ما شاء الله أزاهر نضرة في ميعة الصباح جاءوا وأسرهم يحتفون بتخرجهم في تخصص نادر كنا نستجلب العاملين فيه من خارج الوطن – كما قالها صديقي وزميلي الأستاذ “الهندي عز الدين” رئيس مجلس إدارة صحيفتنا (المجهر)، وهو يخاطب الجمع الغفير الذي أم النهارية الجميلة..وبين هؤلاء الذين تخرجوا كان هنالك تسعة عشر طالباً من الشقيقة شاد خرجتهم الكلية ليكونوا نواة لصناعة الإعلام في ذلك القطر الجار الشقيق. ووعد بطلبة جدد وهذا ما جاء في كلمة ممثل دولة شاد الذي جاء في معية سعادة سفير شاد الذي حضر الاحتفال، أعجبني مثل شادي استشهد به يقول “دي النقعة.. ودي الخيل النجعة” قاصداً أن من تخرجوا من أبنائهم خيول حرة تجري في مضمار الإعلام الرحب.. الإعلامي الشاب المتميز “زهير بانقا” كان رائعاً وهو يقدم الحفل سكب في تداعي شاعري كلماته محيياً الحضور ومقدماً الفقرات .. وفي ناحية من تعريشة باحة الحفل جلس عدد مقدر من الفضليات الموسيقيات كن يعزفن موسيقاهن بين فواصل الحفل، لذا يستحق سلاح الموسيقى الثناء العاطر وهو يتيح الفرصة لحواء السودانية لتلج عالم الموسيقى من أرقى أبوابه .. أرسل للحفل أستاذي “فضل الله محمد” مهنئاً ومعتذراً ومشيداً كما أرسل أيضاً أستاذي “محجوب محمد صالح” برقية مماثلة تلاها “زهير” .. وعروس الحفل “بخيتة” لا تسعها الفرحة وهي تقبل طالباتها وتصافح وتحضن طلابها وغلادة من الدمع النبيل تحيط بعينيها، كذلك مشهد رائع آخر هو منظر أمهات الطلبة وهن يحضن أبناءهن بفرح تغمره الدموع.. والأجمل من كل ذلك أن الدفعة هذه قد تم حجزها قبيل التخرج وهذه ميزة لجدوى وجود مثل هذه الكلية بالسودان .. ليتنا أخذنا درساً من دراسة جدوى هذه الكلية.. صديقي وزميلي الشاعر الروائي القاص الصحفي الممتاز “سعد الدين إبراهيم” وقع بصوته من منصة الحديث هو وصديقي الأستاذ “الهندي” في مداخلات موضوعية تصب في مضمون الاحتفال العظيم .. “سعد” قال: أشفقت على الدكتورة “بخيتة” حينما عزمت على افتتاح هذه الكلية لأنها تدرس تخصصاً كان “سعد” لا يظن إقبال الطلاب عليه وأورد “الهندي”: حسناً فعلت الدكتورة “بخيتة” لأنها وفرت لنا كادراً متخصصاً كنا نستجلبه من الخارج .. وارتجل كعادته أميرنا الأستاذ “عبد الباسط عبد الماجد” خطابه بوصفه رئيس مجلس إدارة الكلية خطاباً ضافياً أشاد فيه بدور المرأة السودانية، عدد من سيداتنا المشرفات اللائي كان لهن القدح المعلى في العمل النهضوي العام بالسودان وكن حضوراً أنيقاً زان الحفل أستاذتي “آمال عباس” والفضلى الوزيرة “سمية أبو كشوة” و”نفيسة أحمد الأمين” والوزيرة “تهاني عبد الله” التي أهدت الكلية طابعة وأجهزة حاسوب و”حاجة كاشف” و”سعاد إبراهيم عيسى” وأخريات، كلهن رقم مقدر في حياتنا العامة.. وتخلل الحفل غناء كورال الكلية الذي يقود العمل فيه الموسيقار “أسامة بكيلو” وغنى وأطرب الحضور الفنان “الجقر” برائعة الراحل الشاعر ابن حي العرب “عبد الله محمد زين” (أنا أم درمان). وبشر صديقي الدبلوماسي “عبادي” وصديقي الأب “فرج فيلوثاوس ووقع صديقي الأستاذ “النجيب قمر الدين” من على مايكرفون الحفل حديثاً طيباً معدداً فيه مزايا وصفات د. “بخيتة” وهو زميل لها عبر سنوات عديدة. وكان حاضراً أخي الفريق أول “بكري حسن صالح” النائب الأول لرئيس الجمهورية بدعمه المادي في نفقات الحفل، كذلك كانت حاضرة شركة أم تي إن بدعمها للحفل وحشد من الإعلاميين من المرئي والمسموع والمكتوب، سجلوا الحفل لينشدوه للناس.. قطعاً هذه المساحة لن تسعفني لأذكر الحضور المتميز لهذا الحفل لكن ب. “شمو” كان سعيداً وإن لم تتح له فرصة الحديث كذلك صديقي الكاتب “إسحق أحمد فضل” وصديقي الفريق “كمال عمر” وصدح ثنائي مدني التوأم غناءً جميلاً في الختام نسيت تبرع أخي وصديقي د. “معتز البرير” وحضوره الأنيق وبحق كان حفلاً رائعاً توج حلما ًغالياً لبخيتة وجاء متزامناً مع نيلها وسام الجمهورية للإنجاز من الطبقة الأولى، واستحقت أميرة الصحافة هذا التكريم وهي بحق سيدة العام 2015م.. مبروك ولك الأمنيات بالعمر المديد ولأستاذي “دقش” الانحناء والإعجاب فقد كان يقف عظيماً وراء وأمام ومن كل ناحية ود. “بخيتة”.