محمد حامد: ادخلت المعوذتين في مقدمة سورة البقرة من الارتباك

صحوت في حالة ضجر واستياء عابر للقارات ! تحسست خطاي للخروج فوقعت تحت وهج شمس حارقة وكانما خط الاستواء صار امتداد لاسلاك الكهرباء العابرة من فوق منزلي ؛

تفقدت بعض الرسائل فوجدت عددا من تلك القصص ذات (المعط) التي تحدثك عن الطبيب الذي عالج كلبا علي قارعة الطريق ثم اعتزل وصار صاحب (طبلية) في السوق العربي؛ تحسست خيارات وجهتي ثم عدلت عن الامر واكتفيت بالجلوس علي تلة (مصطبة) لبناء بالحي قيد التشييد ؛

الطريق يبدو خاليا الا من عبور مركبة تولول لان الماكينة (جاز) ! ضوء الشمس الحارق مع الارض المتربة وبقايا لهب سخونة الطقس جعلت مدي الرؤية مليئا بالخيالات تحسست جيبي فوجدت عشرون جنيها ؛ عشر خضراء وخمس عجغاء بالية وقطع معدنية ؛

احسست بالضيق لان عداد الكهرباء عندي كان يشير الي (6) كيلو واط مما يعني اني ملزم بشراء لرد مسغبة جمرتي الخبيثة وهذا اول الشهر وساكون مطالبا بدفع اتاوة فاتورة المياه ولذا فان هذه العشرون غير مبرئة للذمة ؛ قلت (الله كريم يا زول) تعجبني هذه اليقينة البهية ؛ الله كريم ؛ قلتها وانا اربت علي عشرين هالكة لشخص (مطلوب) بخمسين !

نهضت قائما اعتزم العودة لداخل المنزل ؛ لمحت (سيكا) يقترب هممت بقراءة المعوذتين واي ايات تصرف هذا الشخص عني فاخر ما ارجوه في هذا اليوم الجحيم ان استمع قائما مصلوبا تحت الشمس لهراء الكرة وبعض السياسة وكتل الشائعات التي يبرع الرجل في نثرها والانكي من هذا ولعه بوضع سامعه تحت مقدمة طويلة من اللوم والعتاب (ما جيتنا وما باركت لينا ) ! كان قد اقترب وكنت قد ادخلت المعوذتين في مقدمة سورة البقرة من الارتباك ؛

حينما وصلني القي تحية خاطفة وهو يعبرني فحمدت الله قبل ان انتبه لشجار قد اندلع في مكان حيث يتجه (سيكا) بين سائق ركشة سليط اللسان وسيدة مسنة نقدت الفتي اجرة ضئيلة ليتهمها بانها (جبارة) وانه لن يقبل لتهب السيدة بفاصل ملتاع من الشتائم ادناها ان الفتي (مقطع) وشماسي و(ما عندو رخصة) !

ومثل هذه الاجواء تجذب صاحبي الذي تمنيت الا التقيه فمضي نحو بؤرة المشاجرة التي اتسعت بجمهرة الفضوليين فيما ركلت باب منزلي داخلا لاتوجه نحو عداد الكهرباء وانا اتابع المتبقي من الرصيد واجري عملية حسابية للزمن الافتراضي من ديمومة حياة التيار الكهربائي

الخرطوم: محمد حامد جمعة