حوارات ولقاءات

الألمانية دانا ماريا العائدة من تنظيم داعش في أول حوار لها .. اعتنقت الإسلام فتبرأ مني الأهل وحرموني الميراث


نشرت صحيفة السوداني في وقت سابق قصة معاناة طبيب العلاج الطبيعي أبوبكر بعد التحاق زوجته الألمانية برفقة أبنائها لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ومن ثم إلى تنظيم جبهة النصرة، ليقضي أبوبكر شهوراً طويلة قبل ان يفلح في استعادة أبنائه، ويطمح في استعادة زوجته التي أبدت له ندمها على التحاقها بداعش وجبهة النصرة كنت أتابع مع زوجها موعد وصول الزوجة الألمانية دانا ماريا الى الخرطوم لمحاورتها والتعرف على تفاصيل انضمامها لتنظيم داعش، وما يتعلق بما يدور في الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، كانت الرحلة شاقة ماريا وطفلها ذو الأعوام الثلاثة يعبران برفقة المهربين خارجين من سيطرة داعش وهاربين عبر الحدود، كنت أتابع تفاصيل العملية لحظة بلحظة. كان الزوج أبوبكر رغم الحزن الذي يعتصره واثقاً بأن زوجته ستصل الخرطوم، وقد كان؛ لتصل مطار الخرطوم وتقوم السلطات الأمنية بتوقيفها قيد التحقيق لعدة أيام، قبل أن تطلق سراحها.
قبل أن تتحدث الي ماريا صمتت برهة من الزمن وبصرها متجه ناحية الأرض وكأنها تستأذن نفسها بالحديث قبل أن تقول بصوت حزين وخافت: اسمي دانا ماريا من مواليد شرق برلين، نشأت وترعرعت فيها بين أشقاء بنين وبنات، بعد وفاة والدتي، وتفتحت في أسرة غنية تعيش في رغد ورفاهية لأن والدي كان يملك الأموال في مجال الأعمال (البزنس) وكنا جميعاً نعتنق الديانة المسيحية.
عشت طفولة هانئة وسعيدة وأنا مدللة ومحبوبة الأسرة، أكملت دراستي الجامعية وعملت في مجالي فترة طويلة وحصدت ما حصدت من الأموال وكانت لدي معارف كثر من كل الجنسيات بحكم انفتاحي وعلاقاتي الاجتماعية المتوطدة، معرفتي بزوجي أبوبكر كانت عن طريق صديقة مقربة مني جداً وهي يوغسلافية الجنسية زوجها سوداني من مدينة بورتسودان، وفي ذات مرة طلبت مني ان ازور معها أحد أصدقاء زوجها السوداني الذي كان مريضاً بالمستشفى، بالفعل وافقتها وذهبت معها وكان اللقاء الأول بزوجي أبوبكر، كان بشوشاً وطيباً، رحب بي كثيراً فكررنا الزيارة مرة اخرى وتم التعارف بيننا وكان اللقاء الأول عندما عرض الارتباط بي فوافقت وتعمقت العلاقة بيننا، ثم طلبني بعدها للزواج من أسرتي التي اعترضت في بادئ الأمر لأنه مسلم ولكني تحديتها وبالفعل تزوجنا وقضينا أجمل الفترات، وهو يعاملني بصورة مختلفة فيها الكثير من الأدب والاحترام والتقدير. لفت نظري خشوعه الدائم وبساطته في التعامل والحياة، بعدها بدأت أراقبه في صلاته وقراءته للقرآن، فأحببت ما يقوم به من نقاء روحي فأحس وشعر هو بذلك فبدأ يشرح لي ما هو الاسلام شرحاً دقيقاً ومفصلاً، ثم بعد ذلك بدأ يقدم لي كتباً دينية لعدد من العلماء وقصص الصحابة ودخولهم الإسلام، ثم قدم لي بعدها المصحف الشريف مترجماً وبالفعل بدأت في الاطلاع على الكتب والسيرة النبوية وقراءة القرآن الكريم.
بدأ حبي للإسلام ينمو شيئاً فشيئاً فاقتنعت وأعلنت دخولي الاسلام، وكنت وقتها في قمة فرحي، إلا أن المشكلة الكبرى التي واجهتني هي رفض أسرتي دخولي الإسلام لأن رغبتي وعزيمتي أكبر من كل شئ فتمت محاربتي بعدة طرق وبعد أن فشلت أسرتي في أقناعي، ما كان منها الا أن تبرأت مني وحرمتني من نصيبي من الأموال وأعلنت مقاطعتي نهائياً، كل هذا لم يؤثر في لأن ايماني بالله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم أقوى من كل شئ. فتنازلت عن الاهل والمال من اجل الإسلام فالله هو الغني، بدأت حياتي تسير على ما يرام وبعدها بفترة طلبت من زوجي الذهاب الى السودان والتعرف على أهله، وكانت هي المرة الأولى وبالفعل وصلنا السودان وقابلني أهله بكل كرم وترحاب وقضيت أجمل الأيام بينهم ثم غادرت مرة اخرى لألمانيا قضينا فترة ثم طلبت منه مرة اخرى زيارة السودان وبعد إلحاح شديد مني وافق وبالفعل وصلت الخرطوم وعندها طلبت منه إرسالي الى معاهد دينية من اجل الاستزادة في علوم الفقه والدين وبالفعل ذهبت الى مسجد بلال بحي جبرة جنوب الخرطوم وفيه التقيت بعد من رجال الدين والعلماء من جنسيات مختلفة فاكتسبت المزيد من المعرفة الدينية وبعدها مباشرة ارتديت النقاب وأعلنت عدم مصافحتي للذكور وسط دهشة الجميع، بعدها شددنا الرحال مرة أخرى الى ألمانيا، ومنذ تلك اللحظة بدأت حياتي تتغير شيئاً فشيئاً وأصبحت زاهدة في الحياة ورفضت حتى مشاهدة التلفاز وأشياء أخرى كثيرة كنت مرتبطة بها ارتباطاً وثيقاً، تخليت عنها رغبة مني وبدأت التنقيب أكثر وأكثر في الدين.

صحيفة السوداني


‫2 تعليقات

    1. فعلا تحس أن الموضوع ناقص وهناك معلومات مبتورة كان من الواجب إيراها مثل كيف ومن اقنعها بفكر داعش ؟ وكيف إنضمت لهم ووصلت لمناطقهم؟ كيف كانت حياتها معهم؟ ولماذا وكيف هربت من التنظيم ؟ وغيرها من الأسئلة المكملة للموضوع!!