هيثم كابو

يوم شكرك “ما بجي”!


* كثير من الشخصيات الجديرة بالتوقف عندها تمنعك المناصب التي تشغلها والكراسي التي تجلس عليها من إنصافها حتى لا تفسر الحروف وفق فهم خاطئ ويتم تصنيفها ضمن قائمة النفاق والتقرب لأناس يمسكون بزمام الأمور ومقاليد السلطة مع أن من يستحق الكتابة عنه ينبغي ألا يحرمه الموقع الذي يتبوأه من حق الإنصاف في لحظة هو أحوج فيها للحديث الذي يمثل قوة دفع ووقود حركة ومفتاح بذل وسر نشاط في زمن لفه الجحود والنكران والشعور بعدم التقدير والإحباط..!
* فكرة عدم إنصاف شخص ما لكونه صاحب سلطة أو نفوذ أو رجل أعمال، وانتظار مغيب شمسه وانحسار الأضواء للحديث عنه قد تبدو في شكلها مقبولة من الناحية السايكلوجية للمحيطين بك، وربما ترفع (الممتنع عن قول كلمة الإنصاف ساعتها) الى مراتب التسامي ودرجات النبل، ولكننا إذا نظرنا للفكرة بعمق وعقلانية نجدها تمثل قمة الجحود والإجحاف الذى يصل مرحلة المساءلة الأخلاقية بتهمة الصمت القاتل والصيام عن الحديث في توقيت حساس لإنصاف شخص خرج للعمل العام وخدمة الناس..!!
* كلنا شركاء في هذا الفهم الخاطئ نسبة لطبيعة المجتمع الذى نعيش فيه، وتأثيرات نظراته، وقوة سهام (همهماته)، كما أن تركيبتنا السايكلوجية والعصبية ورغباتنا الداخلية تدفعنا للسعي بشتى الطرق للبعد عن الوقوع في مواضع شبهات (كسير التلج)، ولكن علينا إدراك حقيقة أن إنصافنا لمسؤول ما وهو في قمة عطائه -إن وجد عطاء أصلاً – يمثل واجباً أخلاقياً لا بد من القيام به لمصلحة المجتمع (الذي ينظر إلينا بعيون الشك والريبة) لأن الإنصاف في (الوقت المناسب) ربما يوفر جهد الكتابة لكل الذين ينتظرون مغادرة وزير معين للكرسي حتى يتكرموا بالكتابة عنه في (الوقت المثالي)..!!
* اشكروهم أحياء – إن استحقوا ذلك – واذكروا محاسنهم بعد رحيلهم عن الدنيا، وانصفوهم متى ما قدموا عطاء يستحق التقدير والثناء.
* السؤال المهم حقاً: متى تنتهي مدة صلاحية المثل القائل: (إن شاء الله يوم شكرك ما يجي)؟..أخشى أن تكون الإجابة (بعد فوات الأوان)..!
نفس أخير
ولنردد خلف فاروق جويدة :
مازلتُ أعرف أن الشوق معصيتي..
والعشق والله ذنب لستُ أخفيه..
قلبي الذي لم يزل طفلاً يعاتبني..
كيف انقضى العيد.. وانقضت لياليه..
يا فرحة لم تزل كالطيف تُسكرني..
كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه..
حتى إذا ما انقضى كالعيد سامرنا..
عدنا إلى الحزن يدمينا.. ونُدميه..


تعليق واحد

  1. يا خى انشاءالله تكون عرفت درب المطار وماتشبهت عليك المطارت .