رأي ومقالات

الحاج ود مرزوق.. قصة قصيرة


أطلق ضحكة سجينة فی أغوار نفسه من سنين .. أول مرة اسمعه يقهقه بصوت عالی .. وهو يترنح فی مشيته ، يا ربی الزول ده مالو؟ الحكاية شنو ، الحصل شنو .. اسرعت الخطأ نحوه .. لم أشأ أن أسأله فتلوته حتی ختمته من الامام .. وكانت المفاجأة كبيرة عندما ألقيت نظرة علی وجهه الذی تورد بالدموع .. لم يكن الحاج ود مرزوق ساعتها يضحك .. كان الرجل يبكی بمرارة وبحرقة شديدة .. يتاوه ويتنهد والعبرة تحجب جمال وجهه الناير المستدير .. ولكن ما الذی يا ترى ابكی هذا الرجل الستينی الطاعن فی العمر .. هذا الرجل والذی سيرته بيضاء فی كل مكان وعلى كل لسان …
تركته بعد أن غير اتجاهه ومضی وعدت وانا أشعر بحزن عميق .. الحاج ود مرزوق يبكی ؟ وفی الطريق لمحت النور ود كرار متابطا عكازته وفاسه فاسنوقفته لكي أسأله عن الرجل ولكننی قبل أن أسأله شاف برينسة ود مختار فانطلق صوبها يجری ويقول لی مؤشرا بيده : بجيك بعدين .. حرم بجيك ..
تحيك الطاوية حبالا .. لم يدعنی الفضول أن أذهب الی بيتی فعرجت علی بيت صاحبی المريود .. فلم أجده فی البيت وطوالی قمت حكيت لی مرتو الحصل .. والتی أخذت عيونها تتسع شيئا فشيئا حتی قالت : وحات النبی الراجل ده ما براهو عاد نقول الببكيهو شنو ؟؟؟ الموضوع ده فيهو انة ، مداينة الله فيهو سر .. وعاطت يا حليمة .. حليمة هووووی … القطاعة كان ما جيتی … دقيقتين وحليمة خمت توبا وجانت واستمعت للحكاية مع زيادة أحرف المد والجر … فأخذت تبصبص بشفتيها وتتكلم بصوت خافت .. كلمة اسمعها وكلمة ما اسمعها ومرات تتكلم ليها فی اضانا … وحات الله كان كدی إلا كان البت عايدة البتقرا فی البندر دی جابت ليهم العار … !!!
فتحت فمی غير مصدق … معقول ده السبب عايدة بت مرزوق تجيب العار .. حال السواد والرماد .. لا حولة ولا قوة إلا بالله .. والله الراجل الطيب ده ما بستاهل .. ربنا يكضب الشينة … شعرت بالغثيان وقربت استفرغ من شدة الألم وامسكت فی بطنی من هول المفاجأة … هووووی .. هووووی .. صاحت حليمة فی وجهی مالك معذب روحك فوق كم يا اخوي ؟ هم ما براهم ودوا بناتهم وجدعوهن فی البندر .. هو البكاء تانی بحل ؟؟؟ كر عليها الليلة كر …..
وفجأة يدخل صاحبی المريود ويسمع آخر كلمة من الحوار … ويقول ياناس بكاء شنو الما بحل ده ؟ فتمسك بيده حليمة وتخبره الخبر وهو يستمع ويصغی باهتمام ويضع كلتا يديه علی رأسه متهولا .. مرت لحظات من الصمت وهو يصفق يبديه ويتشهد ويلقی نظرة تارة الی زوجته وتارة الی حليمة ويقول يا ناس خافوا ربكم .. علي الطلاق بت الحاج ود مرزوق أشرف من الشرف … والبكی الحاج ود مرزوق انتوا ما عارفنو .. الراجل كان ناوی الحج والقرعة ما شالتو ومن البارح من الحجاج ما قاموا وهو التقول بنشق .. والله الزول ده يقوفی من حب الرسول زي القمریة .. بسوی فی القوق فوق .. وانتو جايين ليكم خبرا تانی .. !!!
فصاح الجميع : عليهو الصلاة والسلام ..
نستغفر الله العظيم .. يا ربی تغفر لينا .. ودون أن أشعر نزلت دمعة علی خدی وانا اقول استغفر الله .. انشاء الله السنة الجاية كلنا يا ود مرزوق فی الحج .

بقلم: أحمد بطران


‫2 تعليقات

  1. يبدو ان الكاتب متاثر جدا بموسم الهجرة الى الشمال
    ويحاول التقليد

  2. بعد ما ظنيت فى الراجل الشر ناوى الحج نظف قلبك اول شى ما تقول قصة والله وهم