حوارات ولقاءات

عثمان ميرغني : الإنقاذ مسؤولة عن الأزمة لأنها وجدت بعض السوء فجعلته كل السوء.


حمَّل ناشر ورئيس تحرير صحيفة (التيار) عثمان ميرغني، حكومة الإنقاذ مسؤولية تفاقم الأزمة السودانية، مؤكدا أنها اضرت بالخدمة المدنية من خلال انتهاج سياسة التمكين، وقال ميرغني في حواره مع (الصيحة) إن “الإنقاذ مسؤولة عن الأزمة لأنها وجدت بعض السوء فجعلته كل السوء”، مشيرا إلى أن الحزب الذي يسعى لتأسيسه يهدف إلى تذويب التصنيفات السياسية وإلغاء بطاقات الانتماء والأيدولوجيا، وأضاف: “لا أؤمن بتصنيف “الإسلامي” والعلماني وحزبنا يلغي بطاقات الانتماء والأيدولوجيا.
وكشف ميرغني أن بعض قادة المؤتمر الوطني أبدوا الرغبة في الانضمام إلى الحزب الجديد، لافتا إلى أن حزبه سيكون جزءا من المعارضة الدستورية، وشدد على أن حزبهم يهدف إلى التغيير ولن يستعطف النظام لأنه لم يأت للتوسل إليه أو استئذانه، منوها إلى أن السودان ليس في حاجة لحزب يقود الشارع وإنه يحتاج لحزب يضم “رجال دولة” ليكون البديل المناسب، وأضاف: “ليست هنالك معارضة.. والأحزاب الحالية غير قابلة على إدارة الدولة بشكل دستوري”.
“””””””””””””””””””””””””
بدءا لماذا هذا التوقيت في تكوين حزب سياسي؟
الفكرة والتوقيت جاءت عقب كتابات كثيرة وبعد أن أحسست هناك حالة فشل سياسي في منظومة الأحزاب السودانية وهناك حزب غائب.. حزب يتلائم – بالضرورة – مع الحزب الرشيد المعاصر الذي ينطلق من تقديرات وقراءات سليمة للوضع التاريخي الذي يمر به السودان.
لماذا الحزب وهناك عشرات الأحزاب في الساحة السياسية ؟
هناك مقعد شاغر خاصة في ظل افتراضية المواجهة ما بين المعارضة والحكومة، وهي فعل سياسي سيظل موجودا، بجانب الاعتراك بلا معترك، فمثل هذا الحزب الرشيد يمكن أن يحل العديد من أزمات السودان، إذا سمح له أن يمارس التنمية والعمل الديمقراطي والعلاقات الدولية بمنتهى العافية.
وهل الأحزاب الحالية تخلو من رجال دولة؟
السودان ليس في حاجة إلى حزب يقود الشارع ويرفع الشعارات إنما في حاجة إلى إيجاد حزب دولة يستطيع أن يكون هو البديل المناسب…صحيح هناك حزب حاكم ويتحكم في الدولة ولكن ايضا بالمقابل هنالك أحزاب أخرى في أي دولة يمكن أن تحكم في يوم من الأيام. ونحن الآن في حاجة لحزب فيه “رجال دولة” وهي النقطة المحورية التي بنيت عليها فكرة حزبي..
من قبل كانت لديك تجارب سياسية سابقة وباءت بالفشل؟
التجربة لم تكن حزب سياسي، بل كانت “قوى ضغط” وأطلقنا عليها اسم قوى السودان، والهدف الرئيسي منها هو تحريك الملعب السياسي. وقد قامت بدور كبير جدا والأحزاب في وقتها استلمت زمام المبادرة على مستوى بعض الندوات والمسيرات الجماهيرية.
ماهي أوجه الاختلاف ما بين مبادرة “قوى السودان” والحزب الذي تنتوي تأسيسه؟
الاختلاف يكمن في أن تلك الفكرة لم تكن حزبا سياسيا، ووقتها رفضنا فكرة تحويلها إلى حزب سياسي. والمبادرة الأخيرة هي حزب سياسي قائم على تنظيم ونهج ورؤية لحل أزمة البلاد.
تقوم بمبادرات سياسية، فهل أنت صحفي أم سياسي؟
أنا “صحفي” في المقام الأول، ولكن من هو “السياسي” هل هو شخص يتحصل على شهادة من معهد معين حتى يكون سياسيا وحتى يتم الاعتراف به؟! السياسة هي لعبة ومن يقوم بدورها ليس بالضرورة أن يكون طبيبا أو مهندسا، فلماذا يطرح هذا السؤال على الصحفي في حين أن قيادات الدولة منهم من هو طبيب ومهندس وغيره وقناعتي أنه يجب يكون لكل سياسي مهنة أخرى خلال العمل السياسي. لأن فكرة السياسي المتفرغ أسهمت في ما نحن فيه من أزمة.
البعض يقول إن فكرة الحزب هي وسيلة “للتكسب السياسي”؟
هذه اتهامات وهواجس، بل وذهب البعض إلى أبعد من ذلك عندما رموا باتهام حول أن الحزب سيذهب للشراكة مع الحكومة والبحث عن السلطة. وهذا الحزب مازال فكرة معلقة في الهواء لذا يجب أن يحاسب بناءً على مواقفه ونهجه وليس أي شيء غير ذلك.
هناك من يتحدث عن طموح شخصي تسعى لتحقيقه عبر الحزب الجديد؟
ليست لدىَّ طموحات شخصية اسعى لتحقيقها، وأحلامي هي أحلام السودان الكبير.
مقاطعة.. لكن البعض يقول إنك تطمح لتولي رئاسة البلاد عبر الحزب؟
ليست من طموحاتي تولي رئاسة البلاد فهي مسئولية ومن الصعب تحملها، وقدراتي تنحصر فقط في القدرة على تغيير المسرح السياسي.
حسناً، أين وصلت خطوات تأسيس الحزب؟
هناك ترتيبات داخلية وقانونية وقد قطعت شوطا طويلا، والآن نحن في انتظار لحظة ميلاد الحزب.
ما صحة ما يتردد من حديث بأن د. كامل إدريس هو راعي الحزب؟
دكتور كامل إدريس ربما لم يسمع بهذه الفكرة حتى هذه اللحظة، وربما يكون خارج الصورة، ونحن لم نتصل به، والإشارة إليه قد تكون نابعة من أنه يحمل ذات الفكرة. وبكل صراحة من سيكونوا في الحزب هم مفاجأة للمسرح السياسي وعملية صادمة للأحزاب والقوى السياسية.
هل من المتوقع أن يضم حزبكم الجديد كوادر قادمة من تنظيمات الإسلام السياسي أو من الإسلاميين؟
أنا لا اعترف بمُسمى “الإسلامي”، ومن سمات الحزب الجديد إلغاء بطاقات الانتماء والأيدولوجية، التي تفرق ما بين هذا “إسلامي” وذاك “علماني”. والمحك والتحدي العمل وليست البطاقات.
هل تتوقع انضمام بعض منسوبي الحزب الحاكم لمبادرة الحزب الجديد؟
اتوقع ذلك ولِمَ لا؟، فالفكرة جديدة ورنانة. وعدد كبير من منسوبي الأحزاب أبدوا الرغبة في الانضمام للحزب ومنهم من هو في الحزب الحاكم، والأبواب ستظل مفتوحة أمام الجميع.
تراهن على انضمام قيادات الحزب الحكام إليكم، في حين أن المؤتمر الوطني يتحدث عن قاعدة عريضة من العضوية لن تتأثر بأي انشقاق أو انسلاخ؟
الحزب الحاكم ليست لديه أي عضوية حقيقية، وإنما هي مجرد عمليات استرهاب، وهو نوع من أنواع التخويف.
طرحت مبادرة جديدة في الوقت الذي يحتشد فيه المسرح السياسي بعديد المبادرات؟
جميع هذه المباردات تغيب عنها مسألة الرؤية، وغياب القضية المركزية وهي تجتمع في الحديث عن قضايا السودان بصورة تجريدية لا تلامس أرض الواقع السوداني. ونحن في حاجة إلى الاتفاق حول قضية مركزية واحدة تصبح هي مفتاح “الأيقونة” التي تقودنا لحل كافة المبادرات.
عفوا.. ما تطرحه الآن قامت غالبية الأحزاب بطرحه منذ عشرات السنوات؟
الأحزاب تعيش على مفهوم اليوميات والتصريحات الإعلامية المضادة والشعب السوداني يتطلع إلى قضية مركزية.
هل ستكون أنت رئيسا للحزب؟
هذا الأمر غير وارد على الإطلاق، فليست لدىَّ الرغبة بأن اكون رئيسا للحزب فاقصى ما أطمح إليه هو مستشارا إعلاميا.
حزبكم الجديد هل سيكون في كفة المعارضة أم الحكومة؟
طبعا سيكون في المعارضة الدستورية، وهو تنظيم يسير على واقع القانون.
ولكن هناك أحزاب معارضة في الساحة؟
ليست هنالك أحزاب معارضة. وهذه الأحزاب لا تتخذ صفة المعارضة الدستورية فهي غير قابلة إلى أن تتحول إلى إدارة الدولة في أي لحظة بشكل دستوري.
المبادرة وجدت الكثير من النقد والملاحظات؟
صحيح، فالنقد والملاحظة قد استفدت منهما كثيرا، والصواب عملته، والآن أنا في حاجة إلى الخطأ للعمل به.
ممارسة العمل السياسي ألا تتعارض مع مهنة الصحافة؟
من المؤكد أن العمل السياسي لا يتعارض مع العمل الصحفي، فأنا لست متفرغا للسياسة والصحافة هي جزء من السياسة.
كيف تضمن عدم تكرار نماذج الأحزاب الأخرى في التفكير والتخطيط والإدارة والممارسة؟
حزبنا سيقوم على مبدأ الشفافية في كل شيء، واتوقع أن تنهال عليّ التبرعات، والشفافية ستكون مطلقة وعلى عين الجميع، فالكثير دفع بسؤال هل تتوقع أن يتعرض الحزب لإختراق أمني فكنت اقول لهم لا يحتاج الأمن إلى ذلك لأن الحزب شفاف زجاجي مكشوف.
ماهي أبرز الشخصيات القومية المتوقع انضمامها للحزب؟
هي شخصية قومية محترمة يحترمها الشارع السوداني، وليست لديها أي شبهة، ولديها القدرة على إدارة الدولة، ولديها إمكانيات في تقديم حزب راشد حصيف.
تبدو طموحا جدا، مع أن الحديث يظل سهلا والتنفيذ صعبا، وهذا ربما يضعك في دائرة المحاسبة المبكرة؟
أنا اتفق معك في هذا الحديث، ولكن المحاسبة يجب أن تكون بناءً على العمل على أرض الواقع من حيث تغيير ماهو موجود. ونحن ننظر مخرجات الحوار الوطني ولا حتى أحلام وردية فالواقع سيء جدا.
ماذا تقصد بعبارة لن ننتظر مخرجات الحوار الوطني؟
مخرجات الحوار الوطني هي جزء من المشروع السياسي الذي تسير فيه الدولة، ونحن في حزب يصحح الأوضاع ويعمل على مناظرة المؤتمر الوطني الحزب الحاكم من اجل أن يكون بمثابة قوة دفع جديدة للساحة وهو الشئ الغائب.
الكلمة في السودان للأحزاب السياسية التي تقوم على الأيدولوجيا والطائفة، وهذا يُضعف حظوظ حزبكم؟
هناك بطاقات ملونة، وليس هناك حزب حصيف قائم على فكرة ذكية وهو ما سنعكف على تنفيذه من خلال هذا الحزب .
ماذا عن الشخصيات التي قمت بالاتصال بها وابدت الموافقة للانضمام للحزب؟
هناك عدد كبير من الشخصيات التي قامت بالاتصال بشخصي وهو ما جعلني في حالة من الدهشة جراء هذه الاتصالات التي لم تكن في الحسبان قط، وهناك أسماء محترمة كثيرة هي جزء من الحزب.
هل تتوقع انضمام قيادات من الحركات المسلحة للحزب؟
إن فعلوا سيكون ذلك أمر جيد، لأنه حزب قائم على دستورية ودولة القانون، ولكن حتى الآن لم تصلني أي مبادرات من قبل الحركات المسلحة واتمنى أن ينضم منهم للحزب.
هل سيخوض حزبكم الانتخابات المقبلة؟
في تقديري يجب أن تكون هناك انتخابات مبكرة، فالسودان يعيش وضعا مأزوما بإعادة هيكلة الدولة السودانية.
تتحدث بثقة تجعلك كمن ينوي إلغاء الآخر من خلال إنشاء هذا الحزب؟
الحزب يحمل الرقم “90” من الأحزاب المسجلة، أي أنه لا ينوي إقصاء الآخر والتخلص منه بأي حال من الأحوال، والفرق يظل في طريقة اللعبة السياسية فالسودان يقوم الآن على أسلوب متخلف جدا. ومفاهيم الحزب الجديد ستجد الاحترام واتوقع أن يتم تقليد الأمر بواسطة الكثيرين.
هل مازلت تميل إلى الفكرة والنهج الإسلامي، وهل سينطلق الحزب من ذات المرجعيات؟
أنا ضد فكرة التصنيف ما بين إسلامي وعلماني، وضد الحديث عن المواجهة مع العلماني وهذه فكرة غلط ووهم في عقول الناس، فالإسلاميون أنفسهم تخلوا عن هذا التفكير واتجهوا نحو المفردات في كل من تونس، تركيا. والوهم هذا يظل غفلة عند البعض ويُتخذ للتربح والتكسب لدى فئة أخرى. لذا فإن المتوقع بطرحنا الجديد الاتجاه نحو الاستقامة. وهناك من القوانين تحارب هذا التطرف والفكر العقائدي لن يتسطيع تلوين عقول البشر.
أشرت إلى ضرورة إجراء انتخابات مبكرة فهل هناك جداول محددة لهذا المقترح؟
في فترة لا تتجاوز عامين من الآن فالدولة تعاني من أزمة في الهيكلة وبنية تحتية، فالقضية لم تتضح أن يبقى الحزب الحاكم أم يذهب.
الأزمة السودانية في تفاقم مستمر فمن برأيك يتحمل مسئولية كل هذا؟
احمله للإنقاذ التي وجدت بعض السوء فجعلته كل السوء، في كثير من المناحي. وصحيح هناك الكثير من القضايا التي بدأت منذ الاستقلال ولكن تضخمت مع الإنقاذ على سبيل المثال “سياسات التمكين” التي شردت آلاف من الأشخاص، وصحيح أنها بدأت منذ وقت مبكر بحلول الستينيات وامتدت من بعدها إلى عهد الرئيس نميري ومن ثم الإنقاذ ولكن يجب معالجة الأمر من حيث هيكله الدولة.
من المؤكد طرحك هذا لن يجد القبول لدى أصحاب السلطة؟
نحن لم نأت من اجل التشفع والاستعطاف إليهم وطلب خاطرهم ولن نستأذنهم والتوسل إليهم ونريد تغيير أنفسنا.
ماذا تقصد بعبارة عدم الاستئذان من أحد؟
البقاء “للأصلح” وكل من قدم فكرة صالحة تجدها تنمو في المستقبل، ووقتها سأعمل وسط الجماهير ومن أجل كسبهم في العلن ولن اتجه للسر.
هل أنت على استعداد لتقديم التنازلات؟
التنازلات في ماذا؟ فأنا لا أمتلك شيئا حتى اتنازل من أجله.
هل تتحسب لأي اعتداء محتمل بسبب مواقفك السياسية؟
هل هناك اعتداء أكثر من مما فُعل “بإغلاق” صحيفة “التيار” لعامين؟، وهل هناك أكثر من الاعتداء عليّ من قبل 20 شخصا مسلحا؟ وهل هناك عنف مسلح إضافي؟. لكن مع ذلك فأنا اتوقع كل شيء وأعلى من ذلك. ولكن من يمتلك فكرة فعليه التوكل على الله واثق فيه أولا ومن ثم في نفسي.

الصيحة


تعليق واحد

  1. انت مرتزق الصحافة السودانية
    وتمارس الاثارة لبيع صحيفتك