حيدر المكاشفي

الحوار الوطني ما بعرفو.. علا بوريك طه دا منو


زميلنا اللطيف الظريف عبد العظيم صالح؛ رئيس تحرير الغراء (آخر لحظة)، عرض أمس وبطريقته الألطف والأظرف في تناول القضايا (المعسمة) لافتقاد كياناتنا السياسية – على إطلاقها – لثقافة الحوار للحد الذي جعل منه مشكلة عويصة عصية الحل، وهو الذي يراد به التوسل والتوصل الى الحل، وبعد أن أحصى لنا كمية مهولة من (المشاكل الحوارية) داخل الكيان الواحد أو بين الكيانات المختلفة أو المنشقة أو المؤتلفة أو المؤلفة قلوبها، عرض لنا مشكلته (الحوارية) الشخصية مع أحد (الأزوال) متوعداً بأنه (سيديهو لينا كف ويلحقو أمات طه)، قبل أن يختتم عرضه متسائلاً بغير براءة وفي صيغة استنكارية (انتو طه ده منو.. والحوار الوطني دا شنو).. وقد وجدت في كلمة الزميل اللطيفة المعبرة ما يعبر عن نفسي، فأنا مثله يحيرني أمر هذا الحوار الوطني الذي لم أعرف له حتى الآن كنهاً ولا ذاتاً ولا وصفاً ولا رسماً ولا صرفاً ولا عدلاً، كما ذكرتني مشكلته الحوارية مع أحد الأشخاص والتي قرر أن يحسمها بأن (يديهو كف)، بحكاية ثالث أكبر ثلاثة رؤوس عندما ضاق ذرعاً بمطالبات المعارضة بتهيئة أجواء الحوار قبل الدعوة إليه، وكان ذلك قبل خطاب الوثبة وحوارها المزمع، فأعتبر ذلك الرأس مطالبات المعارضة بأنها محض (محركة ولكلكة) وقال بغضب (خلاص نحل الأمور كلها بالرجالة)، وكما حذرنا ذلك الرأس حينها بأن حكاية الحل بالرجالة ستكون إضافة للأزمات والمشكلات وليست حلاً لها، بأي حال من الأحوال، فإن لك علينا أن نحذرك من حكاية (الكف) حتى لا تتجرجر بسببها في المحاكم وربما تلقي بك في غيابة السجن فتقعد داخله ملوماً محسورا.
أما (طه) الذي سألت عمن يكون رغم تيقني بمعرفتك لحكايته وأصله وفصله، وهو بالقطع ليس طه الذي يشير اليه الصحافيون اختصاراً بــ(وقال طه وأضاف طه)، فلا بأس من تلخيص غير مخل لحكايته لمصلحة من لا يعرفونها، وتقول الحكاية (الأسطورة الشعبية) إن طه هذا كان يافعاً توفيت والدته وكان له خالات أربع وكن يحببنه حباً شديداً، فاحتضنّه ورعنّه وعاش في كنفهن عزيزاً مدللا، الى أن جاء ذاك اليوم الذي خرج فيه طه ولم يعد، وأدخل غيابه خالاته في رعب شديد وطفقن يبحثن عنه وتوزعن على الاتجاهات الأربعة حيث ذهبت كل خالة في اتجاه، ومن يومها في ذلك الزمن السحيق والى لحظة كتابة هذا العمود نهار أمس لم يعدن ولم يعثر لهن على أثر، وعلى أثر ذلك أضحى السودانيون يقولون عن الشيء الذي يضيع بلا أمل في العثور عليه أو الشخص الذي يخرج بلا عودة مأمولة (لحق أمات طه) وفي رواية (لحق الزينين) وهذه حكاية أخرى.