صلاح حبيب

ثلاثة طرق تحصد أرواح المواطنين يومياً..!!


ثلاثة شوارع ظلت تحصد أرواح المواطنين إن لم يكن يومياً، فعلى الأقل ثلاث مرات في الأسبوع، فشارع (مدني- الخرطوم) أصبح من الطرق المميتة في حوادثه حتى أطلق عليه “شارع الموت”، وقد تكررت الحوادث فيه منذ الحكم المايوي، وظلت تزداد فيه يوماً بعد يوم.. ورغم ضحايا الشارع لم تتحرك الدولة لوقف نزيف الدم بسبب إهمال السائقين مستخدمي السرعة القاتلة والتخطي العشوائي واللامبالاة من جانبهم.
أما الشارع الثاني فهو شارع (النيل الأبيض) الذي لا يقل خطورة عن شارع (مدني) في حصد أرواح المواطنين خاصة في المناطق الواقعة ما بين الدويم ونعيمة، فقد ظلت الحوادث فيه مستمرة حتى ظن البعض أن الشارع مسكون بالجن، وقد راح ضحيته من المسؤولين الدكتور “عمر نور الدائم” الأمين العام لحزب الأمة القومي السابق والمقرئ “عبد الله اسحق” و”الفاضل الهادي المهدي”، ونجا من الموت بنفس الشارع السيد “عبد المحمود الحاج صالح” وزير العدل في الديمقراطية الثالثة، بجانب العديد من المواطنين الذين حصدتهم القيادة العشوائية.. والطريق لم يجد مسؤولاً يقف على أسباب الحوادث المتكررة فيه، وما لم توضع خطة لمعالجة أخطاء السائقين تستظل الحوادث مستمرة وستظل الوفيات كذلك مستمرة.
والطريق الثالث طريق (التحدي) الذي رغم حداثته حصد أرواح العديد من المسؤولين منهم “مجذوب الخليفة” والي ولاية الخرطوم الأسبق والعشرات من المسؤولين وآلاف المواطنين.
إن روح الإنسان في السودان أرخص من أرواح الحيوانات التي تدهسها المركبات إن كانت في مثل هذه الطرق أو الطرق الداخلية.
لا ندري كيف تنظر الدولة إلى قيمة حياة الإنسان الذي يموت يومياً بحوادث الطريق ولم تكلف مختصين لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذه الحوادث أو الجن الذي يسكنها.. فصمتها هذا دليل على أن الإنسان لا يساوي عندها شيئاً.
أذكر في أحد شوارع لندن سقطت امرأة في الشارع العام وهو طريق مواصلات داخلي.. لقد تعطلت حركة المرور تماماً ووقفت المركبات حتى العجلات وقفت تماماً ولم (يخرم) صاحبها ليمر من الجانب الآخر بل التزم تماماً مثله ومثل المركبات الأخرى.. السيدة لم تصدمها سيارة ولا “ركشة” ولا عربة “كارو” ولا “عجلة”، لكنها وقعت من تلقاء نفسها، والكل انتظر حتى نهضت واطمأن الجميع على صحتها ومن ثم استأنفت المركبات سيرها، علماً بأن المركبات العامة تسير في الطرقات بالثانية.. هذا مشهد لدولة لا تؤمن بالإسلام الذي كرم الإنسان، بينما نحن- وديننا الإسلام- لا نحترم هذا الإنسان الذي كرمه المولى عز وجل، تدهسه السيارة ويهرب صاحبها ويختفي عن الأنظار.. فهل تستطيع الدولة وضع حد لحوادث المرور بالطرق الثلاثة؟؟ نأمل ذلك!!