صلاح احمد عبد الله

مواسير .. كروية !؟!


* عندما يعم الخراب السياسي.. والاقتصادي.. والاجتماعي.. ويشتعل أواره نجد أن شتى مناحي الحياة الأخرى يعمها هذا الخراب.. التعليم والصحة.. والثقافة والفنون والأداب.. ولكنه يكون أوضح في عالم الرياضة.. خاصة كرة القدم.. اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم.. لا أريد أن أبكي على اللبن المسكوب.. وأقول زمان كنا.. وفعلنا.. ولكن نريد أن نسمو بأنفسنا وننتشلها من هذا المستنقع الآسن الذي سقطت فيه.. اتحاد.. وأندية.. ثم دولة تنظر لهذا الضرب من الرياضة نظرة (دونية).. كما وصفها أحدهم في سنوات التيه والضلال الأولى.. بأنها عبث ولهو..!! ونتمنى ألا تكون هذه النظرة مستمرة.. حتى لو غيرها الواقع الذي يعيشه حديثاً.. في دنيا المال والأعمال.. والإعلام.. والتجارة..؟!!
* منذ سنوات طويلة.. يتزعم (اللعبة) ناديان فقط.. يتبادلانها كإرث بعيداً عن منظومة الأندية الأخرى.. داخلياً وخارجياً.. (هلال مريخ).. ويتزعم الناديان (بعض) رجال الأعمال.. من الذين (نبتوا) فجأة على أرضنا البكر.. كما ينبت حشيش ما بعد المطر.. جمال منظره قد يغري الناظرين.. ولكنه سرعان ما تذروه الرياح.. ورياحهم دائماً.. هي سوء التخطيط.. وسوء الإدارة.. والسوء الكامل للفهم الكروي السليم..!؟!
* هم يظنون بكل أسف.. أن المال يصنع نجماً.. متناسين أن النجم هو من يصنع النجاح له ولغيره.. بعيداً عن دنيا المال.. وبالعلم تتقدم الحياة وتكشف عن مكنوناتها وخباياها وأسرارها.. لا بالمال فقط.. لأن (اللص) بالمال لا يستطيع أن يحقق النجاح ولكنه يستطيع أن يحقق رغبات نفسه.. الدفينة والدنيئة؟!!
* النجاح السياسي.. والاجتماعي.. والاقتصادي.. يولد كما ذكرنا نجاحات شتى لشعب يكون معافى.. صحة وتعليماً.. وثقافة ورياضة.. فكيف يكون النجاح في بلد كبلادنا هذه.. يقولون إنها محاصرة اقتصادياً.. محاصرة بفعل من؟.. وما هي الأسباب.. ومن المتسبب؟.. وهل نحن أكثر أمم الأرض تديناً حتى يحاربنا الجميع.. وهل الدين بكل سماحته وعذوبته دخل الى بلادنا فقط في ذلك اليوم وذلك الشهر.. وفي تلك السنة..؟!!
* كان اقتصادنا قوياً.. وكنا ملء السمع والبصر والدنيا كلها.. وحققنا الكثير من النجاحات.. وكرة القدم كانت إحدى نجاحاتنا الكبرى.. هزمنا أفريقيا كلها ذات مرة.. وطرقنا أبواب غرب وشرق أوربا أكثر من مرة.. كانت الإدارات ناجحة وفاهمة لما تقوم به من أدوار.. وكانوا علماء حتى على مستوى مكاسبهم اليومية.. وبذلك وصلت سمعتنا الكروية الى البرازيل.. معقل المتعة الكروية.. والأداء الرفيع..!!
* وعرفوا في لندن.. وريودي جانيرو.. من هو نصر الدين جكسا..؟!!
* كرة القدم.. لن يقودها في بلادنا.. التجار والسماسرة.. ورجال أعمال باحثين عن طريقها الولوج إلى عوالم النجومية.. نبتوا فجأة.. بعضهم من دنيا السياسة.. وبعضهم من دنيا المال.. مال تجمع من دنيا (العدم).. والواسطات.. والاحتماء بالسلطات وهي أموال لها (رائحة) يعرفها كثيرون.. ولذلك لن تقدم مستوىً.. ولن تبتكر إبداعاً ولن تحقق إنجازاً.. لأن الكثيرين من (لعيبة) الفاقد التربوي.. (والمواسير) الأجانب.. وبعض المدربين الأجانب.. الذين يظنوننا من (الرجال البلهاء) ويخدعوننا باللغة والعربي المكسر.. واللون الأبيض الذي ما يزال يمثل فهماً (ساقطاً) عند البعض.. الجميع ينظرون الى جيوب الإداريين المنتفخة.. من (تجارة) الله بها عليم.. والطامة الكبرى أن بعض (مواسيرهم) نالت الجنسية السودانية.. وكأنهم علماء أبحاث وأصحاب فكر وعلم.. في بلاد حتى أهلها.. ضاقت عليهم الأرض بما رحبت من أفعال السياسيين الكريهة..
* لن نتكلم عن فشل إدارة الاتحاد العام لكرة القدم.. في شلة الأصدقاء.. الذين بعضهم يدينون بالولاء للناديين الكبيرين من الذين قدموا أيضاً بحثاً عن الشهرة والأضواء التي أصبحت في بلادنا مرتعاً لكل من (هب ودب) كما يقول المثل واغتنى القليل من المال.. ولكنهم أيضاً يفتقرون الى الفكر الكروي السليم.. وفن الإدارة والتي بسببها خسرنا نقاطاً ثمينة لبعض المباريات.. ولكن بساط الريح وركوبه والتجوال في أركان الدنيا الأربعة.. أصبح للبعض هو الأهم.. والملاذ.. والمرتجى.. ولتذهب سمعة البلاد الى قيعان البحار والمحيطات..؟!!
* خرج الهلال.. وخرج المريخ.. من المنافسة الأفريقية.. وخرجت سمعة البلاد الكروية.. وفشل التجار والسماسرة.. وبغاث (الطير) من رجال الأعمال..؟!
* وتفشت (القبلية) الكروية.. ما أنتنها وأفشلها.. بجانب القبلية السياسية..؟!
* والله يستر..!؟!


تعليق واحد

  1. اسالك هل حقق اى مجال اخر ما حققه الهلال والمريخ حتى فى العهود التى ذكرتها هل حقق فريق كاس افريقيا وهل حققنا انجازا كرويا مثل الدول الاخرى