جمال علي حسن

بعد أن دخل حسن إسماعيل في (المود)


الوزير حسن إسماعيل، وزير الحكم المحلي بولاية الخرطوم (يرسو على بر) منصبه بوضوح، ولا يحاول الدخول في مغالطة مع نفسه بين (حسن) الأمس و(حسن) اليوم، أو يخاطر بمحاولة اختيار موقف (الحكومعارضة) .
الوزير حسن إسماعيل (يسلك) بالكامل مع مزاج وأبهة السلطة ولديه تقريباً أخبار يومية أو شبه يومية تبثها وتنشرها دائرته الإعلامية تحمل تصريحاته وأفكاره ومشروعاته ولقاءاته ..
وزير (زيو زي) بقية الوزراء متصالح مع السياسات والتوجهات الرسمية، يتحدث بنفس مفردات القاموس السائد قاموس (توازن، موجهات، تنسيق، طفرة، تنزيل، تمكين) وغيرها من هذه الكلمات التي تعج بها أخباره (بسم الله ما شا الله) .
تذكرت حالة الوزير حسن إسماعيل، وأنا أتداخل بالنقاش مع بعض الإخوة في إحدى مجموعات الوات ساب أمس وكان الموضوع حول الفرق بين.. التنوير والثورة، وبين الغضب والتعقل، وبين الإصلاح والتغيير ..
الأستاذ حسن إسماعيل ليس هو السياسي الأول أو الحالة الوحيدة لكادر معارض انتقل انتقالاً حرجاً بين موقف المعارضة الكاملة للحكومة ولمن له ذرة تعاطف مع الحكومة وموقف التأييد الكامل والتبني لموقفها ومنهجها ولغتها وبرامجها أي الحكومة .
الانتقال عادة عند ساستنا لا يتم على مراحل موضوعية بل يتحول الشخص بين عشية وضحاها من أقصى يسار المعارضة إلى أقصى يمين الحكومة دون أن يصاب حتى بحالة زكام نتيجة تغيير الجو .
وكأن هناك جنا يتلبس السياسيين السودانيين ثم عند طرد هذا الجن تتغير شخصية صاحبه في كل شيء حتى صوته يختلف.. وهذه الحالة الغريبة تحدث بنفس المستوى والدرجة في مواقف الحكوميين الذين يحردون أو ينقسمون عن الحكومة وحزبها الحاكم .
ينتقل الشخص منهم مباشرة الى الحالة الأخرى بقاموسها ومفرداتها ومزاجها وشعاراتها وأدبياتها بالكامل.. لا تجد محطة فاصلة أو مرحلة تهيئة وانتقالا بين الموقفين .
وكل هذا ليس هو المهم.. المهم أن المعارضين الذين يأتون الى الحكومة ويتقلدون مناصب في السلطة لا تجدهم يتمسكون حتى بتلك الأفكار الجيدة والنيرة التي كانوا يطرحونها حين كانوا في المعارضة.. لا تجد اختلافاً في الخامة السلوكية والأخلاقية تميز بين إسلامي وحزب أمة أو شيوعي.. الخامة واحدة وقد أمعنت التركيز والرصد والملاحظة لهذه الحالة حتى أعرف الفرق بين خامة عبد الباسط سبدرات كشيوعي متأسلم والطيب مصطفى أو دكتور غازي كإسلاميين زعلانين من الحكومة بدرجة من الدرجات وبين أمثال حسن إسماعيل وجعفر الميرغني وعبد الرحمن الصادق وأحمد بلال عثمان وتابيتا بطرس وادريس أبو قردة وغيرهم .
لا يوجد شيء اسمه خامة (كيزاني) وخامة (شيوعي) .
لا يوجد نمط أخلاقي خاص مرتبط بأية جماعة سياسية أو فكرية دون الأخريات ولا تربية فكرية وسياسية متمكنة في عمق الشخصية.. ولا يوجد معنى مفهوم بالنسبة إلى الآن لمصطلحات مثل (الطغمة الحاكمة، عصابة الإسلاميين) مع واقع التحول المتوقع والسهل لأي كادر سياسي من أي موقف إلى الموقف المناقض له فكرياً وسياسياً في لمح البصر .

شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.


تعليق واحد

  1. المشكله هى انه كل الهلمانه التى يفتعلها المعارضون للحكومه ليست من اجل اصلاح الحال او من المواطن الذى يتحدثون باسمه ولكن من اجل المصلحه الزاتيه من شهره وجنى لمال المواطن الذى يدعون انهم يدافعون عنه