سعد الدين إبراهيم

هذا سقفنا


خرج فريق الهلال والمريخ من دوري الأبطال خروجاً محيراً.. وقضوا على حلم جماهير وفية .. محبة وعاشقة كنا نريد أن نكون الأوائل ولو في الرياضة .. ليس في كل ضروب الرياضة فقط في كرة القدم .. ولكن .. لماذا لا نفكر في أن نكون الأوائل.. لماذا سقفنا يتجمد عند الثالث والرابع.. كأننا نرتدي دائماً عباءة التواضع غير الرشيدة.. هذا سقفنا .. أن لا نصل نهاية السباق بذات الدأب .. نخاف من الأول ..رغم إعجابنا بصنع المبالغة.. فكل ما ننجزه هو الأحسن في أفريقيا.. وقد نتنبر أكثر ونسميه الأحسن في العالم.. لماذا نطبق على أنفسنا الأمثال الخائبة.. حشاش بي دقينتو .. أقرع ونزهي.. اتلم المتعوس على خائب الرجاء .. العرجاء لمراحه ليس في الإمكان أحسن مما كان .. ومع هذا .. أخذنا كعادتنا نشمت على بعضنا.. نقلل من شأن بعضنا نفرح لهزائم ندنا فنقف نردد مع “أمل دنقل” في نقد ذاتي مرير:
قلت لكم مراراً ..إن الطوابير التي تمر في استعراض عيد الفطر والجلاء
فتهتف النساء في النوافذ انبهارا
لا تصنع انتصارا
هذا سقفنا لا نتعداه ليس في كرة القدم في كل شيء في السياسة والفن والمجتمع .. في السياسة بدأ حلم الإنقاذ بعبارات بسيطة ممكنة التحقيق بأن نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع دعك من بقية الحلم المكابر أن نسود العالم أجمع ومضينا نتراجع فلا أكلنا من زرعنا وانهارت مصانعنا .. في الفن أصبحنا نردد الأغاني القديمة ولا نصنع أغنيات جديدة ترقى إلى المستوى وأخذنا ندافع عن الفكرة بضراوة دعوا المغنين الجدد يعيدون القديم ويكررونه.. فأصبحنا نتمتع بالذكريات وننتج آلاف الحناجر التي كالببغاوات تردد القديم دون أدنى خجل أو إحساس إننا ندور في محلنا.. لا نتقدم وقد نتراجع بالسقوط من (دوشة) الدوران.. تراجعت كل ملامح المجتمع الايجابية وأصبحنا نكرس للفساد .. ونقبل بالدنية .. تتراجع مدارسنا وجامعاتنا .. تتراجع مهارة الأطباء والمهندسين والمعلمين .. ونحن نقبل بالوضع.. سقفنا أن لا نكون الأوائل.. دخلنا عالم التقنية.. وكل بيت فيه أكثر من حاسوب ثابت ومحمول وعدد من الهواتف الذكية لكننا لا نستخدمها إلا في تافه الأمور أو في جلد بعضنا وننشر الفضائح أو اللهو العبيط ونكون قروبات النقة والكلام (اللابودي ولا بجيب) يؤسفني جداً كراهيتنا أن نكون الأوائل.. وأن يكون سقفنا هو هذا.. بعيداً عن المقدمة بقدر الإمكان.. شكراً هلال الملايين ومريخ الصفوة فقد ألجمتم أحلامنا وجعلتمونا نعرف حجمنا الحقيقي.. عفواً صديقي جمال الوالي.. فقد حلمت حلماً مشروعاً ودعمته بأعصابك وقلبك ولكن صحوت مفطراً على بصلة .. أما سيدي الكاردينال فقد غردت داخل السرب تماماً ولم تفعل سوى الصراخ والعنتريات وبيع الوهم فأنت أيضاً سقفنا.. والله يولي من يصلح!


تعليق واحد