هيثم كابو

أزمة (الشغالات) ومنع سفر الخادمات


* الكتابة الصحافية الراتبة تتطلب التعليق الآني على القضايا؛ فالقارئ الذي يتابع بنهم شديد ما يدور حوله من أحداث لن يقبل منك أن تخرج له (اليوم) للحديث في قصية أُثيرت (أمس) إن لم يطالبك بقراءة (المستقبل) وتوقع الأحداث قبل وقوعها، فالاستعجال بات سمة اليوم بدليل أن (نجوم الغد) تتطاولوا في (العدادات) اليوم و(ركّبوا مكنة نجوم الليلة) رافضين انتظار شروق شمس الغد..!
* قلت ذلك لأنني وددت التعليق على قضية (الخادمات السودانيات بالخليج) وما تعرضن له رغم أن الأيام تجاوزتها (نسياناً) لا (معالجة)؛ وقد قصدت هذا التأخير لأنني لاحظت أن معظم ما قيل من آراء وقتها كان (عاطفياً) لا (موضوعياً) وخاطب مشاعر الناس وسودانيتهم وحرّك نخوتهم بشكل غير معقول متجاوزاً مخاطبة العقول!
* أسئلة عدة كانت تدور بذهني والصحف تضج بأحاديث التحرش بالخادمات السودانيات يأتي على صدر قائمتها: هل هذه (الشفقة السودانية) كان سببها الحقيقي أن نظرتنا للخادمات أنهن الأقرب لتقديم تنازلات أو الأسرع في القبول متى ما أجبرن على ذلك وفق البيئة اللائي يعملن فيها أم أننا على قناعة راسخة بأن كل خادمة بالضرورة تقبل أن يتم التحرش بها؟ وهل الهدف من ثورتنا الأخيرة حمايتهن من النظرة الخليجية أم القناعة بأنهن أقرب للاستجابة؟
* معظم السكرتيرات يتعرضن لأضعاف ما تتعرض له خادمات المنازل (على الأقل الخادمة محمية بوجود ست البيت في كثير من الأحيان)، ولم نسمع بأحد رفض فكرة عمل السودانية كسكرتيرة داخل أو خارج البلاد.
* كل من تابع القضية بأبعادها المختلفة يلحظ أن الرفض لطبيعة المهنة (سودانية ما مفروض تشتغل برا خدامة)، لا للمخاطر المحدقة بها، وهذا ظهر من الخطاب الرسمي داخلياً وخارجياً وبيان السفارة السودانية بالرياض ومن خلال التناول الإعلامي ناسين أن (الحرة – إن كانت خادمة أو طبيبة – تجوع ولا تأكل بثديها).
* بنظرة موضوعية لقصة التحرش يجب أن نقر بأن الخادمة دائماً يديها معطونتان في الزيوت وبقايا الأطعمة المتناثرة على الأطباق؛ ونادراً ما تصبح هدفاً للمتحرشين، بينما في مهن نصنفها (كاملة الاحترام) يصافحك عطر الأنثى قبل أن تمد يدها؛ ولا أحد يتحدث عن التحرش الذي قد يبدأ من طريقة السلام..!
* الحديث عن عدم تقاضي معظم الخادمات لرواتبهن يجعل القضية (قضية ضياع حقوق) ولذا يجب ألا نربطها بالشرف، فربما بين هؤلاء الخادمات نساء عفيفات حزمن حقائبهن من أجل تربية أبنائهن لظروف مختلفة خاصة وأن التناول لم يراع أسر الخادمات وصورّهن للأسف وكأنهن خرجن للدعارة..!
* قناعتي أن الأولى بالمحاربة (الدعارة السودانية المنظمة) بالخليج ومصر، ولا أظن أن من تقبل العمل كخادمة وتسافر لدولة كالسعودية يكون لديها هدف غير الذي ذهبت إليه، وهذا لا ينفي أنها قد تتعرض للتحرش مثلما يحدث للمحامية والإعلامية والطبيبة والبائعات في المحلات التجارية..!
* سؤال موضوعي أخير:
طالما أن السودانيات يرغبن في العمل كخادمات فلماذا لا (نسودن المهنة) ونوقف مد الحبشيات؟، فبنات البلد أولى بالعمل والمعروف خاصة أننا في السودان نعاني هذه الأيام شحاً في الخادمات ولا زلنا نعيش (أزمة شغالات)..!
نفس أخير
* مطاردة للبائعات في الأسواق، ومحاربة للخادمات في الأرزاق..!


‫2 تعليقات

  1. احسن ليك تكتب في حاجات زي دي بدل تكتب خرابيطك بتاعت الرياضة

  2. خلاص فكيت خبر الرقاصات والمشاطات ومسكت خبر الشغالات بعد ناس ساماتا ماشبعوك عبرات انت وناس ابوخيبه وسلك العريان ومزمز ومهندس الجقور ومعاط السلوك … دى وكان معاكم بودى قارد لو كنتو لحالكم كان ايه بيحصل قال ريحة المطار قال