أم وضاح

مافي أجمل من كده!!


بعد أن رفعت عينيها عن جهاز الـ(آي. باد) خاصتي قالت لي صغيرتي “وهج” ذات الأحد عشر عاماً، ويبدو أنها قد تسللت إلى صفحتي على “فيسبوك” وطالعت خبراً لفت نظرها، قالت لي: إنت يا ماما ليك كم سنة متزوجين إنت وبابا؟؟ ولأن الجيل ده ممكن (يردمك) بسؤال يصيبك بسببه (أبو الشهيق) أجبتها بسؤال آخر وقلت لها: ليه؟ فقالت لي: لأنه قريت أنه “أوباما” الرئيس الأمريكي احتفل مع زوجته بعيد زواجهم الثلاثة وعشرين، وكمان كتب ليها إهداء على “تويتر”.. بالمناسبة دي إنتو ليه ما بتحتفلوا بعيد زواجكم؟ ما فرحانين بيه وللا شنو؟ وبأمانة كلام الصغيرة أصابني لوهلة بصدمة تشبه لحظة اكتشاف الحقيقة التي لا ننتبه لها أو لا نعترف بأنها حقيقة إلا بعد أن نجد من يصيبنا بمثل هذه الصدمة لنبدأ في اكتشاف تفاصيل صغيرة تفوت علينا في زحمة حراكنا اليومي المعتاد، ولو أننا توقفنا عندها لبضع ثوانٍ فربما أنها تمنح حياتنا بعضاً من بريق وجديد! ولعل ممارسة الرتابة والتعود في الحياة الزوجية لدى السودانيين أصبحت واحداً من أسباب الشعور بالملل الزوجي الذي يدخل بمرور السنوات إلى نفق الزهج الزوجي، فيصبح طرفا الثنائية الزوجية مفروضين على بعضهما البعض ومرغمين على مواصلة الحياة تحت مبرر العشرة والأولاد، وربما المصالح المادية المشتركة من بيت وعربية.. الخ، هي نتاج سعي وجهد مشترك، وفي زحمة هذه المشاغل نضيع أسمى ما يمكن أن يربط شخصين ببعضهما البعض من مودة ورحمة وإحساس جميل ونبيل، فيصبح للأسف التعبير عن المحبة والامتنان “عوارة”، وتبادل الهدايا مهما كان نوعها أو قيمتها “هبالة”.. وعلى فكرة هذا الجفاء والجفاف العاطفي ينعكس بلا شك على الأبناء الذين أجد لهم ألف عذر إن تحولوا إلى قساة غلاظ لأنهم لم يجدوا معيناً من المحبة لينهلوا منه، ولا شجرة مشاعر دافئة يستظلون بها، فيكف نطلب من شخص أن يمنحنا ما لا يملك خاصة وإن كان المطلوب منه فيض مشاعر لا يستدان أو يشترى من السوق؟!
أعود لأقول إن السعادة ليست بالضرورة أن تكون زفة تحفها أوراق البنكنوت، ولا بالضرورة أن تكون قصراً أسواره عالية بقدر ما أنها إحساس نستطيع أن نصنعه ونمارسه بإصرارنا عليه.. ولا أظن أن ابتسامة عابرة في وجوه بعضنا ستكلفنا الذهاب إلى شباك الصراف، ولا كلمة حانية بالضرورة أن تكون من رصيد دفتر شيكات!! من رحمة الله علينا أن الحب بلا مال والكلمة الطيبة سهلة المنال ومد أيدينا بالسلام لا نقطع له جبال!! والاحتفال بالمناسبات والأعياد لا يحتاج أن يوضع في بند منصرفات الماهية، يكفينا أن يتذكر أحدنا أحداثاً مثل تاريخ عقد قرانه ويقول لنصفه الحلو “سمحة الصدفة البيك جمعتنا” أها دي متعبة ولاّ بتكلفنا قروش؟ ولاّ صعبة وبتكلفنا زمن؟ ولنصفي الحلو.. كل سنة وأنت طيب بعدد السنوات التي كان يفترض أن أقولها لك فيها!!
{ كلمة عزيزة
أنا ما عارفة ليه يصر السيدان “محمد عثمان الميرغني” و”الصادق المهدي على” ممارسة سياسة كراع في الطوف وكراع في المركب وهما يعتذران عن المشاركة في مؤتمر الحوار الذي يفترض أن يبدأ (السبت) القادم، وكلا الرجلين يمارسان سياسة معاكم معاكم وما معاكم ما معاكم!! فإما شراكة مطلقة مع المؤتمر الوطني بدلالة أن كل واحد فيهما ابنه مساعد للرئيس، وهو ليس منصباً هامشياً ولا ضعيف التمثيل بل هو منصب سياسي من الوزن الثقيل، وإما كلاهما معارض بمواقف واضحة وحيثيات غير مبهمة وغامضة.. أما طريقة في عرسكم مدعية وفي حزنكم منسية، ما عادت تفوت على فطنة الشعب السوداني.. فرجاءً ارسوا ليكم على بر، فما عاد في العمر مساحة للضبابية وعدم وضوح المواقف والرقص على الحبال.
{ كلمة أعز
السيد وزير التجارة “صلاح محمد الحسن” أقر أمام البرلمان، أمس، أن الأسواق مليئة بالسلع الفاسدة وأن الأسعار غير موحدة، وهو اعتراف يؤكد أن الحكومة تقف على كل الحقيقة، لكنها تظل تتفرج على (مرمطة) المواطن المغلوب على أمره لشنو ما معروف!!