عثمان ميرغني

انتبه.. أنت وأسرتك في خطر..!!


في الأيام الماضية –بكل أسف- ارتفعت معدلات تلوث الأطعمة الجاهزة التي تباع في المحلات العامة بصورة مخيفة للغاية.. أمراض كثيرة معدية تنتقل بكل سهولة وسلاسة من ثقب باب التخلف الذي نعانيه في ضبط صحة هذه الأطعمة المنتشرة بكثافة في كل مكان..
صحيح هناك بعض المطاعم والكافتيريات التي تعتني كثيراً بسلامة ما تقدمه للجمهور.. لكن لنعترف أن الغالبية العظمى مصابة بمتلازمة الإهمال الخطيرة التي تعتري كثيراً من مرافقنا العامة..
والمفروض منطقاً أن هناك جهات رسمية مهمتها محاصرة مثل هذا الأخطر وإغلاق أي محل يشتبه بإهماله في ضوابط الجودة والصحة العامة.. لكن الأصح أنه حتى هذه الجهات ربما مصابة بأمراض التراخي والإهمال والـ(لا) مبالاة المرتبطة بغياب الوازع الذاتي والضمير.. فالسلطة مهما حذقت لن تستطيع تعويض سلطة الضمير.. وحينما يغيب الضمير يشحب لون المصير.. مصير البلد كلها..
أمراض الكبد أصبحت واحدة من نتائج هذا الإهمال الفادح.. وهي أمراض تعاني منها بعض الدول والشعوب بصورة وبائية.. وإن لم ننتبه ونحكم ضوابط الأطعمة المباعة في المحلات العامة فمن السهل أن نصبح دولة تعاني من ويلات هذا المرض الخطير..
في الماضي عندما كان السودان لا يملك حتى أدنى المقومات التي نملكها اليوم لم تكن بلادنا تعاني من مخاطر مخيفة.. بل كانت المطاعم على فقرها –مقارنة بمطاعم اليوم- تهتم بالحدود والشروط المطلوبة لسلامة ما تقدمه من أطعمة.. وأذكر أن أكشاك بائعي عصير الليمون والقمردين والبرتقال كانت تملأ شوارع العاصمة تعرض العصير في (حلل) ضخمة تطفو على سطحها ألواح الثلج.. وتحيط بالمكان (البخور) الذي يطلق خصيصا ليس لجذب الزبائن برائحته الجميلة فحسب. بل لطرد الذباب أيضاً..
الآن ورغم المباني الفخمة والتجهيزات الجميلة للكفتيريات في الأسواق إلا أنها تعاني من مشكلتين.. الأولى غياب الاهتمام بنظافة المكان وتخزين الطعام في بيئة نظيفة.. والثانية .. وهي الأخطر غياب الاهتمام بصحة العاملين في معالجة الطعام أو تقديمه .. وبكل أسف في الآونة الأخيرة بدأت العمالة الأجنبية السهلة تغزو محلات بيع الطعام بكثافة.. وهم في غالبهم ربما يحملون أحمالاً ثقيلة جاءوا بها من أوطانهم..
يجب دق ناقوس الخطر.. فالأمر لم يعد يستثني أحداً خاصة –وبكل أسف- تلاميذ المدارس الصغار الذين لا يدركون خطورة هذه الأطعمة التي تباع لهم في كافتيريا المدرسة .. ولفت نظري أن المدارس بقدر اهتمامها بالمنتوج العلمي إلا أنها لا تنظر لما تقدمه الكافتيريات بذات الاهتمام.. فتترك التلاميذ فريسة للأمراض المختلفة المنقولة عبر الطعام الملوث..
وحتى لا يكون حديثي هذا مجرد صرخة في وادي الصمت.. فليتنا كلنا نمارس عملاً جماهيرياً جماعياً.. أن نحرص على التأكد من صحة ونظافة المطاعم والكافتيريات التي نرتادها .. وأن نشترط جميعاً في مقاطعة جماعية لأي محل لا يكترث لمعايير الصحة العامة.. وهي محلات معروفة من أول نظرة..
انتبه أنت وعائلتك في خطر..!!