جمال علي حسن

فاجعة المتنزه.. بلا حياء ولا استقالات


حادثة متنزه عبود ببحري، قبل يومين تلك الحادثة الأليمة الي راح ضحيتها طفل بريء من منسوبي إحدى رياض الأطفال وأصيب ثلاثة آخرين بسبب اتكاء أو انفصال إحدى عربات ما يسمى بقطار الموت، – حسب الخبر – ويمكن أن يقول قائل إن مثل هذه الحادثة قد تحدث أو حدثت من قبل في بعض دول العالم الأخرى، أو قد نسمع عبارات مثل (الخطأ وارد) والأمر مقدر وعلى أسرة الطفل الفقيد وأسر المصابين أن يتحلوا بالصبر الجميل، وهو حديث مفهوم في عمومه..
لكن الإقرار بهذه العبارات لا يعفي أحداً من المسؤولية، فالخلل كارثي وهناك فرق كبير بين الخطأ والإهمال والاستهتار.. هناك الكثير من التساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى هذه المصيبة، والتي نرجو أن يجيب عنها التحقيق وأعني كل الأسباب، العامة منها التي ترتبط بضوابط العمل والإشراف الرسمي على كل متنزهات الخرطوم الأخرى والأسباب الأخرى الخاصة بمنتزه عبود الذي حدثت فيه الحادثة..
قبل شهرين تقريباً كتبت مقالاً تضمن ملاحظات من تجربة خاصة لي داخل أحد متنزهات الأطفال في ولاية الخرطوم تكشف تلك التجربة عن غياب الإشراف الرسمي على هذه المتنزهات.. وعلى الرغم من أن الموضوع كان مختلفاً في طبيعته حيث كنا نتحدث عن السلوكيات غير الأخلاقية التي تحدث داخل تلك المتنزهات لكن الإهمال وغياب الإشراف بكل أنواعه هي العامل المشترك في النظر إلى النتيجتين، نتيجة وجود خطأ فني وإداري تسبب في حادثة عبود ووجود خلل إداري وتنظيمي يتسبب في وجود تلك الفوضى السلوكية التي تحدثنا عنها .
الإهمال ظاهر جداً في حادثة عبود، ولن نستبق نتيجة التحقيقات لنتعرف على أسباب فاجعة قطار الموت بالتحديد لكن مبدئياً لا يمكن أن يتم السماح لأطفال في عمر الروضة بالصعود إلى هذه اللعبة التي لا تناسب أعمارهم وهذا خلل إداري لا يرتبط فقط بالمشرفة وإنما يرتبط بالتزام إدارة هذا المتنزه بتطبيق إجراءات السلامة لمرتادي تلك الألعاب من الأطفال والأسر.. وتمتد فيه المسؤولية إلى الجهات الرسمية المسؤولة عن تلك الأماكن الترفيهية.. الجهات التي تحصد ضرائب التذاكر وتمنح التصاديق ..
القضية الأساسية – بعد موضوع الإهمال – هي مواصفات تلك الألعاب وصلاحيتها للعمل وهي قضية يجب أن تشملها عملية التحقيق.. ويجب أن يخضع المسؤولون الكبار للتحقيقات طالما أنه لم ولن يتقدم أحدهم باسقالته لو مات طفل أو مات جميع أطفال هذه الروضة أو غيرها.. يجب أن يخضعوا للمساءلة القانونية لنعرف من أين يتم إحضار ألعاب الأطفال التي يتم تركيبها في هذه المتنزهات وهل فعلا ًيتم استجلاب بعض ألعاب الأطفال المستعملة من خارج السودان لإعادة تشغيلها من جديد في بعض متنزهات الأطفال في السودان؟
وبالنسبة لتلك التي يتم تصنيعها في السودان على أية درجة من المواصفات هي؟.. كيف تنفصل أو تتكئ قطعة في لعبة أطفال خطيرة بمستوى ذلك الذي يسمى بقطار الموت.. أو الساقية أو ما شابه.. كيف يحدث هذا..؟ كيف؟
حادثة متنزه عبود تضع السيد والي الخرطوم والسيد معتمد بحري ومدير المواصفات والمقاييس وقبلهم مدير هذا المتنزه وتلك المشرفة جميع هؤلاء داخل قفص المسؤولية عن هذا الحادث بدرجات مختلفة .
فلو توقعنا إدانة للمتسببين بشكل مباشر في موت هذا الطفل، فيجب أن نتوقع أيضاً استقالات وإقالات تعبر عن تحمل المسؤولية..

شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.


تعليق واحد

  1. هل يتم فحص دوري من جهه مستقله لسلامه هذه الالعاب حتي لا تحصل اتكاءه او نوم اوطيران عديل اتقوا الله في فلذات اكبادنا فهم ليسوا بهذا الهوان انا هم اغلي مانملك