عبد الباقي الظافر

خطوط روضة الحاج الحمراء..!!


في بداية عقد التسعينات شهدت مصر مظاهرة غريبة..خرج جموع اهل الفن وعلى رأسهم فريد شوقي وعبدالله غيث وعفاف شعيب ينددون بالعار الذي جلبته أختهم في الفن اعتماد خورشيد..السيدة المغضوب عليها ألفت كتابا أسمته (شاهدة على انحرافات صلاح نصر)..الكتاب الذي يوثق لمسيرة الاستبداد في عهد جمال عبدالناصر طبع تسع مرات خلال ثلاثة اشهر..اعتماد تبدأ بنفسها وتقول ان رئيس مخابرات عبدالناصر اجبرها على الزواج عرفيا منه رغم انها ام لثلاث أطفال..لم يكتف الجنرال صلاح نصر بخطف الجميلة بل جعل زوجها احمد خورشيد ووزير الداخلية شهودا على قسيمة الزواج.
قبل يومين من الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني حملت الصحف تصريحات غريبة للشاعرة روضة الحاج..وقبل الولوج الى متن التصريحات يجب ان نتوقف عند منصب روضة الجديد..الشاعرة المجيدة باتت تشغل منصب نائب رئيس لجنة الاعلام بالبرلمان..المنصب المرموق يعادل وظيفة وزير دولة بكافة الامتيازات..باهت روضة بأوضاع الحريات في بلدنا وقالت انها الافضل بين الافارقة والعرب..استغربت الشاعرة الرقيقة في عدم إيمان بعض الصحفيين باهمية وجود خطوط حمراء وقالت بالحرف» الحديث عن إنّو مافي خطوط حمراء في الصحافة هذا حديث مثالي جداً».
لكن النائبة روضة تنغض غزلها بيدها حينما تعلم الكافة ان لجنتها تلقت شكاوي تتعلق بمصادرة بعض الصحف..ثم تبشرنا بخير قادم حينما تتوقع ان مخرجات الحوار الوطني ستوفر مناخا افضل للحريات في بلدنا..التناقض يكتمل حينما تحدثنا روضة ان بلدنا روضة من رياض الحريات ..ثم تعرج لتبرر للاستبداد بمنطق الخطوط الحمراء..ثم تعود وتقول ابشروا بالمستقبل القريب الذي سيحدث تغييرا كبيرا .
الاستاذة روضة الحاج تمثل حالة استماتة المثقف في تبرير السلوك السالب للسلطة..تلك حالة وقع فيها نفر من أعاظم المثقفين على ظهر البسيطة..كان للنازية (منظراتية ) يبررون لعنف الدولة وقهرها للمواطنين..حتى في سودان المليون ميل الا قليلا ظهر رجال في قامة بابكر عوض الله الذي قدم استقالته حينما تجاوز البرلمان احكام المحكمة العليا وطرد نواب الحزب الشيوعي..ولكن القاضي العادل صنع انقلابا في مايو واصبح العضو المدني الوحيد في كتيبة مجلس قيادة الثورة..وعلى ذلك الطريق مضى منصور خالد مع النميري ومن بعده جون قرنق.
ليس من المفيد ان نتجادل مع شاعرة سوق عكاظ حول موقع بلدنا على خارطة الحريات..لن تستند على تقارير المنظمات الدولية ولا احتجاجات قادة الأحزاب المعارضة من ضيق ماعون الحريات ..لكن وضعنا البائس في مجال الحريات جعل رئيس الجمهورية يحثنا بالامس من قاعة الصداقة على ضرورة صيانة حرية التعبير..بل ان الرئيس وجه كافة الاجهزة بتسهيل أنشطة الأحزاب في التعبير عن وجهات نظرها..لم تكن توجيهات الرئيس الا تعبيرا عن واقع سائد يستحق التقويم وان أنكرت شاعرة البلاط روضة الحاج.
بصراحة..من المحزن ان تصبح شاعرة في مقام روضة الحاج من حملة مباخر الشمولية..التاريخ لا يرحم وتزوير الحقائق غير ممكن في التوقيت العالمي الجديد.


تعليق واحد

  1. هكذا دائما المتشاءمون امثالك لا أمل عندهم الا الفشل والحديث عن الماضي ودس السم في الدسم يا كاتب الغفلة