أم وضاح

السوق مطلوق!!


أن يصل انفلات الأسواق للحد الذي يجعل السيد رئيس الجمهورية يوجه بضبطها رغم انشغاله بملفات كبيرة وحساسة وليس ذلك تقليلاً من أهمية قضية السوق بالنسبة للمواطن، ولكن لأن هذا الملف حريٌ بفتحه ومتابعته والوقوف عليه جهات أخرى أن يصل الانفلات حد تدخل الرئيس، فهذا معناه أن هذه الجهات قد فشلت في أهم وأكبر الملفات التي هي من صميم عملها. فالولاية والوالي مسؤول بشكل مباشر عن حراك الأسواق للحد الذي يجعل يده تصل إلى مواضع الخلل ويقوم بتعديلها وتصويبها وهو يملك السند القانوني والسلطة في يده للقيام بذلك، فأين الوالي من انفلات السوق للدرجة التي جعلته لا كبير عليه والمعتمدون والمحليات يقع تحت سلطتهم المباشرة ملف السوق ليعملوا فيه يد القانون للحد الذي يضرب عنق الفوضى ويجعل المواطن في مأمن من الجشع والتفلت وعدم احترام القانون، فأين السادة المعتمدون من ملف الأسواق للدرجة التي تجعل الرئيس شخصياً يوجه بضبطها وتأديبها بعد أن خرجت عن طوع المعقول والمنطق، وأين المجلس التشريعي الذي يفترض أن يشرع ما يحفظ للأسواق هيبة المعاملات وضمان حركة البيع والشراء دون الخروج عن المألوف أو الدخول في مناطق الخطر، باستباحة جيب المواطن الذي ما عاد يعلم لمن يشتكي أو يبث نجواه. فأين المجلس التشريعي من انفلات السوق للحد الذي يجعل رئيس البلد يوجه بوقف هذا العزف النشاز لاوركسترا الأسواق غير المتجانسة!!
أعتقد أن تدخل الرئيس يؤكد بلا شك أن الحبل مطلوق على القارب وأنه ما في زول شائف شغله للحد الذي جعل من الأسواق دولة داخل دولة وحكومة داخل حكومة، لها قوانينها وأعرافها وتقاليدها التي تقيد من يتعامل معها بشروطها هي رغم أنف القانون ورغم السلطة والسلطات، لتصبح الأسواق غاية في الفوضى إن كان على مستوى المعروض أو على مستوى الأسعار. والسلع وارد كل بلاد الدنيا لا تخضع في معظمها لمعايير أو مقاييس أو شروط جودة ولا أحد يعرف تاريخ الإنتاج ولا انتهاء الصلاحية، رغم أن الأخيرة هي من أبسط حقوق المستهلك تجاه السلعة التي يشتريها بحر ماله، أما الأسعار فحدث ولا حرج وعلبة اللبن مثلاً في دكان بسعر لتجد ذات العلبة في البقالة المجاورة أو المقابلة للأولى بسعر مختلف تماماً وتسأل منو أو تشتكي لمنو، مخاطرة لا يحبذ المواطن الدخول إلى نفقها ليعاني الجرجرة والزحزحة ثم تعود ريما لعادتها القديمة ليصبح توحيد الأسعار أمراً مزاجياً غير خاضع لأي قانون أو تفسير، والعذر الجاهز الدولار ارتفع حتى لو كانت السلعة مخزنة من أيام الدولار بـ(3) جنيهات.
في كل الأحوال توجيه الأخ الرئيس ينبغي أن يجد ما يستحق من الاهتمام والتنفيذ حتى تعود للأسواق حرمتها ومعقوليتها، والسوق أصبح كمغارة الأشباح الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود.
كلمة عزيزة
واحدة من أهم الدروب التي انتبه إليها “عابد سيد أحمد” مدير فضائية الخرطوم منذ تسلمه مهام المدير هي استقطابه لعدد كبير من الصحفيين للعمل بالقناة كمنتجين أو معدين، ولعل “عابد” استصحب في ذلك التجربة المصرية الناجحة التي أفرزت مقدمين كباراً للبرامج خاصة السياسية لما لهؤلاء الصحفيين من قدرة على التحليل وتوجيه الرأي العام نحو قضايا مصيرية ووطنية، لكن الفرق بين التجربة المصرية وتجربة قناة الخرطوم أن الفضائيات المصرية احتفت بهؤلاء وديناصورات قناة الخرطوم عملوا كل ما بوسعهم لطرد وإقصاء هذه الكفاءات، لأن وجود هؤلاء يكشف عجزهم ونقص إبداعهم وضآلة إمكانياتهم وهم حريصون على التمسك بأذيال الفضائية لتعود مش أرضية لكن تحت الواطة إن أمكن، لأنهم لا يملكون أجنحة للطيران في الفضاء.. فيا أخي “عابد” إن كنت ستستمر أو تغادر قم بقرارات تاريخية تبعد الذين كسروا المجاديف، ولن يهمهم أن تغرق السفينة لأنهم يجيدون السباحة ضد التيار فهل تفعلها.
كلمة عزيزة
رغم أن أي شخص يحمل هاتفاً ذكياً يمكنه الاطلاع على آخر إصدارات اليوتيوب، يصر أخونا “كفاح” في قناة الخرطوم لتقديم برنامج من شاكلة القرد نط والفار طار. أخي “كفاح” إن كنت من عشاق الظهور فاظهر بما هو مفيد.