منوعات

زفة سوداني في افتتاح ‘مهرجان من فات قديمه تاه’ “من أهم مهرجانات الحرف التقليدية في الشرق الأوسط”


افتتحت الدورة الخامسة من مهرجان “من فات قديمه تاه” الذي ينظمه بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب بالقاهرة، التابع لمكتبة الإسكندرية في الفترة من 8 الي 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ويحتضن فنون التراث الشعبي والحرف اليدوية ومنها: الحصير، السجاد، الكليم، الفخار، الخزف، الصدف، الطرق على النحاس، النقش على الفضة، الملابس التراثية، الاكسسوار، المشغولات الخشبية والمعدنية.

وشهد الافتتاح حضورا كبيرا للجالية السودانية وعددا من المسئولين السودانيين يتقدمهم السفير عبدالمحمود عبدالحليم حيث إن السودان ضيف الشرف الرئيس لهذه الدورة من المهرجان، وبدأ بزفة سوداني داخل أرجاء المعرض، وجولة لشرح العارضين وأعمالهم، ومن جانب آخر تم الاحتفاء بضيوف المعرض حيث قامت سيدة سودانية بالرسم بالحنة للفتيات والسيدات، وقام خطاط شاب بكتابة الأسماء بالخط العربي، كما استمتع الضيوف بالمأكولات الشعبيية السودانية. أعقب ذلك حفل تنورة مصري وحفل فلكلور سوداني.

وعن المهرجان وأهميته الدولية، قال الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية، إن “من فات قديمه تاه” يعد حاليًا واحدًا من أهم مهرجانات الحرف التقليدية في الشرق الأوسط، ويحتل مكانة مرموقة في هذا المجال، كما يقوم على تشجيع الحرف التي قاربت على الاندثار من مصر كصناعة الحصير، وتشجيع الابتكار في مجال الحرف التقليدية من خلال استضافة فنانين شبان يقدمون الجديد في مجال الحرف التقليدية”.

وأوضح أن المهرجان بدأ فعالياته العام 2011، وشهد في العام 2012 إقبالاً واسعاً من الحرفيين خاصة الشباب والجمهور من مختلف الأعمار، وفي عام 2013 أصبح للمهرجان بعد دولي، حيث عام 2012 كانت دولة تركيا ضيف شرف المهرجان وعام 2013 دولة الهند هي الضيف ، ثم الصين في العام 2014 وأخيرا جمهورية السودان.

وقال أيمن منصور المشرف على المهرجان إن “من فات قديمه تاه” يسعى إلى تقديم العديد من تجارب المدن المصرية في الحفاظ على تراثها وحرفها التقليدية، وهو ما يعد حفاظًا على الشخصية الوطنية المصرية.

وأضاف أن المشاركين من الفنانين المستقلين 35 و9 مؤسسات تتبع وزارات التعليم والثقافة والآثار، وأنه ستقام خلال أيام المهرجان حفلات غنائية مصرية وسودانية وعرض أزياء سودانية ومسرحية للأطفال، والعديد من الفعاليات من بينها ندوات ثقافية وفنية حول التراث المصري السوداني، وورش عمل تشرح الحرف اليدوية وكيفية صناعة المنسوجات والفخار، والنقش على الحجر، والطرق على النحاس، وذلك بهدف توعية الأجيال الجديدة بتاريخها، وربطها بماضيها العريق، بتعريفهم بالأدوات والآلات التي استخدمها المصريون في حياتهم اليومية خلال الفترات التاريخية السابقة.

ولفت منصور إلى ندوة “روائع من السودان القديم” التي سوف يحاضر فيها د. نشأت الزهري؛ أستاذ مساعد بقسم الآثار كلية الآداب جامعة عين شمس، ويقوم فيها برحلة ممتعة في الجوانب الأثرية والحضارية للسودان القديم عبر العصور المختلفة من العصور الحجرية ومرورًا بالمجموعات الحضارية ثم حضارة كرمة بخصوصيتها الحضارية والفنية ثم يتم تناول الأثار السودانية في مملكة كوش التي تبدأ بالأسرة الخامسة والعشرين التي هيمنت على منطقة وادي النيل من شمال مصر وحتى اواسط السودان ثم فترة الحضارة المروية التي شاعت فيها المظاهر الحضارية والفكرية المتنوعة، وسوف يتناول الدكتور نشأت هذه الأثار الفنية والمعمارية من خلال الصور الملونة التي تسجل عظمة حضارة السودان القديم في شتى مجالات العمارة والفنون. استمر ملوك كوش في إخلاصهم لتقاليد الحضارة المصرية باعتبارها ارثهم في شتى المجالات مثل الفنون المختلفة والديانة وحملوا على عاتقهم الإخلاص لقواعدها الحضارية في فترة أصبحت مصر تحت حكم البطالمة ثم الرومان.

وقال منصور إن ختام المهرجان سوف يشهد حفلا مجانيا مفتوحا للجمهور “للإنشاد والسيرة الهلالية والفلكلور”، يقوم على الحفل الشيخ ربيع زين هو ابن المنشد المشهور زين محمود وقد اتخذ خطًا منفردًا في الإنشاد والسيرة الهلالية والفلكلور الشعبي ميزه عن غيره من المنشدين الشباب من أبناء جيله، وتشاركه شيماء النوبي وهي إحدى عضوات فرقة الشيخ زين محمود للإنشاد وتتميز بصوت شجي يطرب الحضور وقد قامت بالمشاركة في الكثير من الحفلات في كافة أنحاء مصر قدمت فيها المواويل الشعبية والأغاني الفلكلورية بصورة مميزة.

ويشمل الحفل فقرات متنوعة من أشعار ابن الفارض وابن عربي، بالإضافة إلى مقاطع من السيرة الهلالية، وفقرات من أشعار الحلاج والبردة للإمام البوصيري، بالإضافة إلى بعض الأغاني الشعبية من التراث المصري الأصيل.

shafaqna