رأي ومقالات

زينب المهدي: عزيزة كانت مسيحية.. إلي أن جاء بشري


الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ .
ربنا خلقنا من العدم وأوجد الموت والحياة، اختباراً..
وعن الحياة أحكي..
حياة عزيزيش قزهين قارماريام الإثيوبية الأصل، القادمة من ضواحي قوندر. دخلت السودان في أوائل الستينات من القرن الماضي، من اسمرا الي كسلا ثم الي الخرطوم بيت اللواء عوض عبدالرحمن صغيرون ثم ‘بيتنا’ في 1963..
أمي عزيزة.. الصورة بتوصف بشرتها الفاتحة وحواجبها الكثيفة جداً، المقوسة .. الوشم الدائري..والصرامة في القسمات، صورة تتماشي مع شخصيتها القوية لدرجة قاهرة، صوتها العالي، تعليماتها النهائية ومسَلّماتها التي لا تقبل النقاش.. وهي كثيرة: إبتداءًا من عظمة ‘المِلِك’ كما تنطقها وتقصد الإمبراطور هيلاسيلاسي، ومقتها لمنقستو هايلي ميريام مرورا بقصص الأنبياء حسب رواياتها، ومحبتها الخصوصية لأنبياء بني إسرائيل وآرائها السياسية القاطعة وبغضها المبالغ فيه للكذب الخلاها تقسم البشر اتنين صادقين وكذابين (يا ويلهم).. وحسرتها المستمرة والدائمة علي عدم التعليم وشغفها المتجدد بالفرص الجديدة وامكانيات التطوير..
قوانينها في التربية ثابتة: مثلاً الاطفال لازم يشربوا لبن. لذلك، عند انقلاب هاشم العطا في 1971 عندما وضعتها ظروف غريبة مع ثلاثة راشدين غيرها وأطفال تحت مسئوليتها في مواجهة عساكر شايلين سلاح وعداوة بلغت تهديدهم بالتصفية للجمع قليل الحيلة، أو المغادرة فوراً علي عربة تاكسي واحدة.. أصرّت علي ركوب ‘حلة اللبن’ في التكسي ومنطقها القاطع للعسكر: أطفال بدون لبن كيف؟
هذا الإهتمام الفائق ‘بالغذاء والكساء’ والاحتياجات ميّز تربيتها الصارمة لنا .. صرامة مشفوعة بحنان بالغ وحب عظيم، لكن جدال مافي.. والنقاش ممنوع.
وكانت مسيحية.. إلي أن جاء بشري.
بشري من يومه أتولد شجاع وعنده جرأة وخروج عن النمط.. وكان المفضل عندها ، شاركها النوم في عنقريبها القصير جداً زمن طويل، قبل ما يستقل بسرير ملاصق ضمن الصف المرصوص في السهلة..
وهو الفتح معاها أول ‘نقاش’ انتي يا امي ما ‘تثلمي’…. وفي 1992 اعتنقت امي عزيزة الدين الاسلامي وحجّت وحفظت عباداتها كما يجب، وبقت أنصارية .. علي السكين، وبرضو قسمت البشر اتنين انصار وما انصار…تحب الأنصار حباً جماً..تحبنا.. تحبّني ..
زَيْنب، هكذا نطقت اسمي.. او زنوبة الدنيا رطوبة.. بتي السمحة حلاتا الله يخلي لي ………..
أمي عزيزة نجحت في اختبار الحياة، وكانت ممن ‘أحسن عملاً’.. لن أستطيع إيفاءها حقها، أبداً..
ملأت حياتنا بحضورها الفريد وأمومتها الشغوفة، مرضت في يونيو 2014 وبدأت صحتها في وهن مستمر إلي أن فاضت روحها الصادقة الجميلة إلي بارئها في يوم الجمعة التاسع من أكتوبر 2015..ارتاحت هي وذهبت الي رحمة ربها الوسيعة، وصلي عليها جمع غفير من الأنصار بمسجد الهجرة بودنوباوي، وانقطعت منّا طمأنينة العمر وسند الدعاء ومدد مستمر.. أمي عزيزة: أي نعمة كنتي؟
رحمة الله عليك يا أمي، وسرائه، وسلامه، وعصمته، وأمانه، وغفرانه، ورضوانه وجزيل إنعامه ونعمائه..
أثابك الله ما لا عين رأت .. ولا أذن سمعت.. ولا خطر علي قلب بشر.
(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))

بقلم: زينب الصادق المهدي

*الصورة بالأعلى ل عزيزيش قزهين قارماريام


‫9 تعليقات

  1. قريت لغاية النص ما فاهم الحاصل شنو
    ده انت يا سراج النعيم عامل فيها بت اسمك زينب

  2. الله يرحمها و يغفر لها و لجميع المسلمين.

    هذا المقال يعكس اقبح صور الإستغلال و استعباد الناس في بيوت الطائفيين.

    أكيد انها افنت عمرها في خدمة بيت اهل زينب الصادق المهدي دون زواج دون تكوين اسرة .بل دون مقابل مادي.
    انها عبودية بيت المهدي و الميرغني

    الا تخافون عقاب الله يوم القيامة؟

  3. هههههههه كمان بقي بتنكر بأسماء الحريم
    والله دي عوجة عديل كدي

  4. كل اناء بما فيه ينضح

    عقيدة آل المهدى التي يسيطرون بها علي الجهلاء
    وايضا سبب بلاء السودان ( اضافة الى ابتلائات اخرى من غيرهم )

    وبرضو قسمت البشر اتنين انصار وما انصار!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  5. ايوا
    ده النعي بتاع خدامة ناس الصادق المهدي الحبشية
    .
    طيب زمان كان في انصار المهدي
    حاليا هؤلاء انصار منو؟؟

  6. نفهم شنو يابت المهدى .. كانت داده ليك واخواتك من زمن دخلت السودان ولا شنو يعنى ؟؟؟

  7. المهاجريات مشن وين ولا الحبش نوع من الفلهمة الحمد لله ألفلستو قبل زمن الفلبينيات

  8. يمكن القول بأن معظم الجعليين كانوا أنصارا قبل وفاة المهدي، وبعد وفاته أصبح 95% منهم ختمية واتحاديين بسبب ما لحق بهم من ضرر وظلم بعد وفاة المهدي .

    ولكن رغم ذلك لا نستطع أن ننتقد زينب .. باعتبارا انها تحمل اسم جدتها زينب بت نصر والدة محمد أحمد المهدي، وهي جعلية من جزيرة ساردية بالقرب من شندي !

    أكتبي علي كيفك يا زولة …. هييييييع كرع كع كككع !!