الحوار الفصيح الأخرس حوار القاعة أمس
> ولا أنا اثق بك ولا انت تثق بي..
> والجملة هذه.. التي لم ينطق بها أحد.. كانت هي ما يدير حوار قاعة الصداقة أمس
> والجمل الأخرى.. التي لا ينطق بها احد.. كانت هي ما يدير الاعداد.. منذ اغسطس الماضي.. وحتى العاشر من يناير القادم
> جملة «انا لا أثق بك» كانت هي ما يجعل الوطني يضع شخصيات لا تنتمي الى جهة على رأس اللجان الست
> و..
«2»
> والخميس الماضي لجنة الاحزاب الموالية للدولة.. حديثها الكثير عن الحوار توجزه لمحة صغيرة لا ينتبه إليها أحد
> لما كان دكتور بلال ينهي حديثه عن الحوار كان محمد الامين خليفة يدخل/ دون صوت/ ويجلس في زاوية
> فصاحة اللحظة عندنا كانت تجعل دخول محمد الامين خليفة «اول من قاد حواراً في عهد الانقاذ » لمحة تقول
> الف حوار.. فكان ماذا؟
> اليأس يجعل اللحظة عندنا تعني هذا
> وذاكرتنا تستعيد حوار خليفة مع باقان.. يومئذ باقان يقول لخليفة
: هل تعرف من معنا؟
ثم يقول في زهو.. وهو ينفخ صدره
: امريكا….!!
وخليفة يقول له
: وهل تعلم من معنا؟
> والقلق المفاجئ يغطي وجه باقان..
ويقول:.. من؟
خليفة يقول: الله…
وباقان يضحك في سخرية
> وزحزحة طويلة تمتد لعشرين سنة لابعاد الوطن والوطني عن اجابة محمد الامين خليفة
> وأمس في القاعة
ذكاء جيد تحمله لجنة الاعداد التي تعد مقاعد كل جهة
> ومنصة البشير على يسارها.. على بعدة سبعة امتار.. يجلس الترابي.. مجرد رئيس حزب
> قبلها بلحظات كان الحوار الصامت يجعل ابراهيم احمد عمر يدخل القاعة وهو يقود السنوسي من ذراعه
> والوطني يجعل «عتاولته» يغيبون «لم يكن هناك غير
علي عثمان ونافع و..وآخرون قليل»
> والاحزاب نعجز عن حصر اسمائها
> ولا احد في السودان كله يستطيع ان يحصر اسما ء عشرة منها
> والاحزاب الكبرى تقف على الجسر
> والصادق يرفض.. ويرسل ابنه
> والميرغني يوافق و يرسل ابنه
> والشيوعي يرسل الصف الثاني
> والحركات المسلحة ترسل ثلاثة من الكبار
> والآخرون من قادة التمرد .. وقادة الاحزاب
كلهم يقف خلف الباب
ينتظر ما بعد الدلكة والدلوكة.. والوطني يشعر بوجودهم
> وشعور الوطني بهذا يجعله يقدم دلوكة ممتازة
«2»
> وابن الصادق المهدي في الحوار يلفت حديثه… الناس
> والصفوف الخلفية الهامسة تنظر اليه وتقول
: صادق الستينات ذاته
> شكلاً….
> واول كلمة.. الصوت هو ذاته..!!
> لو انه قال «عندي سبعة محاور» لخرجنا جريا.. لكن الرجل يتكشف عن فصاحة حلوة جداً
> والمشهد يجعلنا نستعيد حكاية الخداع التي نقصها غداً
> وحوار الصفوف الخلفية ينظر إلى القاعة ثم … عن السودان والاحزاب والاحداث … قالوا
: المرق الذي يطقطق قالوا له لا تنكسر قال: انزلوا من على ظهري
> والسيسي .. الذي يكشف عن فصاحة ما كنا نظنها عنده يجعل الصفوف الخلفية تستعيد الحرب
> والحوار خلفنا ذكاؤه يجعل آذاننا تتجه الى الخلف
> قال احدهم: الآن الحرب وسائلها لا يعرفها الناس
> والمخابرات وسائلها لا يعرفها الناس
> والسياسة وسائلها لا يعرفها الناس
> الناس كلها تعزل تماماً عما يجري.. لان هذا يصنع السخط
> قال آخر.. الدين… كان يريح الناس من هذا.. لهذا يبعدونه اولاً من كل بلد
في مكان آخر وعن الحوار يلقانا من يعرف اننا نعرف السينما قال
: استاذ.. حوار هتشكوك….
> وافلام هيتشكوك تتميز بان الحوار فيها مدهش
فهناك رجلان يلحقان بالمصعد المزدحم وهما يكملان حواراً
الاول يقول للآخر
: هي قالت لي ان زوجها خارج البلاد
> والمزدحمون في المصعد الذين يغطون وجوههم بالصحف. ينظرون من فوق حافة الصحف
الرجل يستمر ليقول لصاحبه
: على كل حال هو كان غبياً…
> والصحف تهبط اكثر.. الحضور يفهمون ان شيئاً قد حدث
> والرجل يقول
: انا كذلك ما كنت اعرف ان المسدس محشو
> المصعد يصل ويخرجان وصحف الآخرين عند اقدامهم
الحوار «المبتور» لا يحتاج إلى بداية ولا نهاية
> الدقائق الثلاثة التي تخصص لكل حزب تجعل كل احد يطلق جملة مثل حوار الرجلين في المصعد ويذهب الى ما يريده مباشرة
> حتى الآن.. ما تفعله زوجة الرجل الغائب عند هتشكوك ليس هناك
> لكن الحوار فيه كل شيء
> ونحكي الحوار الذي .. لا يقال.. تعليقا على الحوار الذي يقال
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة